ارتفعت أسعار العقود الاجلة للنفط أمس مع تركز اهتمام المستثمرين على نجاح منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' الذي فاق التوقعات في الحد من الامدادات·
وكانت الاسعار انخفضت في وقت سابق أمس مع تنامي المخاوف الاقتصادية بعد أن سجلت الأسهم الأميركية أدنى مستوى لها في 12 عاما الليلة الماضية·
وأظهرت حسابات رويترز بناء على تقديرات مؤسسة بترولوجيستكس الاستشارية إن نسبة التزام الدول الأعضاء في ''أوبك'' بالتخفيضات الإنتاجية بلغت 89 في المئة من اجمالي التخفيضات التي اتفقوا عليها منذ سبتمبر ايلول الماضي·
وبحلول الساعة 12,09 بتوقيت جرينتش كان الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم ابريل المقبل مرتفعا سنتاً واحداً إلى 38,45 دولار للبرميل بعد أن هبط 1,59 دولار أمس الأول·
وارتفع خام القياس الاوروبي مزيج برنت 44 سنتا إلى 41,49 دولار للبرميل·
كما ارتفعت أسعار نفط منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لاكثر من 39,50 دولار للبرميل في مستهل أسبوع التعاملات أمس الأول، وأعلنت الأمانة العامة لأوبك في فيينا أمس أن سعر برميل نفط أوبك سجل أمس الأول 39,53 دولار بارتفاع مقداره 46 سنتا عن إغلاق الأسبوع الماضي·
ويتوقع محللون أن تقرر منظمة أوبك خفض الامدادات مرة أخرى في اجتماعها في شهر مارس المقبل مع تراجع الطلب، وتزود أوبك العالم بأكثر من ثلث احتياجاته من النفط· وصرّح وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل نهاية الأسبوع الماضي أنه من المرجح أن تخفض منظمة ''أوبك'' مستويات الإنتاج من جديد في مسعى لدعم أسعار النفط المنحدرة، وتوقع خليل أمس، في تصريحات للإذاعة الجزائرية، استقرار أسعار النفط ما بين 50 و 60 دولار للبرميل، خلال الشهور المقبلة·
وخفضت ''أوبك'' الإنتاج العام الفائت بأكثر من 4 ملايين برميل في اليوم في سعي منها لعكس انحدار الأسعار وحماية الإيرادات·
وفي هذا السياق، أوضح ''مركز دراسات الطاقة العالميّة'' أنه سيكون من الصعب للغاية على ''أوبك'' رفع الأسعار عبر خفض الإنتاج نظراً إلى الجو الاقتصادي السائد حالياً·
وأضاف المركز أن ضعف الاقتصاد العالميّ سيصعّب جداً على ''أوبك'' مهمّة الحفاظ على ارتفاع الأسعار''·
وتابعت هذه المجموعة البحثيّة قولها ''يعتقد ''مركز دراسات الطاقة العالميّة'' أنّه سيستحيل على ''أوبك'' رفع أسعار النفط إلى مستويات مناهزة للسعر المتوخّى أي 75 دولاراً للبرميل في ظلّ البيئة الاقتصاديّة العالميّة الحاليّة''·
وكانت السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في ''أوبك'' قد أشارت مرات عدة إلى أنها تنظر إلى مستوى 75 دولاراً على أنه ''السعر العادل'' للخام·
كما قال ولي عهد البحرين ان سعر النفط منخفض اكثر مما ينبغي وهو ما سيشجع على حدوث قفزة كبيرة لدى تعافي الاقتصاد العالمي، وقال الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ان السعر المعقول سيكون بين 70 دولارا و80 دولارا·
وقال في تصريحات لتلفزيون سكاي ''عند هذا السعر يمكن للمنتجين الصغار ومتوسطي الحجم مواصلة الانتاج·· ويمكن للحقول التي يلزم ان تعمل في اقتصاد متنام ان تمد العالم فعليا·'' وحذر من ان الفشل في الوصول لذلك السعر سيؤدي الى اغلاق حقول نفط ولن تكون القدرة الانتاجية جاهزة حين يتعافى الاقتصاد·
وشهد الاستهلاك العالمي من الطاقة انخفاضا كبيرا وسط الازمة المالية العالمية التي دفعت اقتصادات كبرى للانزلاق في الركود مما أدى إلى هبوط أسعار النفط حوالي 110 دولارات للبرميل منذ أن سجلت أعلى مستوى لها على الاطلاق في يوليو الماضي·
وتنتظر الاسواق أحدث بيانات أسبوعية للمخزونات البترولية الأميركية والتي من المرجح وفقا لاستطلاع أولي لرويترز أن تظهر زيادة قدرها 1,9 مليون برميل في مخزونات النفط التجارية في الولايات المتحدة·
وأفاد عدد من المحللين لدى مصرف ''سوسيتيه جنرال'' الفرنسي بأنّ ''أسعار النفط الخام لا تزال محاصرة بقوى معاكسة هي ضعف الطلب على النفط وخفض حجم إمدادات ''أوبك''·
وفي سياق متصل توقع وزير الطاقة والجزائري أن تتراجع عائدات بلاده من مبيعات النفط والغاز إلى 30 مليار دولار العام الجاري مقابل 76 مليار دولار العام الماضي· وقال شكيب خليل للإذاعة الجزائرية أمس إن العام الماضي كان عاما استثنائيا مؤكدا أن سيناريو 100 مليار دولار لبرميل النفط لن يتكرر·
وأضاف خليل أن السنتين المقبلتين ستشهدان نفس سيناريو ،1998 عندما ارتفعت أسعار النفط ولم يرتفع الإنتاج، بسبب تراجع الاستثمارات وارتفاع الطلب وهو ما يرشح أسعار النفط للعودة إلى الارتفاع مجددا·
عدد اليوم
