الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفتاح العلم

6 أغسطس 2011 22:07
حديثنا اليوم عن مفتاح العلم، وعن سبب من الأسباب لمعرفة الله تعالى وعبادته وطاعته، ولمعرفة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته. ولاكتساب الأخلاق الحميدة والصفات العالية والسلوك المستقيم. ولعمارة الأرض ولاكتساب المهارات ومعرفة الصناعات النافعة. حديثنا عن سبب من أسباب الأنس وسياحة العقل الإنساني بين الحاضر والماضي. إنها القراءة التي هي غذاء العقل والروح التي يصل من خلالها القارئ إلى الرفعة في الدنيا والآخرة يقول الله تعالى. (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (المجادلة). وكفى دليلاً على ذلك أن أول ما أنزل الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). (العلق) وقد أحسن الشاعر حيث يقول: وخير جليس المرء كتب تفيده علومًا وآدابًا كعقل مؤيد وقد كان علماؤنا يعلمون ما للقراءة من أثر على الفرد والمجتمع فتنوعت عباراتهم في حب قراءة الكتب والحث عليها. يقول الخليل بن أحمد: ما سمعت شيئاً إلا كتبته، ولا كتبت شيئاً إلا حفظته، ولا حفظت شيئاً إلا انتفعت به. ويقول الشافعي رحمه الله: اعلموا رحمكم الله أن هذا العلم يند كما تند الإبل، فاجعلوا الكتب له حماة، والأقلام عليه رعاة. قال الشاعر: نعم المحدث والرفيق كتاب تلهو به إن خانك الأصحاب لا مفشيا للسر إن أودعتـــه وينال منه حكمة وصــــواب وهذا ابن المعتز يصف الكتاب، فيقول: (الكتاب والج للأبواب جريء على الحجاب، فهم لا يفهم، وناطق لا يتكلم وبه يشخص المشتاق إذا أقعده الفراق). وقال آخر: (إنه حاضر نفعه، مأمون خيره، ينشط بنشاطك فينبسط إليك، ويمل بملالك فينقبض عنك، إن أدنيته دنا، وإن أنأيته نأى لا يبغيك شراً، ولا ينبش عليك سراً، ولا ينم عليك ولا يسعى بنميمة إليك). وكان عبد الله بن المبارك يقول: (إني إذا كنت في المنزل جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم) يعني النظر في الكتب. فلنكن كحال أولئك في حب القراءة ولنعود أنفسنا وأهلينا على حب المطالعة بغرس ذلك في نفوسهم واصطحابهم لدور الكتب، وإنشاء مكتبة مختلفة ألوان الثقافة في ركن بالمنزل لتثري عقولنا قبل تزيين بيوتنا بها. ثم كن على حذر فليس كل كتاب يقتنى فانظر في المحتوى وشاور من هو أعلم فالعلم لا يؤخذ إلا من أهله. والحمد لله نحن في عصر يشهد تطوراً في طباعة الكتب وتفنناً في إخراجها وسهولة في اقتنائها حتى أضحت المنازل لا تكاد تخلو من مكتبة تحوي أصناف العلوم والمعارف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©