الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

إطلاق مشروع إنتاج الوقود الحيوي للطائرات بمدينة مصدر سبتمبر المقبل

إطلاق مشروع إنتاج الوقود الحيوي للطائرات بمدينة مصدر سبتمبر المقبل
20 يناير 2015 22:50
رشا طبيلة (أبوظبي) أعلنت كل من «معهد مصدر» و«الاتحاد للطيران» و«بوينج» أمس إطلاق أول مشروع تجريبي للطاقة الحيوية في العالم في مدينة مصدر، يقوم على استخدام الأراضي الصحراوية المروية من مياه البحر لإنتاج الوقود الحيوي للطائرات، وذلك استناداً إلى الأبحاث الرائدة التي يجريها معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا. ومن المتوقع أن يدخل المشروع حيز التشغيل مطلع سبتمبر المقبل. ويأتي ذلك من خلال توقيع عقد بين «مشروع أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة»، الذي تأسس من قبل «معهد مصدر» بالتعاون مع «الاتحاد للطيران» و«بوينج» و«هانيويل يو أو بي»، ثم انضمت إليه لاحقاً شركتا «سافران» و«جنرال إلكتريك»، و«الشركة العالمية للميكانيك والكهرباء» لإقامة هذا المشروع. وجاء إعلان «مشروع أبحاث الطاقة الحيوية» خلال مؤتمر صحفي عقد أمس في أسبوع أبوظبي للاستدامة، وتقوم «مصدر» باستضافة مؤتمرات وفعاليات الحدث الذي يتضمن أيضاً القمة العالمية لطاقة المستقبل والقمة العالمية للمياه. إنتاج الغذاء وقال الدكتور أحمد عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذي لـ «مصدر»: «إن هذه الأبحاث سيكون لها تأثير إيجابي كبير في مجال إنتاج الغذاء والوقود في المناطق التي تعاني شحاً في المياه والأراضي الصالحة للزراعة. وبما أن الأراضي الصحراوية تشكل 20? تقريباً من الأراضي في العالم وتشكل المياه المالحة 97? من مياه كوكب الأرض، فإن هذا المشروع يأتي ليسهم في إحداث تحول جذري في مشكلة ندرة الأراضي والموارد المائية من خلال توفير حلول الطاقة الحيوية التي يمكن تطبيقها في جميع دول العالم». وأضاف: «مع انطلاقة عام الابتكار في دولة الإمارات، تستمر أبحاث الطاقة الحيوية في لعب دور مهم، باعتبارها من المجالات الرئيسة التي تركز عليها (مصدر)، التي ستعزز المكانة الرائدة للدولة في دعم المعرفة والاستثمار فيها». حلول للتحديات وقال الدكتور فريد موفنزادة، رئيس معهد مصدر: «يسعى معهد مصدر بشكل حثيث لابتكار حلول للتحديات المترابطة للمياه والغذاء والطاقة، ويمثل العقد الجديد خطوة مهمة في هذا السياق. وأود بهذه المناسبة التوجه بالشكر والامتنان إلى حكومة الإمارات الرشيدة التي تحرص على توفير الدعم الكبير والمتواصل لمثل هذه الجهود، سعياً لتحقيق الاستدامة في الغذاء والوقود ومعالجة ندرة المياه. ولا شك في أن تعاوناً كهذا الذي يجمعنا مع مشروع أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة سيعزز من قدرتنا على تلبية الاحتياجات المتنامية لدولة الإمارات على نحو مستدام». بدورها، قالت باربارا برامبل، رئيسة مبادرة «ملتقى المواد الحيوية المستدامة»، التي تعمل على وضع وتطوير المعايير العالمية لإنتاج وتحويل الكتلة الحيوية بشكل مستدام بيئياً واقتصادياً واجتماعياً: «ساهم البحث الذي قدمه معهد مصدر في إحداث تحول جذري في ما يخص إنتاج الوقود الحيوي على نطاق واسع». وأكدت: «المشروع سيضع دولة الإمارات في طليعة المساعي العالمية لإنتاج أنواع وقود بديلة ومستدامة تدعم، ولا تنافس، عمليات إنتاج الغذاء وجهود الحفاظ على المياه العذبة». ويتم تمويل المشروع البحثي من قبل «مشروع أبحاث الطاقة الحيوية»، الذي جرى تأسيسه بهدف تعزيز التزام قطاع الطيران بممارسات الأعمال المستدامة من خلال تطوير تقنيات تساعد على إنتاج وقود بديل ونظيف. تحفيز الابتكار من جانبه، قال جيمس هوجن، رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للطيران: «يقدم هذا المشروع مثالاً رائعاً للتعاون بين القطاعين العام والخاص، والذي تعتبره شركة الاتحاد للطيران ضرورياً لتحفيز الابتكار وقيادة التطور الحقيقي في قطاع النقل». وقال ريتشارد هيل رئيس شؤون العمليات التشغيلية في الاتحاد للطيران: «بصفتنا شركة وطنية نسعى من ضمن مسؤولياتنا تطوير فرص دعم استراتيجيات التنمية وتنويع المجالات الاقتصادية بالدولة». وأكد أنه مع وجود الكثير من طلبيات الطائرات في الفترة المقبلة، فإن تطوير الوقود الحيوي يعد من أهم المبادرات حاليا للتقليل من التداعيات المناخية. من جهته، قال جيفري جونسون، رئيس شركة بوينج الشرق الأوسط: «تفخر شركة بوينج بهذه الخطوة المهمة مع شركائها في الاتحاد للطيران ومعهد مصدر في إطار أهم مبادرة عالمية لتطوير الوقود الحيوي والمستدام انطلاقاً من دولة الإمارات. ونحن على ثقة بأن البحوث الريادية التي سيجريها المشروع ستعزز جهود الدولة في مجال الابتكار التي من شأنها أن تضمن النمو المستدام وبعيد المدى لقطاع الطيران التجاري في المنطقة والعالم». وقال جونسون: «لدينا هدف مشترك مع الشركاء، وهو تطوير تكنولوجيا تتعلق بالوقود النظيف، حيث إن 2% من الكربون يتم إنتاجه عبر (بوينج)»، مشيراً إلى أن الشركة تهدف إلى التقليص من بصمة الكربون بنسبة 1,5% سنوياً حتى 2020، وذلك من خلال الطاقة الحيوية العضوية بهدف التقليل من المخاطر البيئية للقطاع. الطاقة الحيوية المستدامة وقال الدكتور اليخاندرو ريوس مدير مركز اتحاد مؤسسات أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة، وأستاذ تطبيق في معهد مصدر، إن مشروع أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة أساسي لتطوير صناعة الطيران. وأكد أن استخراج الطاقة الحيوية من مياه البحر والأراضي الصحراوية يعتبر تغيراً في طريقة البحث والتفكير والابتكار. وأكد أن المشروع يُدخل الإمارات في مرحلة جديدة من الإنتاج الابتكاري. وقال ريوس: «إن تشغيل المشروع سيكون أواخر الصيف، حيث سنحصل على نظام يوفر وقوداً عضوياً من خلال استغلال المياه». تقليل انبعاثات الكربون أبوظبي (الاتحاد) أظهرت الدراسات أن الوقود الحيوي للطيران الذي يتم إنتاجه على نحو مستدام يقلل من انبعاثات الكربون بنسبة 50 إلى 80? خلال دورة حياته. وتم استخدام الوقود الحيوي المستدام الممزوج بوقود طائرات تقليدي في أكثر من 1600 رحلة طيران منذ أن تمت الموافقة على وقود الطائرات المتجدد للاستخدام التجاري في عام 2011. ويهدف المشروع التجريبي إلى التأكيد على أن عملية الإنتاج المتكاملة للطاقة الحيوية تمثل نظاماً مستداماً ومجدٍ تجارياً من حيث إنتاج الغذاء والوقود، والاستخدام المناسب للأراضي، وخفض انبعاثات الكربون وتنظيف مياه الصرف الصحي. ويقوم هذا المشروع على نظام حلقة مغلقة متكاملة، حيث يستخدم مياه البحر لتربية الأسماك والروبيان للاستهلاك العام، وبعدها تستخدم المياه العادمة الغنية بالعناصر المغذية الناتجة عن الأسماك والروبيان لري النباتات الغنية بالزيوت التي يمكن استخدامها لإنتاج الوقود الحيوي لقطاع الطيران. وبذلك تنمو هذه النباتات في المناطق الصحراوية والقاحلة دون الحاجة إلى مياه عذبة أو أراض صالحة للزراعة لإنمائها. وأخيراً، يتم تحويل المياه العادمة نحو أشجار «القرم» المزروعة قبل أن يتم تصريفها إلى البحر، وبذلك تتم إزالة العناصر الغذائية وتخزين كميات جيدة من الكربون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©