الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لا حياء في الدين» مقولة حق يراد بها باطل

3 أغسطس 2013 21:52
حسام محمد (القاهرة) - يقول الناس كثيرا لا حياء في الدين ويبررون ذلك لأنفسهم وهم يتحدثون في أمور خارجة وبألفاظ خارجة أيضا في بعض الأحيان. وتعليقاً على ذلك يقول الدكتور عبد الفتاح الشيخ رئيس لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر إن الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام كما في الحديث: «إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء». فالحياء دليل على الخير، وهو المخُبْر عن السلامة، والمجير من الذم فكيف يخلو الدين الإسلامي من الحياء ونقول لا حياء في الدين هذه المقولة خاطئة فالدين كله حياء، وإنما القول لا حياء في طلب العلم في الدين وليس لا حياء في الدين فالحياء شعبة من الإيمان وليحذر المسلم من قول «لا حياء في الدّين»، فالدّين كلّه حياء. الحياة الزوجية ويضيف الدكتور الشيخ: هذه المقولة منتشرة جدّاً ومتداولة بين النّاس وبهذا يتحججون عند الحديث عن الموضوعات المتعلقة بالحياة الزوجية منها وهي ظاهرة وصف لأحدث طرق العلاقة الحميمة بوصف شامل دقيق جريء وبحجة أنه «لا حياء في الدين» ويظنون بذلك أنهم يخدمون غيرهم ويعلمونهم ممن لا يعرفون شيئاً من هذا القبيل وللأسف مثل هؤلاء يتحججون بأنه «لا حياء في الدين» وما نراه الآن من مواضيع تتظلل بظلال عبارة «لا حياء في الدين» هي قمة الرذيلة والوقاحة والدعوة للحرام فعندما يقرأ شاب غير متزوج أو فتاة غير متزوجة تلك الأوصاف الخليعة تتحرك غرائزهم وهو ما يعني أن الخوض في تلك الأحاديث بدعوى أنه لا حياء في الدين قد يجر الناس إلى فعل الرذيلة ولنا في رسولنا عليه الصلاة والسلام قدوة فلم يرد حديث ولا لفظ عنه يصف تلك العلاقة بذلك الأسلوب والحديث الشريف الذي روته أم المؤمنين السيدة عائشة دليل على ذلك، حيث قالت رضى الله عنها: إن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض فأمرها كيف تغتسل قال خذي فرصة من مسك فتطهري بها قالت: كيف أتطهر؟ قال تطهري بها قالت كيف قال سبحان الله تطهري بها فاجتذبتها إليّ فقلت تتبعي بها أثر الدم. الحياء الجميل فالرسول صلى الله عليه وسلم استحيا من أن يصف لها أكثر من ذلك لتجذبها إليها السيدة عائشة رضي الله عنها وتوضح لها القصد بأدب أيضاً. وفي القرآن الكريم دليل على الحياء الجميل في الإسلام حيث قال تعالى: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)، وقال تعالى: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)، فهذا هو الوصف البليغ وبأدب جم فقد أشار سبحانه بإشارة للجماع أما ما نسمعه اليوم تحت ستار (لا حياء في الدين) فهو مالا يرضاه ربنا فقد حرم وصف الرجل أو المرأة لما يحدث بينهما من علاقة وقد مثل النبي صلى الله عليه وسلم الزوجين اللذين يتحدثان عن أسرار الفراش كمثل شيطان وشيطانة تلاقيا في طريق ما فجامعها بمرأى من الناس. فعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: «لعلّ رجلاً يقول ما يفعل بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها» فارم القوم - يعني سكتوا ولم يجيبوا - فقلت: أي والله يا رسول الله إنهن ليقلن وإنهم ليفعلون. قال: فلا تفعلوا فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون». فتنة فهذا نهي صريح عن كشف أسرار الفراش، فكان هذا الكشف والإفشاء صورة جنسية معروضة في الطريق والفتنة الشيطانية المعروضة في الطريق العام تتوق إليها النفوس الآثمة وتنفق في سبيل الحصول عليها الأموال الطائلة، كما أنها نوع من المجاهرة وسبب لتجرؤ السفهاء وإماطة اللثام عن الحياء. والحياء صِفة من صفات رب العزة سبحانه وتعالى، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم ربّه بذلك فقال: إن الله عز وجل حليم حيي ستير، يُحِبّ الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر. رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي.? وقال عليه الصلاة والسلام: إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده أن يَرفع إليه يديه فيردّهما صفراً أو قال: خائبتين. رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه. ?والحياء من أخلاق الأنبياء، فقد وُصِف موسى عليه السلام بأنه كثير الحياء.، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن موسى كان رجلاً حيياً ستيراً، لا يُرى من جلده شيء استحياء منه، رواه البخاري ومسلم، ?ووُصِف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه أشدّ حياء من العذراء في خدرها، كما في الصحيحين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©