قضى نحو 100 مهاجر أتوا من ليبيا على متن سفينة صغيرة أمس الأول، إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، جراء الجوع والعطش خلال الرحلة وتم إلقاء جثثهم في البحر، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن ناجية مغربية. في حين طالبت الحكومة الإيطالية والمنظمات غير الحكومية الناشطة في إيطاليا أمس، بتعبئة المجتمع الدولي وخصوصاً سفن الحلف الأطلسي “الناتو” لإغاثة المهاجرين الهاربين من ليبيا بعد هذه المأساة الجديدة.
وقالت المرأة المغربية الناجية التي لم تكشف هويتها، “كنا 300 لكن نحو 100 شخص، خصوصاً النساء، لم يصمدوا وأرغم الرجال على إلقاء الجثث في البحر”. وهذه الشهادة تتناقض مع المعلومات الرسمية التي قدمها في وقت سابق خفر السواحل الإيطاليون الذين أكدوا أنهم احصوا أكثر من 300 ناج في السفينة أمس الأول.
وأكد المسؤول عن مرفأ لامبيدوسا ويدعى أنطونيو مورانا أن “زوارق الإغاثة شاهدت في البحر في منطقة العمليات ملابس تطفو على سطح البحر وحتى جثثا” ما يؤكد أقوال الناجية.
وأضاف أنه لم يتسن لنا التأكد أكثر من الأمر “لأننا اضطررنا إلى العودة أدراجنا لنقل في أسرع وقت الـ300 مهاجر الذين هم في حالة صحية صعبة”، مشيراً إلى أنه من المستحيل حالياً إطلاق عمليات إغاثة بسبب الظلام. والناجية ضمن مجموعة من 4 نساء ورجل نقلوا بمروحية إلى مستشفى في الجزيرة بسبب خطورة أوضاعهم نتيجة الجفاف والإرهاق الشديدين.
كما عثر على جثة في السفينة التي يبلغ طولها 20 متراً وكانت تجنح عندما قامت سفينة قبرصية بأغاثتها وأعلمت المرفأ وخفر السواحل في لامبيدوسا بموقعها.
قال مسؤولو خفر السواحل الإيطاليون أمس، إنهم فشلوا في العثور على أي أثر للمهاجرين الذين يزعم أنهم لقوا حتفهم عندما جنح الزورق الذي كانوا يستقلونه في المياه الإقليمية الليبية. وبدأت عملية البحث بعد إنقاذ نحو 300 مهاجر في وقت متأخر ليل أمس الأول على بعد نحو 90 ميلا بحرياً (166 كلم) من جزيرة لامبيدوسا جنوب البلاد، واعتبر فلافيو دي جياكومو المتحدث باسم المكتب الدولي للهجرة في إيطاليا أنه “يجب اعتبار جميع سفن المهاجرين الذين يبحرون من السواحل الليبية تلقائياً في وضع صعب وبحاجة للمساعدة. وبذلك فإنه ينبغي بموجب قانون الملاحة، مواكبة هؤلاء الأشخاص حتى أول مرفأ آمن”.
من جهته، اتصل رئيس هيئة الأركان الإيطالي بياجيو إبراتي بمسؤولي عمليات حلف الناتو في ليبيا الآميرال الإيطالي جيانباولو دي باولا والجنرال تشارلز بوشار ليطلب منهما “التوعية بالجوانب الإنسانية للعمليات”. وذكر بوجوب أن تعمل الوحدات البحرية لكل دولة بـ”الطريقة المناسبة من أجل سلامة الحياة البشرية في البحر”. وحشدت روما أيضاً طاقاتها وطلب وزير خارجيتها فرنكو فراتيني رسمياً من الأطلسي إجراء “مناقشة داخلية” لتوسيع مهمته لتشمل عمليات إغاثة مراكب المهاجرين.
عدد اليوم
