الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"كركلا" عندما تتحدث أجساد الراقصين

"كركلا" عندما تتحدث أجساد الراقصين
24 سبتمبر 2006 01:43
عادل علي: ''من حواضر البيت'' قدمت فرقة كركلا اللبنانية عرضها المسرحي الراقص بعنوان ''لبنان الفن والصمود'' على مسرح قصر الإمارات في أبوظبي· وهو تعبير ''من حواضر البيت'' اللبناني الأصل، ينطوي في هذا المقام على معنى مزدوج: فهو من ناحية يشير الى أن العرض نفسه تم انجازه بما تيسر من ''أرشيف'' الفرقة العريقة التي أرست أسس الفن الاستعراضي الفولوكلوري والحديث في لبنان والعالم العربي· وهو من ناحية ثانية يعكس المضمون المتكرر في الاعمال المسرحية اللبنانية التقليدية كرسالة للعرض· فـ ''الضيعة'' هي أصل الحكاية، أو على الأصح ''الحدوثة'' التي تحضر بخلافات ابنائها وعراكهم، وتتمادى الصراعات الى أن يتدخل شيخ القرية داعيا الجميع بخطابية أخلاقية الى المحبة والتفاهم والسلام· هكذا اختصر عرض كركلا حكاية لبنان الفن والصمود، بمحاكاة ميسرة لمسرح الرحابنة ولكن في ظل غياب لمفرداته الأثيرة من جبال الصوان وفاتك المتسلط وراجح وغيرهما··· عوضته أغنيات وطنية قديمة علقت في أذهان اللبنانيين وكثيرين من العرب مثل أغنية جوزيف عازار ''بكتب اسمك يا بلادي ع الشمس ال ما بتغيب''· وكان يمكن لهذه المحاكاة أن تسيء لهذا العرض لولا احترافية بالغة جديرة بالاحترام أظهرتها اللوحات الراقصة وجسدها الراقصون والراقصات· في الرقصات تعود عبقرية كركلا إلى ملعبها الأصلي، تجوهر الفكرة، تلم شعثها وتجلي غموضها وتعيد صياغتها في أبعادها الثلاثة: حاكية ومحاورة ومحرضة· بهذا المعنى فإن لوحات كركلا هي المرسل والرسالة والوسيلة والمتلقي، في آن، تصل الى الجمهور مباغتة فتستدرجه إلى حيث تكون تلاعبه وتلعب معه· وبهذا المعنى أيضا فإن لوحات كركلا بامكانها أن تحضر مستقلة عن الزمان والمكان، ومستقلة أيضا عن أي مؤثر خارجي يرتبط بها كالديكور والموسيقى على أهميتهما· فأجساد الراقصين هي الأدوات الناطقة، الصارخة، أو حتى الصامتة· بها يقول عبدالحليم كركلا مؤسس الفرقة ومديرها، ما تعجز كل أدوات التعبير عن الافصاح عنه· وفي عرض ''لبنان الفن والصمود'' قالت أجساد الراقصين بحرفية وبلاغة عاليتين ما أضمرته ''الحدوثة''· جسَّد ''لبنان الفن والصمود'' في عرضه الاماراتي كل من الفنانين هدى حداد، جوزيف عازار، سيمون عبيد، طوني عاد وياسمين ناصر، من شعر طلال حيدر وموسيقى المايسترو محمد رضا عليقلي، ومن اخراج ايفان كركلا· نظمت العرض هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وهيئة أبوظبي للسياحة، وبرعاية الامارات للاعلام وقصر الامارات والقدرة القابضة، وخصص ريعه لصالح إعادة إعمار لبنان·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©