الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلوى رشدي: الفن الإسلامي يصلح للاستلهام لا للتقليد

سلوى رشدي: الفن الإسلامي يصلح للاستلهام لا للتقليد
6 أغسطس 2011 22:11
في معرض حديثه عن أعمال الفنانة التشكيلية سلوى أحمد رشدي قال الفنان الدكتور عبدالغني الشال العميد الأسبق لكلية التربية الفنية بجامعة حلوان إنها خزافة تتميز بالنشاط والتجريب الدائم ومحاولة استخلاص نتائج جديدة تتسم بالإبداع والجدية، وهي تشير عن طريق غير مباشر لتراثنا الفني والانتماء له من خلال جداريات إسلامية منتشرة في العالم الإسلامي، سواء على المآذن أو المحاريب أو القصور والمنازل وغيرها، والاستفادة من تصميماتها وألوانها وقيمها الفنية في تشكيلات إبداعية جديدة معاصرة وهو مبدأ اجتماعي وفني مهم. تقول الفنانة سلوى رشدي إنها تتلمذت في كلية الفنون التطبيقية على رائد فن الخزف الفنان سعيد الصدر، الذي كانت اهتماماته تتجه نحو التراث، مما جعلها وزملاءها يتشبعون بهذا النهج، مؤكدة أن التراث الإسلامي ذا قيم جمالية لا تنتهي وتتعدد أشكال إبداعاته على مر العصور الإسلامية المختلفة وتبعاً للمنطقة التي ينمو فيها، كما يمكن للفنان المعاصر أن يستمد أعماله الفنية على مدى حياته من ذلك المناخ الخصب دون أن تعترضه فكرة التكرار أو الجمود. تصميمات الخزف وأضافت أن ما جذبها إلى الخزف الإسلامي هو خطوطه الخارجية المرنة والقوية في آن واحد، وكذلك ألوانه المختلفة تبعاً لتقنية صنعه، خاصة خزف البريق المعدني، الذي تخصصت فيه، بتقنيته المعروفة بالتدخين، وأنها ما زالت تعمل عليه وتستقبل نتائجه، التي تعلمتها من الفنان الصدر في الكلية وفي مشغله بالفسطاط وبيته، كما أنها لا تنتج لأي معرض قبل أن تقوم بالبحث والعودة إلى التراث وزيارة المتحف الإسلامي عدة مرات حتى تضع خطتها في العمل وتبدأ التصميمات بعد دراستها للألوان والتقنيات في الخزف الإسلامي. وتوضح سلوى رشدي أن الخزف الإسلامي لم ينل القدر الكافي من الاهتمام أو البحث والدراسة، كما يستحق باعتباره فنّاً لا يموت ويواكب كل العصور الحديثة، وأن مقتنيات المتحف الإسلامي بالقاهرة، والتي وصفتها بالأسطورة، خير شاهد على ذلك خاصة وأنها كانت في زيارة يومية إليه مع زملائها أثناء فترة الدراسة سواء بغرض النفع الجمالي أو الاستمتاع أو التعلم ضمن مادة المتاحف. الفن الإسلامي وقالت إن الفن الإسلامي بني على التجريد للابتعاد عن فكرة الحلال والحرام، فكانت كل خطوطه تجريدية، وأن الخط المجرد من السهل الاستلهام منه دون أن يكون نقله تقليداً، وأن الفنان سعيد الصدر شجعهم على الرسم بالفرشاة، وكيفية تناول الخط واللون مباشرة على السطح الخزفي، وأن الفن الإسلامي لا يمكن تقليده وإنما الأخذ منه، ثم تحويل المأخوذ إلى فكر خاص معاصر، وربما تكون هناك محاولات للتقليد أثناء فترة التعلم، ثم يجب الخروج منها فيما بعد، أما تقليد المشاهد الفنية فهو أمر محبط. وأشارت إلى أن الخط أو الأسلوب الإسلامي يظهر في أعمالها من خلال الشكل الخارجي العام للقطعة الخزفية، وخاصة الآنية، وان كل معارضها تحمل نفس الأسلوب في التناول، وأحياناً يتزحزح هذا الخط قليلاً، لكنه لا يخرج عن الروح الإسلامية التي تنتج من كثرة المشاهدة، لأحداث نوع من التشبع البصري بالشكل المرسوم مثل الطائر أو النبات، دون النقل المتعمد، وإنما تحويل الشكل إلى مشهدك الخاص الناتج من علاقاتك بالمحيطات من حولك والتفاعل معها، وأعمال الفكر فيها. وأضافت أنها تعمقت في دراسة البريق المعدني، وخرجت منه بنتائج جيدة، وأنه مجال واسع يشتمل على العديد من الأساليب، وإلى جانب الدراسة النظرية والعملية، دخلت المصانع وشاهدت طرق تكوين البريق المعدني، حيث إنهم يستخدمون صبغات معينة تخرج شكل البريق المعدني دون الاعتماد على الطريقة المعروفة بالتدخين، والتي تشربتها عن سعيد الصدر، الفنان الموسوعي الذي كانوا محظوظين بتتلمذهم عليه حيث كان يدرس لهم 4 مواد هي تاريخ اختصاص وتكنولوجيا وعملي وتصميم ويباشرهم في مادة الطبيعة الحية، وكان لا يبخل أبداً بالمعلومة. «الراكو» “الراكو” من التقنيات اليابانية في تطبيق الطلاء أو البطانة، وقد بدأ على يد الخزاف “تشوجيرو” في عام 1580م، الذي قام بصنع أوعية لشرب الشاي الأخضر في احتفالات النبلاء. وتعني كلمة الراكو “السعادة والبهجة”، ويرتبط خزف الراكو بطقوس شرب الشاي المتبعة عند معتنقي ديانة “الزن” اليابانية، وهي ديانة تدعو إلى التأمل والصمت المطبق عند شرب الشاي جماعيا، وتتميز خزفيات الراكو بمحاكاة أشكال الطبيعة، خاصة الصخور، ويتم إنتاج خزفيات الراكو بتطبيق طلاء زجاجي منخفض يتم اختزاله خارج الفرن، وذلك بغمر القطعة في وعاء يحتوي على مادة عضوية تعمل كوسيط اختزال. وتضيف سلوى رشدي أنها قامت بالتدريس في جامعة أم القرى في المملكة العربية السعودية، لـ 6 مواد غير تخصصها، وهي النسيج والطباعة ومواد نظرية أخرى، وأثناء الـ 10 أشهر التي عملت فيها في السعودية لم تنتج الخزف، وكانت سعيدة بالتجربة خاصة ذهابها إلى الحرم المكي أسبوعياً، وفي عام 2003 ذهبت إلى السعودية للتدريس في كلية الاقتصاد، وأنتجت في تلك الفترة أعمالاً من وحي البيئة السعودية، وعقب عودتها أقامت معرضاً من وحي الطائف تناولت فيه البيئة السعودية، وخاصة تضاريس الجبال وحركتها، وبعض الصخور، في قطع خزفية من الأواني والجداريات، وكانت الأواني عبارة عن أشكال ترتبط بالواقع، وليس الشكل التقليدي المتماثل. وأكدت أهمية أن يكون الشكل أو القطعة الخزفية معبرة عن ارتباطها بالإنسان، من خلال مفهوم نفعي وجمالي معاً، حيث تحمل القطعة الخزفية قيمة جمالية إلى جانب وظيفتها النفعية، وأن ذلك التناول لم يفقد الفن الإسلامي جمالياته، وترغب في أن ينال ذلك الفن قدره في العالم العربي، وتعتقد أن أي فنان يريد الاستمرار في عمله الفني، يجب عليه أن يبدأ ويتشبع بالتراث، تبعا لميوله الخاصة، وأنها لا تستطيع أن تقيم معرضا لأعمالها إلا بعد عدة زيارات للمتحف الإسلامي، حتى إذا ما اختمرت الفكرة لديها بدأت في التنفيذ، فيجب أن تكون الفكرة لها أساس واقعي. الخصائص الجمالية لخزف «الرقة» عن موضوع بحثها لنيل درجة الدكتوراه تحت عنوان “الخصائص الجمالية التطبيقية لخزف الرقة والاستفادة منها في ابتكارات وظيفية”، قالت: إنه كان من المفترض أن تكون تلك الرسالة في خزف الراكو، وتم تحريف الموضوع، بعد تدخل أساتذة القسم، إلى أن أصبح البحث في خزف “الرقة” الذي تشتهر به روسيا، أما “الراكو” فإنها تعمل عليه الآن وتنتج منه، وأنه قريب من البريق المعدني كتقنية، فهو بالتدخين وينتج في نفس الفرن الذي ينتج فيه البريق المعدني، إلا أن خاماته تختلف قليلاً عن البريق المعدني، وكذا تقنيته أثناء عملية التدخين.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©