الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلابيات شرقية بلمسات من التراث الخليجي

جلابيات شرقية بلمسات من التراث الخليجي
6 أغسطس 2011 22:14
تعتز الإماراتية بأناقتها الدائمة، وفي المواسم الرمضانية حيث العودة القوية للملابس الإسلامية والجلابيات الشرقية، تهتم النساء الإماراتيات باختيار أرقى الخامات والقصات لإبراز أناقتهن الدائمة بأسلوب عصري محتشم. ووظفت فريال بستكي مصممّة أزياء واعدة، وظفت شغفها بعالم الموضة والجمال، في رسم طموحها في النجاح والتألق، مكونة لنفسها خطاً يميزها وطابعاً خاصاً يفرد عملها عن الآخرين، تقدم بستكي في كل موسم للمرأة العربية والخليجية على حد سواء، نماذج جذابة وملونة من الجلابيات الشرقية التي تتسم بالأناقة والانسيابية. وقد جاء اتجاهها لتصميم الطراز الشرقي دون سواه، منسجما مع محيطها العام وما نشأت عليه كسيدة خليجية من قيم وعادات وتقاليد، حيث تظهر المرأة عادةً مكرمة بهالة من الحشمة والوقار، فتكون ملابسها معبرة عن واقعها المعاش، ومورثاتها الثقافية والتراثية، وتشير “فريال” إلى هذا الأمر، لتقول: “إنما أعبر عن بنات بلدي وما ألفناه من جيل الأمهات والجدات ولكن بأسلوب أكثر معاصرة وحداثة، فلقد تربينا على رؤية نسائنا وهن يتشحن بالبرقع والشيلة والعباءة التي تغطي عادة أشكالاً مختلفة من الجلابية العربية “المخّورة”، تلك التي تزهو بألوان مبهجة وفرحة وزخارف ونقوش، فتكونت في ذاكرتي خزيناً من الصور والمشاهد التي اعتمدت عليها في بعد في صقل موهبتي ونهجي في تصميم الأزياء، مفضلة الطراز الخليجي المحلي، بكل ما يحمله من خصوصية لناحية، بساطة القصات، انسيابية الخطوط، وغنى الألوان والمطرزات”. الموهبة والشغف ولأنها فنانة جادة لها رؤية بعيدة، فقد أرادت أن تستفيد من موهبتها الفتية في عالم الموضة لتستثمر نتاج عملها وتروج له تسويقياً، مقرنة الخيال بالواقع والحلم بالطموح، لتحقق بذكائها الفطري وروح الريادة التي تتمتع بها هدفاً تجارياً وربحاً مادياً، جامعة الفن بالعمل فكونّت فريق عمل متكاملاً أدارته بجدارة وتمّكن، بنخبة من حرفييّ الخياطة وفنانيّ الشك والتطريز، لتترجم من خلالهم أفكارها الخلاقّة في مجال الأزياء، وهي تعبّر عن هذا، لتقول: “منذ البداية رغبت بإقران الموهبة بالعمل وأردت لنفسي التفرد والاختلاف، فعملت على تثقيف ذاتي، متعرفة على مراحل تطور اتجاهات الموضة العالمية وسمات خطوطها العريضة، ومستلهمةً من تراثنا العربيّ وثقافتنا الشرقية كل عناصر الأصالة والجمال، لانطلق من مشغلي الخاص بخطوات حثيثة وملحة، فأثبت قدمي على أول عتبات مشوار النجاح”. لعبة الحرير ومثل كل المصمّمات الخليجيات اللاتي انتهجن الطراز الشرقي والتراث العربي، متأثرات بنسج الأساطير والحكايات التي ما دأبت تروي فصولا من الخيال عن عصر الجواري والحريم، وتلك النساء الفاتنات المتشحات بنعومة الديباج وأريج البخور والعطور، فقد فضلت “البستكي” أن تجعل من قماشة الحرير وخامة الشيفون والتفتا بمختلف أنواعها حقلها ولعبتها، لتنسق منها مجموعة من القطع والموديلات ومن عدة أقمشة وخامات تتمتع بمسطرة من الألوان الحارة المعبرة، تلك التي تعكس طبيعة بيئتنا الصحراوية المشمسة، وهي تشرح هذا، فتقول: “أحب فكرة دمج الخامات والأقمشة الغنية مع بعضها البعض، وبعدة ألوان وظلال متناغمة ومنسجمة، وأفضل أكثر النوعيات الوثيرة ذات الملمس المرهف اللدن، تلك التي تمكنني من التحكم بها وتمنحني الحرية في الانطلاق والتعبير، لأضيف عليها في النهاية لمسات أخرى من الشغل اليدوي الناعم والتطريز الجميل، فأمنحها بعداً ثالثاً من الثراء والحضور”. وتضيف: “اعتبر نفسي متابعة جيدة لكل مستجدات الموضة العالمية والإقليمية، وإطلاعي هذا يأتي من باب تثقيف الذات وزيادة المعرفة ليس إلا، بمعنى إني أراقبها ولكن أتأثر بها بشكل مطلق، فتراثنا العربي والخليجي غني وكبير، وما يحيط بنا من مفردات الجمال سواء في الزخارف الشرقية أو في الموروثات الشعبية، وغيرها الكثير من الفنون والأشغال اليدوية، تشكل كنزاً من الأفكار والخيالات، ومصادر زاخرة للوحي والإلهام”. هلول العيد وعن مجموعتها الأخيرة من الجلابيات العربية التي ابتكرتها خصيصاً لموسمي رمضان والعيد المباركين، وصورتها في ربوع جبل لبنان وفي قرية صغيرة ومرتفعة تدعى “ضهور الشوير” اشتهرت بالآثار والتاريخ، تقول “فريال”: “صممت تشكيلتي هذه برؤية جديدة، لأعرضها خلال الشهر الفضيل، واضمنها بوتقة من التدرجات اللونية الزاهية والفرحة، لتحتفي بقدوم رمضان وتستقبل معه هلول العيد السعيد، نماذج مختلفة من قطع وموديلات تتسم بخطوط بسيطة ومريحة، قد تبدو عصرية وعفوية في شكلها العام، ولكنها تحمل نفحات كلاسيكية من تراث وأصالة الشرق القديم، منفذة في معظمها بخامة الحرير الطبيعي والمصبوغ يدويا بتقنية “أير براش” لتتألق بجرأة الفوشيا الصارخ، وحيوية البرتقالي النابض، وزرقة الفيروزي النضر، أناقة الكحلي النيلي، زهوة البنفسج اليانع، وإشراقة الأصفر الزعفران، مع إثارة الأحمر المتوهج”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©