الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

امرؤ القيس أول من وقف على الأطلال

24 سبتمبر 2006 01:49
واحد من أوائل الشعراء الجاهليين وأبرزهم، إن لم يكن أولهم وأكثرهم انتشاراً وذيوعاً· بل إن معلقته تعتبر في نظر الدارسين والباحثين المتخصصين أجمل المعلقات وأهمها، ومطلعها: قفا نَبْكِ من ذكــرى حبيب ومنزل بِسَقْطِ اللِّوى بين الدَّخول فحَوْمَل وتأتي هذه المكانة الرفيعة نظراً لكثرة ما تميّز به شعره وأعماله، فهو أول من وقف على الأطلال، وأول من وصف الليل والخيل والصيد· وفي هذا يقول عنه أبو عبيدة معمّر بن المثنى: ''من فضله أنه أول من فتح الشعر واستوقف، وبكى الدمن ووصف ما فيه· وهو أول من شبّه الخيل بالعصا· وهو أول من قيد الأوابد في وصف الفرس، وهو أول من شبّه الثغر بشوك السيال''· وشاعرنا هو رأس فحول شعراء الجاهلية، أجاد في الوصف وامتاز بدقة التصوير، ومعلقته من أغنى الشعر الجاهلي· وقد أولاها الأقدمون عناية بالغة، وجعلها رواة المعلقات فاتحة كتبهم، كما جعلها رواة الديوان القصيدة الأولى فيه، وعني بها الدارسون المحدثون من عرب و مستشرقين، فترجموها إلى عدة لغات أجنبية· إنه الشاعر امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي ملك أسد وغطفان، وأمه فاطمة بنت ربيعة أخت كليب والمهلهل· ولد في نجد، ونشأ نشأة ترف ومجون· كان يعاقر الخمر ويغازل النساء، ولما ازداد مجونه حاول أبوه أن يردعه، فلم يرتدع، فطرده من بيته، فراح يتجول من مكان إلى مكان طلبا للهو والمجون حتى حطت به الرحال في الشام· وهناك عرف بقتل أبيه على يد علباء الباهلي وهو واحد من قبيلة بني أسد الذين ثاروا عليه لشدته واستبداده بهم وسوء سيرته· وعندها قال امرؤ القيس قولته المشهورة: ''ضيعني صغيرا، وحمّلني دمه كبيرا، لا صحو اليوم ولا سكر غدا، اليوم خمر وغدا أمر''، وحلف على نفسه ألاّ يأكل لحما ولا يشرب خمرا حتى يقتل من بني أسد مائة ويحزن مائة آخرين· أخذ امرؤ القيس يطوف بين القبائل يستنصرها للأخذ بثأر أبيه من بني أسد، فطلب العون من قبيلتي بكر وتغلب فأعانتاه، وأوقعوا ببني أسد، وقتلوا منهم، واكتفوا بذلك، بيد أنه لم يكتف فتركوه· توجّه إلى السموأل طالبا العون في كتاب يريده إلى الحارث الغساني لعله يتوسط لدى قيصر الرّوم فينجده، فأجابه إلى طلبه· فتوجه إلى القسطنطينية وهناك التقى القيصر الذي أكرم وفادته ووعده بالمدد والعدة، بيد أن الآمال لم تتحقق، فعاد أدراجه من حيث أتى· وفي الطريق أصابه داء يشبه الجدري تفشى في جسده، فتقرّح جسمه، وسمّي بـ ''ذي القروح''، ومات في الطريق· وتورد بعض المصادر رواية أخرى حول سبب موته، تقول: إنّ رجلاً من بني أسد- كان يضمر الحقد لوالد امرئ القيس لأنه قتل أباه، ورغبة منه في الانتقام أخبر القيصر بأن امرأ القيس على صلة بابنته ويواصلها، فما كان من القيصر إلا أن أرسل إليه عباءة مسمومة، فلمّا لبسها، جرى فيه السم فتقرّح جسمه وسمّي بـ ''ذي القروح'' نسبةً إلى ذلك·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©