الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لماذا تخلى الصدر عن المقاومة المسلحة؟

24 سبتمبر 2006 02:20
بغداد-الاتحاد: ربما فاجأ اعلان الزعيم الديني الشاب مقتدى الصدر تخليه فجاة عن ''المقاومة المسلحة'' ضد ''التحالف'' بعض المراقبين، الا انه في الواقع لم يفاجئ بعضا اخر من هؤلاء المراقبين المتابعين لدور ميليشيا الصدر منذ سقوط نظام صدام حسين عام ·2003 شيعيا، يعتبر التيار واحدا من اكبر التيارات التي لها حضور كبير في الوسط الجماهيري لدى العراقيين منذ تأسيسه على يد محمد باقر الصدر اواخر الخمسينات من القرن الماضي حيث انخرط الالاف من الشبان في حزب الدعوة الذي هو التسمية الاعم للتيار الصدري قبل ان يتشظى هذا التيار وتحصل فيه العديد من الانشقاقات التي لم تطال اباء هذا التيار المؤسسين· ويبدو ان السبب المباشر في ذلك يعود الى سلسلة الكوارث التي مر بها حزب الدعوة وذلك باعدام وتصفية وتشريد قادته ومنظريه الكبار على يد نظام حزب البعث بدءا بمحمد باقر الصدر واخته بنت الهدى اللذين اعدما عام 1980 ومقتل محمد صادق الصدر والد مقتدى وولديه عام 1999 بالاضافة الى اعدام عشرات الالاف من مناصريه ممن وجدوا لاحقا في مقابر جماعية· وماحصل بعد سقوط النظام انه تغيرت العديد من الموازين طالت حزب الدعوة واتجاهاته المختلفة، فبين تشكيل حزبين للدعوة احدهما تنظيم الخارج والاخر تنظيم الداخل ظهر على حين غرة تيار مقتدى الصدر الذي اعتبر نفسه الوريث الشرعي والوحيد للتيارين الاول والثاني· وفيما راح هذا التيار يكتسب جماهيرية مستندا على الثقل الروحي والمعنوي لكلا الصدرين فقد اصبح من الصعب استيعابه من قبل فروع حزب الدعوة التي ارادت بالكاد بعد سقوط النظام اعادة لملمة نفسها واكتساب شرعية جديدة وسط جماهير فقد الصلة بها من الناحية العملية منذ نحو ربع قرن· اما مقتدى الذي لم يغادر العراق فلم تكن لديه مشكلة في الجماهير التي بايعته الولاء استنادا الى ارث العائلة وسمعة المؤسسين· وفي هذه الاثناء اراد الصدر الثالث ان يؤسس بنية تنظيمية له يتمكن من التحرك في اطارها فاعلن عن تاسيس ''جيش المهدي''· واذا كان رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي كاد ان يقضي على ''جيش المهدي'' ومؤسسه عام 2004 في ازمة النجف الشهيرة الا ان مساومات اللحظة الاخيرة حالت دون ذلك الامر الذي ادى بهذا الجيش والتيار اكتساب جماهيرية جديدة· وفيما اختلطت الاوراق كثيرا بزيادة اعمال العنف الطائفي خصوصا بعد تفجيرات سامراء في فبراير الماضي برز ''جيش المهدي'' بوصفه مدافعا عن الشيعة اولا ورافع لواء المقاومة المسلحة ضد الاميركيين ثانيا· وحيث اكسب الطرح الثاني تأييد السنة للتيار الصدري بما في ذلك هيئة علماء المسلمين فان الطرح الاول لاسيما بعد احداث سامراء اوقع قطيعة كاملة بين التيار الصدري وبين الاتجاهات السنية المختلفة سواء كانت هيئة علماء المسلمين ام جبهة التوافق الممثلة بالبرلمان، وتحول ''جيش المهدي'' الذي كان قبل فترة تيارا وطنيا بين تيارات الشيعة الى ميليشيا ارهابية يطالبون بحلها كما المليشيات الطائفية الاخرى· ولان جيش المهدي يفتقر الى القيادة والتسلسل الهرمي في التنظيم بالاضافة الى اختراقه من قبل العديد من الجهات مما اضعف موقفه كثيرا بحيث اصبح امام الاميركيين احد اكبر المعرقلين لخططها لفرض الامن والاستقرار في العراق· ووجد الصدر ان الاوضاع بدات تزداد صعوبة مما سيجعله صيدا سهلا للجيش الاميركي الذي بات يفتعل احيانا المعارك من اجل جر انصاره الى معركة غير متكافئة بكل المعايير فاتخذ موقفه بالتخلي عن ''المقاومة المسلحة'' خشية الوقوع في الفخ الاميركي وهو ما سيجعله بالتاكيد محل انتقاد كبير من العرب السنة كما ان موقفه سيضعف امام خصومه الشيعة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©