الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حوادث الأطفال.. جروح لا تندمل وبراءة تغتالها أيدي الإهمال

حوادث الأطفال.. جروح لا تندمل وبراءة تغتالها أيدي الإهمال
23 أغسطس 2014 15:15
تتنوع الحوادث التي يتعرض لها الأطفال في حياتنا بصورة عامة، والتي غالباً ما تكون سبباً لنهاية حياتهم وسبباً آخر لأحزان تلازم أهلهم وتجعل شعور الأسى والندم غالب عليهم. وفي الآونة الأخيرة تكررت الحوادث تجاه الأطفال بين غرق وحوادث دهس وسقوط من الشرفات، بالإضافة للحوادث المنزلية الأخرى المفاجئة للجميع دائما والتي يتعرضون لها بصورة مستمرة وفي كل مرة تكون النتيجة مفجعة فما إن يحدث مكروه لطفل. وجددت الجهات الأمنية المعنية تحذيراتها لأولياء الأمور بضرورة الانتباه لأطفالهم ومتابعتهم بصورة أكبر لكي لا يتعرضوا لحوادث مفجعة قد تتسبب لهم في حوادث غالباً ما تكون نتيجتها إزهاق أرواحهم “البريئة” أو تعرضهم لإصابات بليغة تكون سببا في تغير حياتهم وعبئاً ثقيلاً على أهاليهم. “الاتحاد” تعرفت على بعض الآراء حول الحوادث التي قد يتعرض لها الأطفال وضرورة السعي بصورة أكبر للتقليل منها ودور أولياء الأمور في فرض رقابة أكبر على الأطفال وعدم السهو عنهم وعن تصرفاتهم تجنباً لتعرضهم للمخاطر التي قد تكون سبباً في نهاية حياتهم، والتي قد تحدث في لحظات. متابعة ضرورية وقال عبد الله المدفع من الشارقة، بأنه في كل حادث يتعرض فيه طفل لمكروه، يتجدد الأمر بضرورة أن يكون هناك انتباه أكبر من قبل أولياء الأمور في رعاية أبنائهم، مشيراً إلى أن الحوادث التي يتعرض لها الأطفال تحدث خلال لحظة وفي كل مرة تحدث الواقعة يثبت أن هناك لحظات قليلة فارقة بين الحادث والوفاة. وأشار إلى أن الأطفال في مجملهم كثيري الحركة والنشاط في المنازل وخاصة في العطلات الدراسية، كما وأنهم لا يعون أفعالهم والمخاطر التي قد تنجم عن تحركاتهم غير المحسوبة، وهو ما يتسبب لهم بحوادث تكون في كثير من الأحيان مميته. وقال: “في كل مرة يقع فيها حادث لطفل سواء بالسقوط من الشرفات أو الغرق في حمام سباحة أو في الشواطئ أو دهس في الشارع أو أي حادث منزلي، ينتابنا شعور بالتعاطف مع أهله حزنا معهم على فقدانه لأن الجميع يدرك أن هذا الأمر كان قدر وحدث في لحظة غفلة من الأهل وهم الأكثر حزناً على فراقه”. زيادة الوعي وأشار المواطن عبد الرحمن سلطان النابودة، من الشارقة، إلى أن حوادث الأطفال هي الأكثر إيلاماً للبشر وتترك أثراً محزناً في نفوس الجميع، لافتاً إلى أنه ومن اللافت للنظر في الآونة الأخيرة أن هناك قلة في عدد الحوادث التي كانت تحدث للأطفال من السقوط من الشرفات وهو ما يؤكد أن هناك وعيا أكبر من الأشخاص والجهات المعنية في تلك القضايا وعملت على التقليل منها. وأوضح أن الحوادث التي يتعرض لها الأطفال تنوعت بصورة كبيرة الفترات الماضية وكان من أكثرها حالات الدهس وترك الأطفال داخل السيارات وكذلك الحوادث التي يتعرضون لها في أماكن الألعاب حال وجود إهمال وأيضاً الحوادث المنزلية والتي تتنوع في مجملها. وطالب بضرورة أن يكون هناك اهتمام أكبر من قبل الأهل بأبنائهم وعدم التهاون في متابعتهم وخاصة في المنازل خلال العطلات أو في مراكز الألعاب الخطرة في الحدائق والمراكز التجارية المنتشرة وكذلك الإمساك بهم في الشوارع العامة وعدم منحهم فرصة لتحركات طائشة غير محسوبة قد تؤدي بحياتهم في حوادث دهس السيارات وكذلك عدم الإهمال في تركهم بمفردهم داخل المركبات حتى وإن كان تركهم لدقائق بسيطة، فالحوادث قد تحدث في ثوانٍ قليلة وقد ينجم عنها حزن وندم وإحساس بالذنب يستمر لفترات في حياة الأهل شعوراً بالذنب. أجساد ضعيفة وأكد الدكتور خالد خلفان بن سبت اختصاصي الأطفال في مستشفى القاسمي بالشارقة، أن حوادث الأطفال تتكرر بصورة كبيرة في المجتمعات إلا أن التقليل منها أو منعها يحتاج لجهود مشتركة من قبل جهات عديدة أو بالتوعية المستمرة من قبل وسائل الإعلام للأهل بضرورة الانتباه بصورة أكبر لأطفالهم ومتابعتهم في كل لحظة يغفلون فيها عنهم. وقال إن الأطفال لا يدركون مآل الأفعال التي يقومون بها وردة فعلهم تلقائية غير محسوبة كما وأنهم يتخيلون أشياء ويقدمون على فعلها غير مدركين لعواقب فعلتهم وبالتالي قد تكون نتيجتها الوفاة. وأشار الدكتور بن سبت إلى أن حوادث الأطفال غالباً ما ينتج عنها رضوض كبيرة وكسور في مناطق متفرقة من أجسامهم نظراً لقوة الصدمة التي يتعرضون لها بالمقارنة بأجسامهم الصغيرة وهو ما يجعل إصاباتهم في أغلب الحوادث قد تؤدي بهم للوفاة. وقال إن المستشفى يستقبل العديد من الحوادث التي تتعلق بحوادث الأطفال ومن بينها حوادث الدهس وكذلك حالات سقوطهم من مكان مرتفع، بالإضافة للحوادث المنزلية المتنوعة وتتفاوت حالات الإصابات بين حالة وأخرى وأن الفرق الطبية المعنية تتدخل بصورة سريعة لتدارك الأمر وليس أمامهما سوى هدف واحد هو محاولة إنقاذ الطفل بأسرع وقت ممكن والخروج بحياته إلى بر الأمان. مبادئ السلامة من جانبه، أكد العميد عبد الله السويدي مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة أن إدارة الدفاع المدني في الشارقة حددت بعض أصول ومبادئ السلامة العامة والتي تحمي الأطفال من خطر الحوادث التي قد يتعرضون لها من بينها، مشيراً إلى أنهم غالباً يتعرضون في بداية حياتهم سواء في المنزل أو الشارع لمخاطر أهمها صعق الكهرباء وحوادث الغرق والاختناق والسقوط والجروح والحروق والتسمم والكسور والتكهرب وجميع هذه الحوادث تقع لعدم إدراك الطفل بالمخاطر المحيطة به وانعدام الرقابة من قبل الأسر وتوعية أطفالهم بإرشادات الوقاية والسلامة من مختلف المخاطر. وقال: “من هنا يكون الطفل عرضة للأخطار ووجوده في أماكن خطرة يعرضه للحوادث والإصابات كوجوده في مكان مرتفع (شرفات وسلالم) أو حفرة أو فتحات المجاري المفتوحة”، مطالباً مرافقي الأطفال ضرورة التأكد من عدم وجود فتحات سهلة التسلق من قبل الأطفال مما يعرضهم لخطر السقوط من أعلى وفقد حياتهم. توعية مستمرة وأكدت القيادة العامة لشرطة الشارقة أن المراكز الشرطية بالإمارة تتلقى بلاغات عديدة تتعلق بحوادث الأطفال كالدهس والإصابات المنزلية والسقوط من علو، وكذلك ترك الأطفال بمفردهم في المركبات وغيرها من الحوادث الأخرى، وفي كل مرة توجه تهمة الإهمال للمسؤولين عنهم من أولياء الأمور ويتم توقيع تعهد من قبل الأم “على سبيل المثال” على عدم تكرار الأمر. ونوهت القيادة بأنها وفي كل حادث تحاول استغلال الأمر بتوعية الأهل والمجتمع بصورة عامة على تدارك المر وعدم تكرار مثل تلك الأخطاء والتي غالباً ما يكون نتيجتها محزنة للجميع، ومن بينها تلك الحوادث دائما ما تدعو إلى عدم ترك الأطفال بمفردهم داخل المركبات، أو خلال اللعب بمفردهم في الألعاب الخطرة، بالإضافة للحوادث الأكثر في السقوط من علو أو في الشواطئ وحمامات السباحة. يذكر أن القيادة العامة لشرطة الشارقة كانت قد أجرت دراسة في السابق حول ظاهرة سقوط الأطفال من المرتفعات بعنوان “لا تفقدوهم”، تلقي الضوء خلالها على أسباب سقوط الأطفال من الشرفات والأماكن المرتفعة وأهم المخاطر التي تؤدي لتلك الحوادث وكذلك طرق الوقاية منها وتجنبها. وركزت الدراسة على طرق التوعية ودور الآباء والأمهات في ضرورة تأمين وإغلاق النوافذ بدقة وعدم ترك أطفالهم بمفردهم بجوار النوافذ والشرفات، مع ضرورة زيادة الوعي لدي بعض الآباء والأمهات حول المخاطر التي تتسبب في تلك الحوادث. وتناولت بعض الصور للسلوكيات والأفعال المرفوضة داخل المنازل وخاصة من خلال تكدس بعض الحاجيات من قطع الأثاث والكراسي والطاولات وأسرة غرف النوم بالقرب من الشرفات والنوافذ مما يساعد الأطفال على تسلقها وبالتالي السقوط من علو والذي يؤدي في الغالب إلى الوفاة على الفور. وأظهرت الدراسة أن هناك 12 حادث سقوط أطفال من علو حدثت خلال عامين بالشارقة، نجم عنها وفاة 6 حالات، منها ثلاث حالات في عام 2010 وتوفيت جميعاً وتسع حالات خلال عام 2011 أدت لوفاة خمس وإصابة أربع أخرى، بإصابات متفاوتة كانت في مجملها بليغة وتسببت في عواقب كبيرة أثرت على حياة الأطفال والأسرة لاحقاً. حماية من المخاطر قال العميد الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي، قائد عام شرطة عجمان بالإنابة: «إن تعزيز التعاون لحماية الأطفال من المخاطر التي قد يتعرضون لها، تأتي تجسيداً لتوجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وحرص سموه المستمر على أن تكون دولة الإمارات مركز إشعاع حضاري، وقدوة يحتذى بها في المنطقة، في تعزيز حماية وأمن الطفل، من خلال كل الإجراءات الكفيلة تعزيز أمن وأمان مجتمعنا». وأكد ما دعا إليه اللواء ناصر لخريباني النعيمي الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رئيس اللجنة العليا لحماية الطفل، والمقدم فيصل محمد الشمري مدير مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل، إلى ضرورة مواصلة الجهود المبذولة لتطوير مساعي حماية وتوعية أبنائنا وسلامتهم، وتعزيز الوعي الأسري لدى جميع شرائح المجتمع، والأطفال بصفة خاصة، بما قد يواجهونه من تحديات ومخاطر. وناشد، أولياء الأمور والقائمين على رعاية الأطفال، ضرورة متابعة أبنائهم في المنزل، وعدم تركهم بمفردهم في المنزل، فضلاً عن إحكام إغلاق النوافذ والممرات المؤدية إلى الشرفات، ومراقبة أطفالهم أثناء اللعب داخل وخارج المنزل، متأسفاً على الحادث الذي توفي فيه طفل من الجنسية العُمانية، يدعى (م م . س . ش)، يبلغ من العمر أربع سنوات، بعد أن أغلق باب المنزل الكهربائي على رأسه، وتسبب له في كسر بالجمجمة اليومين الماضيين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©