الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصيد بـ «السمع» خبرة قديمة على طريق الزوال

23 أغسطس 2014 01:20
يبحث الصيادون التقليديون في ماليزيا عن طرائدهم البحرية بطريقة قديمة توشك على الاندثار. وهي طريقة «السمع» العجيبة في البحث عن السمك، قبالة سواحل سيتيو على الشاطئ الغربي لماليزيا، أحد أكثر البلاد استهلاكاً لثمار البحر في العالم. وأورث هارون ابنه زريني «44 عاماً» هذه الطريقة، ويقول الابن «عندما تمعن في السمع، تشعر وكأنك تنظر من خلال زجاج، إذ يمكنك أن تحدد أنواع الأسماك الموجودة، فصوت الأسماك كصوت إلقاء الحصى في المياه. فالأسماك تصدر أصواتاً تختلف باختلاف أنواعها، لكن يصعب على المبتدئين التمييز بينها». ويضيف هارون «مع مرور الوقت وتمرس الصياد، يشعر حين يسمع صوت المياه وكأنه ينظر بعينيه ويرى مواقع الأسماك وأنواعها». ويقول «لا تظنوا أن السمك غبي، السمك يعلم بوصول الصيادين من صوت المركب، فيبتعد. نحن نبحث تحديداً عن أسماك الغيلاما، علماً أن أنواعاً عدة من الأسماك تسبح هنا أيضاً، فعندما نرصد سرباً من أسماك الغيلاما، نتقدم بمركبه باتجاه موقع وجودها، لكن دون إشعال المحركات، ولا يمكن اكتساب هذه المهارة سوى بالتلقين، ويجب فهم أحوال البحار». ويضيف: «إن تجار السمك يتخوفون من أن تختفي أسماك الغيلاما مع رحيل آخر صياديها التقليديين. ولم يعد الصيد التقليدي واسع الانتشار كما كان في السابق، فكثير من الصيادين القدامى رحلوا، ومنهم من تقاعد عن العمل، ومنهم أيضاً من عزف عن الطريقة القديمة متحولاً إلى التقنيات الحديثة لتحديد أماكن تجمع السمك، إذ لم تعد الأذن كافية أحياناً في ظل ارتفاع الضجيج في أعماق البحار بسبب حركة السفن وتراجع أعداد السمك بسبب الصيد المفرط». وبالفعل، فقد فقدت ماليزيا ما يقارب 92% من مواردها من السمك بين العامين 1971 و2007، بسبب الإفراط في الصيد، بحسب ما تظهر دراسات علمية. (سيتيو ـ ماليزيا- أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©