الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلحة بن عبيد الله نزل فيه قرآن يصفه بصدق العهد

3 أغسطس 2013 21:53
أحمد مراد (القاهرة) - طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، كنيته أبو محمد، ويعرف بطلحة الخير، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الستة أهل الشورى الذين توفي رسول الله وهو عنهم راضٍ. ولد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه سنة 28 قبل الهجرة، وكان حسن الوجه، كثير الشعر، وأسلم في بدايات الدعوة، وقد أسلمت أمه الصعبة بنت الحضرمي، وهاجرت مع ابنها إلى المدينة، ويروى عن قصة إسلامه أنه كان رضي الله عنه في تجارة بأرض بصرى، وهناك لقي راهباً من خيار رهبانها، وأنبأه أن النبي الموعود سيخرج في مكة، والذي تنبأ به الأنبياء وقد هل عصره وأشرقت أيامه. وحين عاد إلى مكة بعد شهور قضاها في بصرى وفي السفر، كلما التقى بأحد أو بجماعة منهم يسمعهم يتحدثون عن محمد الأمين، وعن الوحي الذي يأتيه، وعن الرسالة التي يحملها إلى العرب خاصة، وإلى الناس كافة، وسأل طلحة عن أبي بكر الصديق فعلم أنه عاد مع قافلته وتجارته من وقت قريب، وأنه يقف إلى جوار محمد صلى الله عليه وسلم مؤمناً به وحدث طلحة نفسه: محمد، وأبو بكر؟ تالله لا يجتمع الاثنان على ضلالة أبداً ولقد بلغ محمد الأربعين من عمره، وما عهدنا عليه خلال هذا العمر كذبة واحدة.. أفيكذب اليوم على الله، وأسرع طلحة الخطى إلى دار أبي بكر، ولم يطل بينهما الحديث، فقد كان شوقه إلى لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم ومبايعته أسرع من دقات قلبه، فصحبه أبو بكر إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث أسلم وأخذ مكانه في القافلة المباركة. ولم يشهد طلحة بن عبيد الله غزوة بدر، لأن رسول الله كان قد وجَّهه وسعيد بن زيد رضي الله عنهما يتجسسان خبر العير فانصرفا، وقد فرغ رسول الله من قتال من لقيه من المشركين، ولكنه شهد غزوة أحد وما بعدها من المشاهد مع رسول الله. وفي غزوة أحد، رأى طلحة بن عبيد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم والدم يسيل من وجنتيه، فجن جنونه وقفز أمامه يضرب المشركين بيمينه ويساره، وأسند الرسول صلى الله عليه وسلم وحمله بعيداً عن الحفرة التي زلت فيها قدمه، وفي هذا الشأن يقول أبو بكر رضي الله عنه: ذلك كله كان يوم طلحة، كنت أول من جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي الرسول ولأبي عبيدة بن الجراح: دونكم أخاكم ونظرنا، وإذا به بضع وسبعون بين طعنة وضربة ورمية، وإذا أصبعه مقطوعة، فأصلحنا من شأنه «وقد نزل في شأن طلحة بن عبيد الله قوله تعالى: (مِنَ المُؤْمنين رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدوا اللّه عَليه فمنْهُم مَنْ قَضَى نَحْبَه، ومِنْهُم مَنْ يَنْتَظِر، ومَا بَدّلوا تَبْدِيلا)، «الأحزاب: الآية 23»، حيث تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ثم أشار إلى طلحة قائلاً: «من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض، وقد قضى نحبه، فلينظر إلى طلحة». وكان طلحة رضي الله عنه من أكرم الرجال، فقد جاءه رجل فسأله برحم بينه وبينه، فقال: «هذا بستاني بمكان كذا وكذا، وقد أعطيت فيه مئة ألف درهم، يراح إليَّ بالمال العشية، فإن شئت فالمال، وإن شئت فالبستان». وقال قبيصة بن جابر: صحبت طلحة بن عبيد الله، فما رأيت رجلاً أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه. وقد كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة كنى، ففي غزوة أحد كناه بـطلحة الخير، وفي غزوة ذي العشيرة كناه بـطلحة الفياض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©