الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«التعاون» الخليجي يؤكد رفضه تقويض انتقال السلطة في اليمن

«التعاون» الخليجي يؤكد رفضه تقويض انتقال السلطة في اليمن
23 أغسطس 2014 01:19
أكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي يشرف على عملية انتقال السلطة في اليمن، رفضه أي محاولات لتقويض العملية الانتقالية في هذا البلد والمستمرة منذ نحو ثلاث سنوات، فيما بدأ مئات من مؤيدي المتمردين الحوثيين الشيعة أمس الجمعة اعتصاما مفتوحا قرب منشآت سيادية في العاصمة اليمنية صنعاء، بينها وزارة الداخلية ومبنى التلفزيون الحكومي. ودعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف بن راشد الزياني، في بيان كافة القوى السياسية ومكونات المجتمع اليمني إلى الالتزام بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والإسهام الفاعل في توفير الأجواء المواتية لاستكمال تنفيذ المرحلة الثالثة من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وشدد الزياني على ضرورة التزام كافة الأطراف اليمنية «بالأطر القانونية والمشروعة للتعبير عن أي مواقف، والعمل على كل ما يحفظ المصالح العليا لليمن»، مستنكرا «الأحداث المؤسفة التي تدور في محيط العاصمة صنعاء والتلويح باستخدام خيارات تصعيدية، باعتبارها خروجا على الإجماع الوطني وتنذر بعواقب وخيمة تهدد أمن اليمن واستقراره». وجدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي تأييد دول المجلس لكافة القرارات والإجراءات التي تتخذها القيادة السياسية والحكومة اليمنية والهادفة إلى الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن، مؤكدا أن دول المجلس والدول الراعية للمبادرة الخليجية ستواصل تقديم كافة أوجه الدعم اللازمة لتعزيز التقدم المحرز في مسار العملية السياسية القائمة في البلاد بناء على المبادرة الخليجية. وكان الزياني عبر في اتصال هاتفي مع الرئيس عبدربه منصور هادي، الليلة قبل الماضية، عن قلق دول المجلس بصورة بالغة إزاء «ما يجري من إخلال بالالتزامات والتعهدات وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل» الذي اختتم فعالياته في يناير المنصرم. وأشار الزياني إلى الالتزام بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني «هو الطريق الوحيد الذي يرسم خارطة المستقبل في اليمن بعيدا عن العنف ومحاولة الاستقواء». وقال إن مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي يعتبران أي طرف يعارض مخرجات الحوار الوطني «معرقلًا ومتمرداً بالإجماع». وعلى صعيد متصل، قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر إنه يبذل قصارى جهده بالتنسيق مع الرئيس عبدربه منصور هادي «لمعالجة جذور التوتر الحالي في ?‏اليمن ووضع حل مستدام عبر الحوار». وأشار بن عمر في بلاغ صحفي، أمس الجمعة، إلى إجراء «مشاورات مكثفة مع مختلف الأطراف والقيادات السياسية اليمنية لإيجاد حل سلمي توافقي بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني». وحث المبعوث الدولي الأطراف اليمنية على «التحلي بالحكمة وتغليب الحس الوطني وروح التعاون البنّاء لتجاوز تحديات المرحلة والمضي قدماً في العملية السياسية»، مشددا على ضرورة احترام اتفاق نقل السلطة ومخرجات مؤتمر الحوار وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني. وجدد تأكيد دعم المجتمع الدولي جهود الرئيس عبدربه منصور هادي وكافة الجهود المبذولة للتهدئة وللتركيز على مهام العملية الانتقالية من أجل العبور باليمن إلى بر الأمان. وكان زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، دعا أنصاره، الليلة قبل الماضية، إلى إطلاق «المرحلة الثانية من التصعيد الثوري السلمي بالاحتشاد في صلاة الجمعة» في شارع رئيسي يؤدي إلى مطار صنعاء شمال المدينة. وتظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين أمس في شارع المطار استجابة لدعوة الحوثي الذي يتزعم المتمردين الشيعة في شمال اليمن منذ عام 2004. وأدى المحتجون صلاة الجمعة هناك حيث هتفوا «الشعب يريد إسقاط الحكومة»، «قولوها ثاني مرة. . لا للجرعة بالمرة»، و«يا هادي اسمع منا. . لا للجرعة تقتلنا» وهتافات أخرى نددت بقرار زيادة أسعار المحروقات الذي دخل حيز التنفيذ أواخر الشهر الفائت. وأعلن منظمو التظاهرة بدء اعتصام مفتوح في المنطقة لحين تلبية مطالبهم التي اعتبرتها الحكومة الانتقالية ذريعة لإثارة الاضطرابات في البلاد وإعاقة عملية انتقال السلطة المستمرة منذ أواخر نوفمبر 2011 بموجب خارطة طريق قدمتها دول الخليج العربية بعد تفاقم الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وذكر مسؤول بوزارة الداخلية لـ(الاتحاد) إن عشرات الحوثيين نصبوا خياما بجوار وزارة الاتصالات وعلى شارع فرعي يربط بين طريقين رئيسيين يؤديان إلى مطار صنعاء والتلفزيون الرسمي. وأكد وجود مسلحين بين المعتصمين المدنيين ومركبات مشابهة للمركبات الخاصة بقوات الأمن ويمكن استخدامها في مواجهات مسلحة، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية فرضت منذ صباح الجمعة طوقاً أمنياً على منطقة التظاهرة التي تضم وزارات الداخلية، الكهرباء والطاقة، الاتصالات وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى حديقة عامة كبيرة تربط بين مربعين سكنيين وتحاذي منطقة نفوذ زعيم قبيلة «حاشد» الشيخ صادق الأحمر الذي خسر معقله القبلي في محافظة عمران (شمال) في فبراير الماضي بعد أسابيع من المعارك مع الحوثيين. وتوقع المسؤول الأمني قيام الحوثيين بإغلاق الطريق المؤدي إلى مطار صنعاء خلال أيام «إذا لم يتم التعامل بجدية مع مسألة اعتصامهم» في هذا الطريق الذي كان الاقتراب منه «خطا أحمر» خلال احتجاجات 2011 التي أنهت ثلاثة عقود من حكم الرئيس السابق. ونفى صدور أي توجيهات –حتى مساء الجمعة- باللجوء إلى القوة لإزالة خيام المعتصمين على الرغم من وصول تعزيزات إلى القوة الأمنية المنتشرة هناك منذ الصباح. وكان زعيم الجماعة المسلحة حذر في خطابه التلفزيوني، ليل الخميس الجمعة، من الاعتداء على أتباعه «المتظاهرين أو المعتصمين»، مضيفا:«لن نسكت عليه (الاعتداء) ولن نقف مكتوفي الأيدي تجاهه». وطالب الحوثي الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، بعدم الانزلاق في «العدوان على الناس»، لافتا إلى أن الحكومة الانتقالية بدأت بالدفع بالرئيس هادي «ليكون في الواجهة ويتحمل مساوئ وفشل الحكومة»، التي تقودها أحزاب اللقاء المشترك بقيادة حزب الإصلاح الإسلامي منذ تشكيلها في ديسمبر 2011 مناصفة مع حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة الرئيس السابق علي صالح. كما طالب الحوثي الدول العشر الراعية لاتفاق المبادرة الخليجية بتعديل موقفها الرافض للحراك الشعبي لجماعته التي تنامى نفوذها بشكل كبير خلال العامين الماضيين بعد سنوات من القمع والملاحقة في عهد الرئيس صالح. وما زال وسطاء يمثلون الرئيس هادي والأحزاب السياسية الكبيرة في البلاد يفاوضون منذ الخميس زعيم الجماعة المتمردة في معقله الرئيس بمدينة صعدة (شمال) من أجل التوصل إلى اتفاق ينزع فتيل التوتر في صنعاء المحاصرة منذ أيام بآلاف المقاتلين الحوثيين. إلا أن الحوثي ذكر في خطابه أن لجنة الوساطة «تبدي تفهمها ولكننا لا نثق أن هذا التفهم سيكون إيجابيا في الجانب العملي». وذكر عضو لجنة الوساطة وناطقها الرسمي، عبدالملك المخلافي، أن اللجنة أجرت الخميس نقاشا مستفيضا ومعمقا مع زعيم الحوثيين حول مختلف القضايا وكانت نتائجه «ايجابية ومطمئنة»، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على مواصلة النقاش يوم الجمعة «بهدف التوصل إلى اتفاق يحقق مصلحة الشعب والوطن»، حسب موقع وزارة الدفاع. وحث خطباء مساجد في اليمن خلال خطبتي صلاة الجمعة أمس على تحقيق «اصطفاف وطني كامل» ضد ما وصفوها بـ«دعوات العنف والفوضى». وشدد الخطباء على ضرورة التصدي «لمحاولات جر الوطن إلى جحيم الصراعات وسعير الحروب العبثية»، مؤكدين واجب الدولة في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد «ومواجهة أي اعتداء» من أي طرف كان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©