"طاش ما طاش" يشعل "حرباً" خليجية على "فيسبوك" و"تويتر"

لاقت الدعوة التي وجهها الداعية السعودي، محمد العريفي، أمس الأول بمقاطعة مسلسل" طاش ما طاش" وقناة "إم بي سي"، صدى واسعاً بين الجمهور العربي المتابع للحلقات على مواقع التواصل الاجتماعي. وبلغ عدد مشاهدي "تيتر" وبعض حلقات" طاش ما طاش" على موقع" يوتيوب"، خلال 5 أيام فقط، أكثر من 4 مليون مشاهد عربي. ويعد المسلسل برز الأعمال الخليجية الكوميدية خلال 18 عاماًُ منذ بداية عرضه في عام 1992. في حين تجاوز عدد مشاهدي الحلقة الأولى من المسلسل والتي حملت اسم" التعايش" على "يوتيوب"، وهى سبب الأزمة، ما يزيد عن 100 ألف مشاهد، وهي الحلقة التي حملت مشهد الجمارك الشرعية، الأمر الذي اعتبره العريفي استهزاء بأهل الدين. وكان الداعية العريفي قد استقبل اتصالاً هاتفياً من أحد المشاهدين السعوديين خلال برنامجه "لك صمت"، والذي يذاع على قناة دبي، استنكر فيه المشاهد ما وصفه باستهزاء "طاش ما طاش" برجال الدين، الأمر الذي جعل العريفي يستفيض في نقده للمسلسل، ويطالب بعدم مشاهدة المسلسل ومقاطعة قناة" إم بي سي" التي تعرضه على شاشتها. وقال العريفي: "هذا المسلسل فشّلنا أمام العالم، حيث أصبح الناس لا ينظرون إلى المشايخ نظرة طيبة ونظرة حسنة، وعندما أسافر خارج السعودية أجد الكثير يسألني عن نظرة المشايخ وأصحاب الفضيلة حسبما صوّرها المسلسل". واستطرد العريفي في فتواه، حيث طالب ممثلي المسلسل بـ"التوبة والعودة إلى الله". وطالبهم بانتقاد الفساد الإداري والعنوسة والبُعد عن نقد رجال الدين. وقد لاقت فتوى العريفي اهتماماً بالغاً بين جمهور مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض. وكتب شاب سعودي، يدعى مواس خلفاوي، ساخراً من فتوى العريفي على حسابه الشخصي بـ"تويتر": "ههه العريفي يدعو (طاش ما طاش) إلى توجيه نظرهم إلى مواضيع أخرى مثل العنوسة لكن لا يقرب ( المطاوعة) قصدي أهل الدين طبعاً". بينما علق حماد البسام: "طاش ما طاش عنده حريات وصلاحيات أكثر من مجلس الشورى وبعض ها لمشايخ ما عرفنالهم قصص وهمية مو عاجبهم واقعية مو عاجبهم خيالية يعجبهم حاضر طال عمرك". وقال سعد العجمى: "أى رجل دين أو خطيب لم يدن جرائم بشار الأسد ونظامه ولو بكلمه لا يحق له أن يغضب من حلقات (طاش ما طاش) عن المؤسسة الدينية". وكتب شاب يدعى زين: "منذ بدأ رمضان وأنا أتابع التعليقات على طاش وخواطر ولاحظت أن الموقف الفكري عند الأغلب هو ما يحدد رأى الشخص وليس جودة أو مستوى ما يعرض". وعرض المسلسل السعودي" طاش ما طاش" لأول مرة في عام 1992 ومنذ ذلك العام حافظ على وجوده كطبق رئيسي على مائدة الدرامية الخليجية خلال شهر رمضان. ويقوم ببطولته الثنائي عبد الله السدحان وناصر القصبي. وقد تعرض منذ بدايته لحملات هجوم عنيفة من قبل تيارات محافظة دينياً، الأمر الذي وصل إلى حد تهديد أبطاله بالقتل. فضلاً عن فتوى هيئة كبار العلماء بأن هذا المسلسل يحمل الكثير من المخالفات الشرعية. وقد تعرضت الحلقة الاولى مثار الجدل من "طاش ما طاش"، والتى عرضت الإثنين الماضى، إلى الصدام بين التيارات الفكرية المتعددة وتحديداً الليبراليين "ناصر القصبي" والمتشددين دينياً "عبد الله السدحان"، الأمر الذي أثار حفيظة البعض. وقد صادفت فتوى العريفي هوى في نفس البعض الذين اعتبروا أن المسلسل يسفه من قدر رجال الدين، حيث كتب محمد الشولي الحسنى على حسابه الشخصي بـ"تويتر": "نهاية كل حلقة من (طاش ما طاش) .. الليبرالي ملاك والمتدين شيطان وانتهت القصة". وعلقت إيمان الدوسري: "طاش ما طاش هم من يستحق الايقاف وليس حجر الزاوية". بينما كتب فيصل الزهير "الكل يقولون إن حلقات طاش ما طاش بايخة لكن يشوفونها لآخر يوم ليش ما بعرف". بينما قال ياسر المسفير: "بنهاية رمضان لهذه السنة يكمل طاش ما طاش 540 حلقة .. السؤال هو هل أصبح طاش ما طاش أفضل ما قدمناه خلال الـ18 سنة الماضية ؟". وتفاعل جمهور العريفي مع فتوى" طاش ما طاش" على صفحته الخاصة بموقع" فيسبوك" والتي يتجاوز عدد مشتركيها نصف مليون. وكتب إحدى العضوات :"أبغى توضيح نقطة مهمة لمن يدافع عن طاش ما طاش هذا المسلسل وضع لغرض صريح وواضح وهو التنكيت والفكاهة فقط وإن كان عن طريق عرض قضايا المجتمع وحلها بطريقة فكاهية فلا يحق لهم التدخل فى أمور الدين لأنه وإن كان هناك عرض لأخطاء بعض من يدعون الالتزام لا يناقش بهذه الطريقة .. نحن أمة مسلمة ولله الحمد". وعلق شاب يدعى حاتم الثبيتي: "تركوا كل شيء من مشكلات وقضايا المجتمع والإسلام والمسلمين ولم يجدوا غير الاستهزاء بصورة شنيعة بعلماء الدين". في المقابل، دافع بعض أعضاء صفحة العريفي عن المسلسل ووصفوا الفتوى بالمتشددة، حيث كتب شاب سعودي يدعى سعد الشهراني: "أرجوك يا فضيلة الدكتور أن تشاهد الحلقة التي ربما لو رأيتها بتغير رأيك، وأنا متأكد إن بعض الحلقات هادفة، وتتكلم عن قضايا حدثت ومعروفة وهم القضاة الذين أخذوا رشوة بالملايين في المدينة وجدة.. أنا لا أدافع عن (طاش) فعندهم بعض التجاوزات من ناحية التمثيل، ولكن لنكن واقعيين في نقدنا ولا ننكر واقع موجود فليس احد معصوم من الخطأ والنقد". . وقد سارعت قناة" إم بى سى" بالرد، حفاظاً على جمهورها، من خلال مقابلة تلفزيونية مع الداعية عائض القرني عبر برنامج "نبض الكلام". وشدد القرني خلال البرنامج على أن انتقاد قاضٍ لا يعني انتقاد القضاء والدين، موضحاً أن "نقد شخص في المؤسسة لا يسيء للمؤسسة بكاملها"، وأضاف: "لا أحد فوق النقد، بما في ذلك مؤسسات القضاء في السعودية، إذ يجري عليها ما يجري على بقية المؤسسات والإدارات الحكومية، مثل المرور والشرطة والوزرات". لكنه انتقد في خط مواز المبالغة التيي يصبغها بطلا "طاش ما طاش" على شكل رجال الدين أو الملتزمين دينياً في السعودية، وتقديمهم للمشاهدين على أنهم "دراويش" أو "خبلان، على حد تعبيره. وأضاف: "كأنهم بذلك يخوفون الناس من التدين، ويشيرون إلى أن هذه الحالة مرتبطة بالمتدينين"، لافتاً إلى أن هناك علماء وأكاديميين ومسؤولين من المتدينين يعكسون صورة زاهية ومضيئة للبلد. رافضاً ما قدمه المسلسل من مشاهد يظهر فيها ممثلون يقيسون "لحى" الناس بالمسطرة لتصنيفهم كمتدينين أو غير متدينين، وعلق: "نحن لسنا كذلك أبداً".