ألغى رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أمس زيارة رسمية إلى منطقة ضاحية السلام التي تقع داخل حدود بلدية القدس الشرقية المحتلة، حيث كان مقرراً ان يفتح طريقاً بعدما اصدر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أوامر الى قوات الامن بمنع الزيارة.
وافاد شهود عيان ومسؤولون من ضاحية السلام وبلدة عناتا المحاذية ان الجيش الاسرائيلي اقام منذ الصباح وبشكل غير مسبوق حاجزاً عسكرياً على المدخل المؤدي الى ضاحية السلام كان يمنع اي فلسطيني من غير سكان المنطقة من الوصول اليها.
واكتفى فياض امس بزيارة بلدة الرام التي تقع خارج حدود القدس البلدية، حيث قام بتفقد مدرسة يمول ترميمها السلطة الفلسطينية. وحين سأله الصحفيون عن سبب إلغاء الزيارة لضاحية السلام اجاب “ماذا تتوقع؟ هذا احتلال”، واضاف “لسنا هنا في سياق اثارة قصة اعلامية وسكان ضاحية السلام احتفلوا بتعبيد الشارع، وما يهمنا هو الجوهر، ولم نتوقع شيئاً آخر من الاحتلال.. نقول ان هذه الضواحي هي فعلاً ضواحي القدس، والقدس بضواحيها هي اراض محتلة عام 1967 ولن تكون الا عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.. اقول انه في هذا اليوم، كما يجري كل يوم، تتعاظم الارادة الفلسطينية، وتواجه ارادة الحياة طغيان الاحتلال وظلمه وارهاب مستوطنيه”.
وتقع ضاحية السلام في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة القدس ويسكنها حوالي 20 الف فلسطيني غالبيتهم من حملة بطاقات الهوية المقدسية، اضافة الى حوالي 40 الف فلسطيني يسكنون في مخيم شعفاط الملاصق تماماً وفي ضاحية راس شحادة.
وحتى عام 2003، كانت هذه المناطق اضافة الى بلدة عناتا المجاورة مفتوحة تماماً على مدينة القدس الى ان قامت اسرائيل ببناء الجدار العازل بارتفاع ثمانية امتار فصل مع نهاية عام 2006 المنطقة بمجملها عن المدينة المقدسة واصبح الدخول إليها من جهة القدس متاحاً فقط عبر ممر امني خاص.
ووجد في منطقة الرام اكثر من 60 رجل امن فلسطينياً بأسلحتهم الرشاشة ولباسهم العسكري. وتعتبر مدرسة الرام التي تقع ايضاً ضمن ضواحي القدس المدرسة الـ14 التي تم ترميمها خلال فترة لا تزيد عن اربعة أشهر.
وقال فياض “هناك 10 آلاف طالب من طلاب ابنائنا المقدسيين بلا مقاعد دراسية ولا يمكن لنا قبول هذا الاهمال”.
واضاف “ان ترميم هذه المدارس يمثل اصراراً من اهالينا في القدس والمدن والمخيمات والقرى، وهو تعبير عن حق شعبنا في ممارسة حقه الطبيعي في الحياة”.
وقال غسان الخطيب المتحدث باسم السلطة الفلسطينية “إن فياض كان يسعى لإبراز اهمال إسرائيل”، واضاف “التعليم والخدمات الاجتماعية سيئة جداً.. بدأت الحكومة الفلسطينية تنفيذ بعض المشروعات هناك بصفة خاصة في المدارس”.
عدد اليوم
