الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمرو بن كلثوم يأبى الذل قولاً وفعلاً

عمرو بن كلثوم يأبى الذل قولاً وفعلاً
24 سبتمبر 2006 01:48
ليس هناك من الشعراء والأدباء ودارسي الأدب والباحثين فيه، بل ومن غالبية الناس من لا يعرف هذا البيت الشعري الشهير الذي ختم به الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم التغلبي معلقته، لكن قلة من المهتمين تدرك سرَّ هذه النبرة العالية من الفخر والاعتزاز بالنفس والذات والعشيرة والمنبت، وسرَّ الحماسة التي جعلت بعض مؤرخي الأدب يعتبرون هذه القصيدة من أجمل ما قيل في شعر الفخر أو من عيون القصائد الفخرية· تروي كتب التراث وتاريخ الأدب حكاية هذه القصيدة تحت عناوين شتى، لكنها تجمع على أنها قيلت بسبب حادثة وقعت بين الشاعر عمرو بن كلثوم وملك الحيرة عمرو بن هند الذي يذكره الشاعر في أكثر من بيت من أبياتها· حدث هذا في عهد الملك عمرو بن هند، ملك الحيرة في الجاهلية، وكان شديد البأس، كثير الفتك، هابته العرب وأطاعته القبائل، وهو بالمناسبة صاحب صحيفة المتلمس وقاتل الشاعر طرفة بن العبد· فقد قال هذا الملك يوماً لجلسائه: هل تعلمون أن أحداً من العرب من أهل مملكتي يأنف أن تخدم أمه أمي ؟ قالوا: ما نعرفه، إلا أن يكون عمرو بن كلثوم التغلبي، فإن أمه ليلى بنت مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب، وزوجها كلثوم، وابنها عمرو· فسكت الملك على ما في نفسه، وبعث إلى عمرو بن كلثوم يستزيره، أي يطلب منه أن يزوره، ويأمره أن تزور أمه ليلى أمه هند بنت الحارث· فقدم عمرو بن كلثوم في فرسان بني تغلب، ومعه أمه ليلى، فنزل على شاطئ الفرات، وبلغ عمرو بن هند قدومه، فأمر فضربت خيامه بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته، وصنع لهم طعاماً، ثم دعا الناس إليه، فقرب إليهم الطعام على باب السرادق، وجلس هو وعمرو بن كلثوم وخواصُّ أصحابه في السرادق، وجلست ليلى أم عمرو بن كلثوم مع هند بنت الحارث أم الملك· وقال عمرو لأمه: إذا فرغ الناس من الطعام، ولم يبق إلا الطُّرَف (أي بقايا الطعام) فنحّي خدمكِ عنكِ واستخدمي ليلى ومُريها فلْتناولك الشيء بعد الشيء؛ ففعلت هند ما أمرها به ابنها، وقالت لليلى: ناوليني الطبق· قالت: لِتَقُمْ صاحبة الحاجة إلى حاجتها· فألحت عليها، فقالت ليلى: واذُلاه يا آل تغلب· فسمعها ولدها عمرو بن كلثوم، فثار الدم في عروقه والقوم يشربون، وسارع إلى سيف ابن هند وكان السيف الوحيد المعلق بالسرادق، فأخذه، ثم ضرب به رأس عمرو بن هند فقتله، وخرج فنادى: يا آل تغلب، فانتهبوا ماله وخيله، وسبوا النساء، وساروا فلحقوه بالحيرة· وفي هذا الواقعة قال عمرو بن كلثوم قصيدته الشهيرة التي نقتطف منها هذه الأبيات:
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©