بعد بضعة أشهر من الصمت تلقت عائلة الصحفي الأميركي المغدور جيمس فولي ليلة 13 أغسطس الجاري رسالة من خاطفيه في سوريا تقشعر لها الأبدان: فولي سيعدم رداً على الضربات الجوية الأميركية على مسلحي تنظيم «داعش» في شمال العراق.
«لن نتوقف حتى نروي ظمأنا من دمائكم».
وأطلعت العائلة الحكومة الأميركية على الرسالة.
وذكر المدير التنفيذي لموقع «جلوبال بوست الإلكتروني» الإخباري الأميركي في بوسطن، والذي كان فولي يعمل لحسابه، فيل بالبوني مساء أمس الأول أن مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي «إف.
بي.
آي» ساعد في صياغة رد واسترحام.
وقال «كانت مناشدة من أجل الرحمة.
كانت بياناً بأن جيم صحفي بريء يحترم شعب سوريا حيث كان محتجزاً.
وتمنت عائلة فولي أن يكون الخاطفون يخادعون وأنهم يريدون الفدية.
وبعد مرور 6 أيام تم نشر شريط مصور بشع نشر على موقع يوتيوب يظهر ضرب عنق فولي بيد رجل ملثم متسربل بثياب سوداء هدد أيضاً بقتل الصحفي الأميركي الآخر الرهينة في سوريا ستيفن سوتلوف.
وقال بالبوني إن عائلة فولي تلقت في شهر نوفمبر من العام الماضي أول رسالة من محتجزيه عبر البريد الإلكتروني تتضمن طلب فدية بمبلغ 100 مليون يورو (نحو 133 مليون دولار) وتقدم دليلاً على أنه حي.
وأضاف أن المراسلات لم تستمر طويلاً كانت «قليلة جداً وأن الخاطفين «لم يكونوا ثرثارين».
وسرعان ما صمتت الاتصالات ولم ترد رسائل أخرى للعائلة حتى صدمت بمقتله يوم الأربعاء الماضي.
وأعلن المتشددون في الرسالة الإلكترونية أنهم عرضوا مبادلة فولي بالعالمة الباكستانية عافية صديقي التي تقضي حكماً بالسجن في الولايات المتحدة لمدة 86 عاماً بعد إدانتها بتهمة محاولة إطلاق النار على جنود أميركيين في أفغانستان عام 2008، حين كانت معتقلة للاشتباه بارتباطها بتنظيم «القاعدة».
ورفضت أميركا مساء أمس الأول فكرة دفع أي فدية لإطلاق سراح رهائن.
وقالت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف «لم يتم تقديم أي مطالب بدفع فدية للإفراج عن فولي إلى الحكومة الأميركية التي ليس لديها أي اتصال مع (داعش) ونحن لا نقدم تنازلات للإرهابيين.
نحن لا ندفع فديات، لا شيء».
وتابعت «إننا ملتزمون بهذه السياسة منذ وقت طويل لحماية رعايانا في الخارج وحتى لا نوفر للإرهابيين التمويل الذي يحتاجون إليه لتنفيذ أعمالهم المشينة».
(واشنطن - وكالات)
عدد اليوم
