الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذكر الله غذاء للأرواح وطمأنينة للقلوب

3 أغسطس 2013 21:53
أحمد شعبان (القاهرة) - ذكر الله نعمة كبرى ومنحة عظمى به تستجلب النعم وتستدفع النقم وهو قوت القلوب وقرة العيون وسرور النفوس وروح الحياة وما أشد حاجة العباد إليه ولا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال ولما كان ذكر الله بهذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية جاءت في فضله أحاديث شريفة كثيرة. أهل الذكر ويقول الدكتور زكي عثمان أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر: ورد في فضل ذكر الله تعالى حديث شريف عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله ملائكة يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال: فيسألهم ربهم - وهو أعلم بهم - ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وتحميدا وأكثر تسبيحاً قال: فيقول: فما يسألوني؟ قال: يقولون: يسألونك الجنة قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها قال: يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال: يقول: فمم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد لها مخافة قال: فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال: يقول: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم». مجالسة الصالحين يؤخذ من هذا الحديث فضل ذكر الله تعالى وأنه في المرتبة الأولى من العبادة وأن ذكر الله تعالى فيه راحة للنفوس وطمأنينة للقلوب ويؤكد على فضل مجالس الذكر والعبادة ويحث على حضورها ومجالسة الصالحين كما أن ذكر الله تعالى يشمل جميع أنواع العبادات كما يشمل دراسة العلم وقراءة القرآن كما يشمل جميع أنواع الذكر المخصوص ويرغب في طلب الجنة والتعوذ من النار وذكر الله يدل على فضل كلمة التوحيد «لا إله إلا الله» ويحث على ترددها ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله». وذكر الله تعالى غذاء الأرواح وبهجة القلوب ونور البصيرة وطهارة السريرة فهو يجلي ظلمة القلوب ويبعث الطمأنينة فيها قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، «سورة الرعد: الآية 28»، ومن أجل ذلك تكرر في القرآن الكريم الأمر بذكر الله قال تعالى: (فاذكروني أذكركم) «سورة البقرة: الآية 152»، وقال سبحانه: (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والأصال ولا تكن من الغافلين)، «سورة الأعراف: الآية 205»، وقال عز شأنه: (واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)، «سورة الجمعة: الآية 10»، وقال تعالى: (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما)، «سورة الأحزاب: الآية 35»، وقوله تعالى: (يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا)، «سورة الأحزاب: الآياتان 41 - 42»، يأمر الله المؤمنين بالإكثار من ذكرهم لربهم المنعم عليهم بأنواع النعم وصنوف المنن لما لهم في ذلك من جزيل الثواب وحسن المآب ومعنى ذكر الله الذي أمرنا به والذي رتب عليه الفلاح وسعادة الدنيا والآخرة وهو ما جاء في قوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه)، «سورة الأعراف: الآية 180». رحمة الله فذكر الله تعالى يكون باسم من أسمائه أو صفة من صفاته مع خشوع القلب وانشراح الصدر وامتلاء النفس بعظمته وقدرته وعلمه وبطشه ورحمته ولذلك آثار طيبة في سلوك الذاكر تظهر للعيان فيكون الصدق من سماته والرحمة واللين وحب الخير للناس من صفاته يؤدي الفرائض التي فرضها الله عليه كاملة. وجاء في فتح الباري: المراد بذكر الله الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها والإكثار منها مثل الباقيات الصالحات وهي: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وما يلتحق بها من الحولقة وهي لا حول ولا قوة إلا بالله والبسملة وهي بسم الله الرحمن الرحيم والحسبلة وهي حسبنا الله ونعم الوكيل والاستغفار والدعاء بخيري الدنيا والآخرة ويطلق ذكر الله أيضاً ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه أو ندب إليه كتلاوة القرآن وقراءة الحديث ومدارسة العلم والتنفل بالصلاة والذكر يقع تارة باللسان ويؤجر عليه الناطق ولا يشترط استحضاره لمعناه ولكن يشترط ألا يقصد به غير معناه وإن انضم إلى النطق الذكر بالقلب فهو أكمل. ونقل عن بعض الصالحين قوله: الذكر سبعة: ذكر العينين بالبكاء، وذكر الأذنين بالإصغاء، وذكر اللسان بالثناء وذكر اليدين بالعطاء،وذكر البدن بالوفاء، وذكر القلب بالخوف والرجاء، وذكر الروح بالتسليم والرضا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©