* كتب ابن سَيَابة إلى عمرو بن بانة: إن الدهر قد كَلَحَ فَجَرح وطمحَ فجَمح وأفسد ما صَلَح فإن لم تُعِنْ عليه فَضَح.
مَدح رجل من طَيء كلامَ رجل فقال: هذا الكلامُ يُكْتَفى بأُولاه ويُشْتَفى بأخراه.
ووَصف أعرابيّ رجلاً فقال: إنَّ رِفْدَك لَنجيح وإن خيرك لصَرِيح وإن مَنْعك لمُرِيح.
* من الأسْجاع قول ابن القِرِّيّة وقد دُعي لكلام فاحتبَس القول عليه، فقال: قد طال السَّمر، وسَقَط القَمر، واشتَدّ المَطر فما انتظر، فأجابه فتى من عبد القيس: قد طال الأَرَق وسقَط الشَفق فَلْينطق من نَطَق.
* قال أحمد بن يوسف الكاتب: دخلتُ على المأمون وبيده كتاب لعمرو بن مسعدة وهو يُصَعِّد في ذُراه ويقوم مرة ويقعد أخرى ففعل ذلك مراراً ثم التفت إليّ فقال: أحْسَبك مُفكِّراً فيما رأيتَ، قلتُ: نعم وقى الله عزّ وجلّ أميرَ المؤمنين المَكاره، فقال: ليس بَمكْروه، ولكن قرأتُ كلاماً نظِير خَبر خبّرني به الرشيد سمعتُه يقول: إنَّ البَلاغة لتَقاربٌ من المَعنى البَعيد وتَباعد من حَشْو الكلام ودَلالة بالقَلِيل على الكثير.
فلم أتوَهّم أنّ هذا الكلامَ يَسْتَتِبّ على هذه الصِّفة حتى قرأت هذا الكتابَ فكان استعطافاً على الجند وهو: كتابي إلى أمير المؤمنين أيَده اللّه ومَن قِبَلي من أجناده وقُوّاده في الطاعة والانقياد على أفضل ما تكون عليه طاعة جنْد تأخّرت أرزاقُهم واختّلت أحوالهم، فأمر بإعطائهم ثمانية أشهر.
محمد رضا - أبوظبي