الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأهلي والوحدة وبيلاتشي ضحايا اللعب المكشوف

24 سبتمبر 2006 00:39
أكرم يوسف : من أين نبدأ الحديث عن الجولة الأولى ؟ هل نبدأ من سيرك الشارقة في دبي ؟ أم نتوقف أمام حادثة سقوط البطل والوصيف ؟ أم خسارة الشباب بالأربعة أمام الجزيرة تستحق أن تكون الحدث الأبرز ؟ بعد أول 5 مباريات من بين 132 مباراة وجدنا أنفسنا أمام أكثر عنوان وبداية وحكاية وحادثة، كل مباراة تستحق أن تكون محطة البداية لأن الجولة الأولى لم تعترف بالتاريخ ولا المنطق ورفضت التعاطف مع أصحاب الأرض واحترام الكبار وخرجت النتائج عكس التوقعات· توقعنا انتصار كبير للأهلي حامل اللقب على الفجيرة الصاعد ،واستعراض للوحدة في رأس الخيمة في مواجهة الإمارات عاشر الموسم الماضي ، وانتظرنا صورة جديدة للنصر أحد المرشحين الأقوياء وهو يواجه بملعبه الوصل ،وصدقنا حماس بيلاتشي عندما قال إنه لايخشي الجزيرة حتى إذا لعب ب11 محترفا · ولكن في النهاية خسر الشباب، وسقط الأهلي بملعبه ، وعاد الوحدة من رأس الخيمة بدون أية نقاط ،ولم يقنعنا أداء النصر أمام الوصل · ورسمت الجولة الأولى عناونين أخرى أبطالها الجزيرة والفجيرة والإمارات والشارقة والوصل تلك الفرق التي قدمت عروضا أكثر من رائعة وخطفت الأضواء والنقاط والإعجاب بالأداء والأهداف، وكان الجزيرة الأكثر إقناعا وتوازنا وواقعية وخطورة · أما الشارقة فقد أستقبل دبي الضيف الجديد '' بنصف درزن '' مع تحيات سعيد الكأس أول هاتريك في الدوري ''وإهداء رسول خطيبي '' الإيراني الجديد الذي صنع هدفين وأحرز هدفين · صدمة الكبار سطر الفجيرة والإمارات العنوان الأبرز في هذه الجولة وأسقطا البطل والوصيف بالأداء والنتيجة · ورغم قناعتنا بأن مشهد البداية دائما يخرج مليء بالحماس والقوة والاندفاع ،إلا أن الكبار عندما يخسرون لا يجب أن يكون السقوط بهذه الصورة التي شاهدناها أمس الأول · قد تكون الثقة الزائدة احد الأسباب التي أدت إلى خسارة البطل والوصيف إلا أنها بكل تأكيد ليست كل الأسباب ،ورغم اختلاف الظروف والنتيجة إلا أن أننا تقريبا شاهدنا سيناريو واحدا بين الأهلي والفجيرة ،والإمارات والوحدة حالة من الاستسلام ،ردة فعل ضعيفة ، وأداء متواضع ،حماس غائب ،حلول تقليدية· واعتدنا في كرة القدم أن نشاهد عاصفة من الحماس وثورة من الغضب في الملعب عندما تهتز شباك الفرق الكبيرة أمام الصغيرة، ولكن عندما نتوقف أمام مباراة الأهلي والفجيرة ،لم يكن بداخل أي منا شك أن الأهلي بطل الدوري لن يترك الفرصة تمر دون أن يقدم استعراضه الأول على ملعبه ووسط جماهيره ،ولكن الضيف الجديد بدأ بالتسجيل بعد نصف ساعة ،وأستمر الأهلي في محاولاته التقليدية بكل هدوء والفرص تضيع الواحدة وراء الأخرى ،وكأن الفريق لديه القدرة على تغيير النتيجة وتحقيق الفوز في أي وقت،والجميع في الملعب أو أمام شاشات التليفزيون كان لديهم قناعة تامة في ذلك ،فالأهلي يملك الكثير من الأوراق الرابحة بحجم سالم خميس وفيصل خليل وحسن علي إبراهيم ومارتن باردوي وعادل عبد العزيز ومحمد قاسم وخارج الملعب يجلس مدرب كبير أسمه شايفر ومرت الثوان والدقائق حتى وصلنا إلى الدقيقة 63 وبدلا من أن يحرز الأهلي التعادل أضاف البديل أحمد خميس الهدف الثاني للفجيرة ، ولم يتغير شيئا واستمر الأداء بنفس الإيقاع حتى كسر حسن علي إبراهيم حالة الهدوء الأحمر وأيقظ الجماهير بمحاولة فردية وسدد من خارج المنطقة وأحرز هدف الأهلي الوحيد · ولم يساهم هذا الهدف إعادة الأهلي للمباراة ،فالدفاع مكشوف والهجمات المرتدة مصدر صداع دائم ،والوسط غائب ،والهجوم عاجز ،ولم تختلف حالة الأهلي كثيرا عن تلك الحالة التي ظهر عليها أمام الكويت في دوري أبطال العرب عندما خسر بملعبه 2-1 قبل أيام قليلة وبنفس الطريقة· حالة غريبة أصابت الفريق فالأهداف التي أحرزها الفجيرة هدية من وسط الأهلي، فالهدف الثاني فقد سالم خميس الكرة لتذهب إلى موسى ماريو ومنه إلى احمد خميس ليسجل، والهدف الثالث فقد حسن علي إبراهيم كرة مشتركة لتذهب إلى احمد علي معضد ليسدد من خارج منطقة الجزاء وترتد من يد الحارس عبد الله موسي ويكملها أحمد خميس داخل المرمى · الأهداف بنفس الطريقة،الوسط يخسر الكرة بسهولة ، والدفاع لا يمارس الضغط ويتراجع ويترك مساحات واسعة أمام نجوم الفجيرة للتقدم والتسجيل بكل حرية، وفي المقابل هجوم الأهلي لاحول له ولا قوة ولم يشعر أحد بوجود البلغاري كمبروف ،وفيصل خليل يهدر كل الفرص التي لاحت له ، ومارتن باردوي ضيف شرف في الوسط ،وسالم خميس يحاول ،وحسن علي إبراهيم يجتهد ،وفي الخمس عشرة دقيقة الأخيرة لم يتغير الوضع كثيرا ونجح الفجيرة بقيادة مدربه التونسي لطفي البنزرتي في قيادة دفة المباراة للنهاية التي يريدها ليحقق أكبر مفاجآت الجولة الأولى · ليصبح الأهلي أول حامل للقب يخسر في الجولة الأولى في السنوات العشر الأخيرة · ··والوصيف وما حدث للأهلي بملعبه تكرر للوحدة الوصيف خارج ملعبه أمام الإمارات وخسر بهدفين نظيفين في الربع ساعة الأخيرة، ويبدوا أن الفريق لم يستوعب جيدا درس العربي في تمهيدي الكأس عندما تقدم بخمسة أهداف ثم اهتزت شباكه أربع مرات في نصف ساعة · الوحدة أمام الإمارات لم يسجل وقدم عرضا متواضعا للغاية مليء بالحماس والرغبة دون ترجمة حقيقية أمام المرمى ،وتسابق باكايوكا وكروبي على إهدار الكرات العرضية التي وصلت إليهما ،وكان فريق الإمارات الأكثر واقعية وتنظيما وأستطاع أن يخطف الثلاث بالهجمات المرتدة عندما خطف المحترف الإيراني رضا عنايتي الكرة من طلال عبدالله وعمر علي وتقدم داخل منطقة الجزاء وسجل الهدف الأول ،وجاء الهدف الثاني بنفس الطريقة تقريبا في الدقيقة 89 عندما خطف عنايتي الكرة من طلال عبد الله ومررها إلى عادل درويش الذي تقدم ودخل منطقة الجزاء وأعادها مرة أخرى إلى عنايتي ليسدد في القائم وترتد من قدم طلال عبد الله دخل المرمى · ولا يتحمل المدرب الألماني الجديد للوحدة هورست كوبل مسؤولية الخسارة لإصراره على اللعب بطريقة 4-4-2 ،لأن ما حدث أمام الإمارات خطأ تنفيذ وليس خطا في الطريقة ،فالوحدة يملك الإمكانيات التي تؤهله للعب بطريقة 4-4-2 لأنه من الفريق التي تلعب للإمام وتسعي دائما للمنافسة ،واللعب بهذه الطريقة أمام عاشر الدوري الموسم الماضي ليست مغامرة · و الوحدة لم يعان فقط في هذه المباراة من الأخطاء الدفاعية ولكن أيضا من تباعد الخطوط ،وغياب اللمسة الأخيرة ،والأهم من كل هذا روح الفريق التي كانت تشعل الملعب بالتحدي والحماس عندما تهتز شباكه · وخسارة البطل والوصيف صدمة في البداية وقد تكون نقطة تحول لإعادة ترتيب الأوراق قبل الدخول في المباريات الأكثر صعوبة · وإذا كان الأهلي والوحدة لعبا بثقة زائدة وبدون هدف داخل الملعب ،فإن الفجيرة والإمارات كانا يعرفان جيدا حدود قدراتهما ولعبا بواقعية وتنظيم دفاعي ومرتدات سريعة واستثمرا حالة الأهلي والوحدة جيدا ،والمهم في الدوري أن تكون النهاية بنفس قوة البداية· الجزيرة والشارقة رغم حماس الشباب ،وتصريحات بيلاتشي الساخنة قبل البداية إلا أن الخسارة بالأربعة كانت صدمة كبيرة للمدرب والفريق والجماهير · الجزيرة قدم نفسه بصورة جيدة وعلى حساب فريق كبير بملعبه ،واستثمر جيدا اندفاع الشباب حيث أرادها الروماني بيلاتشي نتيجة كبيرة وعاصفة هجومية ،ووضع ثلاثة مهاجمين سالم سعد وبرنس تاجو وعيسي عبيد ،وثلاثة في الوسط عادل عبد الله وسرور سالم ،وإيمان مبعلي الذي تقدم كثيرا للهجوم فأصبح وسط الملعب خاليا احتله فريق الجزيرة وأدار دفة المباراة كما يريد حيث لعب لعب فيرسلاين بطريقة 3-5-2 مقابل 4-3-3 للشباب وبالتالي تمكن الجزيرة من السيطرة على وسط الملعب بخمسة لاعبين وهم صالح عبيد ورضا عبد الهادي وحسين سهيل ودياكيه ويوسف عبد العزيز ،وفي الهجوم توني ومحمد عمر ،واستغل الجزيرة الثغرة الكبيرة بين الدفاع والوسط الذي لم يقدم المساندة مما اتاح الفرصة للجزيرة للضغط والهجوم بكل الأوراق وشاهدنا يوسف عبد العزيز من الجانب الأيمن وصالح عبيد من الأيسر ودياكيه من العمق ومحمد عمر وتوني لدرجة أن بيلاتشي عجز عن إيقاف خطورة الهجوم الجزراوي وأرتبك في إدارة المباراة وسحب محمد حسن الظهير الأيمن في الدقيقة 52 ثم وأشرك سعيد الصايغ وبعد 20 دقيقة سحب الصايغ وأشرك داود علي ،وكان طرد الحارس إسماعيل ربيع في الدقيقة 62 له تأثير كبير حيث لعب الشباب بعشرة لاعبين وخرج في النهاية برباعية مع الرأفة · وانتصر المنطق في أول مباراة وفاز الشارقة على دبي 6-3 في مباراة شهدت أول هاتريك في الدوري بقدم سعيد الكأس ليتصدر الشارقة الأسبوع الأول واثبت رسول خطيبي أنه إضافة قوية للشارقة هذا الموسم · وفي ديربي دبي بين النصر والوصل الذي انتهي بالتعادل 1- 1 لم يقدم النصر ما كان متوقعا منه رغم الهدف الذي أحرزه برهاني أولا إلا ان الوصل كان الأخطر والأكثر سيطرة على المباراة بعد هذا الهدف وتمكن أوليفيرا من التعادل · إنها البداية مابين الاندفاع الهجومي واللعب المكشوف بدون ضغوط ظهرت المساحات ووصل عدد الأهداف إلى 22 هدفا بمعدل 4,5 هدف في المباراة الواحدة ،وتبدوا نسبة كبيرة لأن كل مدرب يريد تقديم نفسه واستعراض عضلاته وهو يدرك أن الخطأ يمكن تداركه في رحلة الدوري الطويلة ،وكانت الظاهرة التي فرضت نفسها في تلك الجولة الأهداف التي سجلت نتيجة هجمات مرتدة سريعة ووصل عددها إلى 11 هدفا وهى نصف عدد الأهداف المسجلة في الخمس مباريات ،كما أن 15 هدفا تم تسجيلها في الشوط الثاني ومن المؤكد أن تلك المساحات والأخطاء التي شاهدنا ستختفي في الجولات المقبلة بعدما وضع كل مدرب يده على نقاط الضعف وتعرف على الصورة الحقيقة لقدرات فريقه في كل الحالات الدفاعية والهجومية ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©