الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أسعار الخضراوات والفاكهة ارتفعت 300%

24 سبتمبر 2006 02:29
عبد الحي محمد: سرق جشع تجارالخضراوات والفاكهه واللحوم والسمك في سوق الميناء في أبو ظبي أمس فرحة الصائمين بأول يوم في شهر رمضان المبارك وحولوها إلى حسرة بعد أن رفعوا الأسعار أضعافا مضاعفة ووصلت نسبة الارتفاع في بعض السلع إلى 300 % · ''الاتحاد '' رصدت خلال جولتها في سوق الميناء أمس من بعد صلاة الفجر إلى ما قبل أذان المغرب حالة من الوجوم والاستغراب والقلق أخذت قلوب ووجوه الصائمين المرتادين للسوق وهم يسمعون من الباعة الأسعار الجديدة للخضروات والفواكه واللحوم والسمك التي ارتفعت بين عشية وضحاها إلى ثلاثة أضعاف وبدون مبرر ! وخرج الكثير من المواطنين والمقيمين من السوق بدون مشتريات لينتظروا حلما لن يتحقق بانخفاض الأسعار خلال الأيام المقبلة بسبب قرب تسلم الموظفين رواتبهم مما سيدفع التجار لموجة جديدة من ارتفاع الأسعار بعد أن وقفت البلدية عاجزة عن اتخاذ أي مواقف رادعة ضد جشعهم وليصطلي الصائمون طوال أيام الشهر الفضيل بنيران الأسعار الملتهبة التي لم تهدأ أوارها منذ أكثر من عام· ''البرادات '' نار وظن المرتادون للسوق بعد صلاة فجرأمس أن أسعار سوق الخضراوات والفاكهة في سوق ''البرادات الموازي'' لسوق الخضراوات ستكون منخفضة عن أسعار المحال التجارية أو أسعار الطاولات كما اعتادوا على ذلك منذ أكثر من ستة أشهر حيث مثل لهم هذا السوق الموازي طوق النجاة من لهيب أسعار المحال ،إلا أن فجيعتهم كانت أشد إذ فوجئوا بأن أسعار سوق البرادات ارتفعت بشكل غير معقول وعلى سبيل المثال ارتفع صندوق المانجو من 20درهما إلى 45 درهما وصندوق البطاطس اللبنانية والسورية من 12درهما إلى 29درهما و34درهما ، وسعر صندوق الكوسة الأردنية من 18 درهما إلى 39درهما وصدم المشترون بارتفاع أسعار صندوق الطماطم الأردنية والسورية من 11درهما إلى 29درهما و32درهما وسمعت ''الاتحاد'' أحد المواطنين يسأل أحد الباعة عن سعر صندوق الطماطم فرد عليه 30درهما فرد المواطن كيف لقد كان السعر أمس 11درهما وعند البائع المجاور لك بعشرة دراهم قال له البائع هذا هو سعر السوق اليوم فرد المواطن قال ''سوَد الله وجوهكم ،سرقتم منا فرحتنا بأول الشهر الفضيل''· والغريب أن الساعة لم تكد تقترب من الثامنة صباحا إلا وكان السوق قد انتهى من بيع كل مشترياته وسمع مندوب ''الاتحاد'' امرأة شابة ترجو من بائع أردني أن يبيع لها صندوقا من الكوسة لكن البائع رد عليها بعنجهية قائلا ''لا يوجد ،فقالت :العمال يقومون بإنزال الكوسة من برادك فرد عليها: الكوسة محجوزة لجمعية أبو ظبي التعاونية بسعر 39درهما،فما كان من المرأة وزوجها إلا أن أخذا يستعطفان البائع أن يمنحهما صندوقا واحدا وبعد أخذ ورد أعطاها الصندوق، وعندما حاولت المرأة أن تفاصل في السعر قال لها البائع : اتركيه لن أبيعه ،وبعد توسل دفع زوج المرأة 39درهما، وعندما سألهما مندوب ''الاتحاد'' قالا منذ أكثر من ساعة نبحث عن صندوق كوسة فلم نجد صندوقا من الكوسة صالحة للطهي والطعام،ومن الواضح أن المعروض قليل جدا بينما الطلب كبير جدا خلال الشهر الفضيل،وهذا لا ينطبق على الكوسة فقط بل على كل الخضراوات والفواكه· أين الرقابة؟ وخلال جولتنا صرخ في وجهنا بندر منجي علي بعد أن ظن أنني ومصور الاتحاد موظفان من إدارة مراقبة الأسواق التابعة للبلدية وقال لنا :حرام عليكم أن تتركونا هكذا ''الأسعار موت'' وتساءل عن قانون حماية المستهلك وقال: أين اللجان التنفيذية لتفعيله؟ وأضاف:الواقع يقول إنه لا توجد هناك أي حماية للمستهلك والتجار الهنود يلعبون بالسوق ولا يعقل في أي دولة أن ترتفع الأسعار بين عشية وضحاها ثلاثة أضعاف وهل يصدق أحد أن سعر كيلو البصل الأخضر15درهما والنعناع 5 دراهم والبقدونس 28درهما· ارتفاع جنوني وانضم محمد علي خليل موجه منطقة أبوظبي التعليمية إلى بندر الغاضب وقال مستحيل هذه الأسعار فطوال حياتي في أبوظبي على مدار أكثر من عشرين عاما لم أشهد هذا الارتفاع الجنوني للأسعار وأعتقد جازما أن الأسعار لن تهبط بعد رمضان بل إنها سترفع مع قدوم العيد وهكذا وكان الله في عون المستهلكين المساكين· خراب ديار أما المواطن رائد العقربي فقال''الأسعار موت وخراب ديار وأنا تجولت في السوق لمدة ساعة ولم أشتر شيئا والأسعار مجنونة وأول ''المجانين'' الطماطم التي ارتفع سعرها من 12درهما إلى 30درهما والغريب أن الباعة يرفضون أي نقاش في الأسعار وأعتقد أن السبب الرئيسي في رفع الأسعار هو جشع التجار الذين يستغلون للأسف صمت البلدية والجهات المعنية كما أنهم تلاعبوا في السوق حيث خفضوا من كمية المعروض بصورة كبيرة من الخضار والفواكه الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بسبب الطلب الكبير· لا مفر وقال المواطن حسن الهاشمي ''لم أجد أمامي مفرا من الشراء حتى لو بخمسة أضعاف السعر فالأطفال ينتظرونني بالفواكه والخضراوات في البيت وقد أتيت للسوق قبل صلاة العصر بقليل ظنا مني أن الأسعار ستنخفض مقارنة بالفترة الصباحية لكنني فوجئت بعدم وجود أنواع كثيرة من الخضراوات والفواكه كما أن المتوافر ليس بحالة جيدة ورغما عن ذلك فأسعاره مضاعفة وقد اشتريت الأسبوع الماضي صندوق المانجو بعشرين درهما واشتريته اليوم ب45 درهما، ولم أستطع أن أتخلى عن شرابي المفضل في أول أيام رمضان كما أن أسعار الرطب تضاعفت أربع مرات والسبب هو احتكار التجار الهنود لها رغم أن الرطب من خيرات بلدنا والحقيقة أنه لا توجد رقابة على الأسعار من أي جهة على الإطلاق وكل ما نسمعه غير ذلك فهو غيرصحيح· وأيد ناصر محمد سعيد ما قاله المواطن حسين الهاشمي وقال: جئت للسوق الساعة الثانية والنصف بعد انتهاء الدوام فلم أجد خضراوات السلطة مثل البصل والجرجير والطماطم كما أن الفجل غير موجود وأسعار الفواكه مرتفعة جدا والواقع أن التجار استغلوا نوم البلدية ورفعوا الأسعار ولو حذرت البلدية التجار مجرد تحذير فقط لما رفعوا الأسعار لكن طالما أن البلدية صامتة وعاجزة فلابد أن يلعب التجار بالمستهلكين كيفما يشاؤون وقد فجعت عندما سمعت من الباعة أن أسعار صندوق التفاح الأفريقي وصل إلى 42 درهما والموز إلى 39درهما وكل مرة كنت أشتري ثمانية أصناف من الفواكه ولم أجد إلا أربعة أصناف تكاد تكون صالحة للأكل ولابد أن يكون للحكومة وقفة جادة أمام هذا الجشع· وبلهجة غاضبة يقول المواطن سيف حمد : هل تصدقون أن سعر جوال البصل الهندي يرتفع بين يوم وليلة إلى 45 درهما بعد أن كان أمس 30 درهما وللأسف كل شيء ارتفع سواء بضاعة يكثر الطلب عليها أم ينخفض ولا عزاء للمستهلكين الصائمين وللأسف دخلت السوق لمدة ساعة وخرجت دون أن أشتري شيئا ولا تقول لي اذهب للجمعيات التعاونية أومحال السوبر ماركت لأن أسعارها نار ولابد أن يكون للحكومة كلمة ووقفة ، خصوصا أنه لا يوجد اليوم أي مبرر أمام التجار لرفع الأسعار خلال 24ساعة والسؤال: كم ربح التجار خلال هذا اليوم وبالتأكيد هناك أرباح بملايين الدراهم من جيب المستهلكين الغلابة! ونظرت إلينا حواء عيسى بغضب شديد قائلة : من يحمينا من هؤلاء التجار ، ولماذا يسرقون منا فرحة الصيام ؟ فالبرتقال فاكهتي المفضلة ارتفع سعر الصندوق منها من 30 إلى 48 درهما ولا توجد سلعة واحدة استقر سعرها أو ارتفع درهما أو درهمين فالزيادة بعشرات الدراهم· التسعيرة ويقول المواطن سعيد البريك لابد أن تضع الحكومة تسعيرة موحدة للخضراوات والفواكه ولا تترك الزبائن فريسة لجشع التجار خصوصا أن المستهلك سيشتري لا محالة لأنه إذا لم يشتر سيموت من الجوع هو وأولاده· أما المواطن ناصر الجنيبي فيقول: أتمنى أن تصبح أسعار الخضار والفواكه مثل أسعار الأسهم ترتفع وتنخفض، لكن من المستحيل القول إن أسعار الخضار والفواكه واللحوم ستنخفض وكل سلعة في سوق الميناء تضاعف سعرها مرة أو أربع مرات دون أن نعرف على أي أساس ارتفعت بهذا الشكل وأصبح شعار التجار''من له حيلة فليحتل على المستهلكين الغلابة'' ،ومن الأفضل أن يكون الاحتيال في شهر رمضان حيث يرتفع الطلب على الخضار والفواكه ولابد أن تكون هناك آلية واضحة لزيادة الأسعار وتدافع عنها الحكومة بقوة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©