الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نزلاء في المؤسسات العقابية: آمال عريضة بالتدخل لسداد مديونياتهم

نزلاء في المؤسسات العقابية: آمال عريضة بالتدخل لسداد مديونياتهم
4 أغسطس 2013 01:06
أبوظبي ( الاتحاد)- عبّر نزلاء في المؤسسات العقابية والإصلاحية عن تقديرهم لمجهودات صندوق الفرج في إنهاء معاناة الكثير من النزلاء، ورعاية أبنائهم خلال غيابهم القسري عنهم، لافتين إلى أن الصندوق أسهم بصورة مباشرة في الإفراج عن كثيرين بتسديد مديونياتهم، وتفقد أحوال أسرهم أثناء تنفيذهم لمحكومياتهم، مؤكدين أن دولة الإمارات، حكومة وشعباً، أثبتت أنها بلد الخير والتضامن والتكافل الاجتماعي. جاء ذلك في سياق آمال من يقبعون خلف القضبان بسبب قضايا مالية بسداد الديون المستحقة عليهم، والإفراج عنهم لإنهاء معاناتهم التي نتجت عن ظروف خارجة عن إرادتهم أدت إلى تراكم الديون لديهم وعجزهم عن سدادها، متفائلين بمد يد العون والمساعدة لهم من قبل المحسنين وأهل الخير الذين عهدهم الجميع في ترسيخ صور التكافل والترابط الاجتماعي في الدولة، بمساعدة نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية والمحتاجين على وجه العموم. وفي ما تختلف أسباب القضايا المالية وظروف أولئك النزلاء فإن طموحاتهم واحدة وهي سداد مديونياتهم، وكلهم ثقة بالخيرين والمحسنين بمساعدتهم عبر “صندوق الفرج” الذي يقف على مسافة واحدة من جميع نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية. ويروي عدد من النزلاء قصصهم والظروف التي جعلتهم يقبعون خلف القضبان، حيث يقول النزيل (أ.خ.م ) إن النيابة حكمت عليه بالسجن عاماً مع السداد لقرض قيمته 250 ألف درهم عجز عن سداده للبنك الدائن، بعد أن أنهيت خدماته قبل أن يسدد المبلغ الذي اقترضه لدفع أجرة المنزل الذي يعيش فيه 8 أشخاص، هم زوجته وأبناؤه، مشيراً الى أنه يخشى أن يظل حبيس الجدران بعد مضي 8 أشهر لعجزه عن سداد المبلغ، مضيفاً أن أسرته تتكون من 7 أشخاص يعولها ابنه البكر الذي يعمل براتب قليل. وقال إن صندوق الفرج اسم على مسمى، وأن الأيادي البيضاء التي امتدت داخل الدولة وخارجها ولا تطمع في ثناء من أحد، ولكنها تؤمن بأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، لافتاً إلى أنه جاء إلى الإمارات قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً لم يشعر خلالها بأنه غريب، بل في بلده وبين أهله، لاسيما أن أبناءه كرماء وأهل خير، ويساعدون الجميع بلا استثناء، ويعتبر صندوق الفرج جزءاً بسيطاً من كرمهم، وشهامتهم. ويأمل النزيل “ع .ح “، أن يخرج من خلف القضبان ويعود إلى أسرته، مؤكداً أنه رجل يعمل بجهد من أجل توفير حياة كريمة لأسرته؛ التي رفض مقابلتها من يوم احتجازه تفادياً للحرج الذي وقع فيه؛ بسبب عجزه عن تسديد قيمة أجرة السيارة البالغة 14 ألف درهم، لافتاً إلى أن أصحاب مكاتب سيارات الأجرة يوقعون مع المستأجر عقداً بقيمة 30 ألف درهم، ويحجزون جواز السفر، لكنهم في واقع الأمر يبلغون الشرطة عندما تعجز عن سداد 14 ألف درهم فقط، دون مراعاة لظروفك المادية أو الأسرية. وناشد الشباب عدم استئجار أي نوع من السيارات مهما قلت التكلفة، مؤكداً أن العواقب ستكون وخيمة في حال عجزهم عن السداد، خصوصاً أن هذه الشركات لا ترحم؛ وفي الوقت نفسه ترفض رفضاً باتاً تسليم جواز السفر المحجوز ولو كنت في أحلك الظروف، مشيراً إلى أن والدته مرضت وتوفيت ولم يتمكن من رؤيتها، أو حضور تشييع جثمانها لرفض الشركة تسليمه جواز سفره. ويؤكد أن دولة الإمارات بلد الخير والمحبة لم تقصر في حق أبنائها، وأن خيرها يعم الجميع بلا استثناء؛ من هذا المنطلق فهو ينتظر من صندوق الفرج أن يفرج همه خلال الشهر الكريم حتى يخرج من هذه المحنة التي ألحقت بأسرته أضراراً نفسية، ومادية بصفته العائل الوحيد. وشرح “أ . م” بحزن وأسى مأساته التي ألقت به خلف القضبان لأكثر من ثلاث سنوات، مع دفع 200 ألف درهم كدية لأهل القتيلة “زوجته” ؛ التي لم يكن ينوي إزهاق روحها “على حد قوله”، وبما أنه قد أنهى مدة محكوميته، إلا أنه لايزال في انتظار الفرج، سواء من الصندوق، أو من فاعل خير حتى يعود إلى بلده ويمارس حياته الطبيعية كمواطن صالح، لافتاً إلى أنه تعلم دروساً وعبراً قد لا يتعلمها أبداً خارج أسوار السجن. وقال “ع . م . أ” ماجستير في هندسة الكمبيوتر، تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة، موضحاً أنه افتتح محلاً لتجارة الكمبيوتر بالاتفاق مع أحد الشركاء، وحتى يطمئن الشريك إلى أن رأس ماله في أمان حرر له شيكاً بمبلغ 350 ألف درهم كرأس مال وأرباح، وعلى الرغم من أن الشريك لم يدفع أكثر من 225 ألف درهم إلا أنه قدم شيك الضمان للشرطة؛ ولم ينتظر حتى الحصول على العائد والأرباح. ويشير “ع” إلى أن المحكمة حكمت عليه بسداد المبلغ، والحبس 3 سنوات ونصف السنة، وقد انتهت مدة محكوميته، ولكنه عاجز عن سداد المبلغ لأن أعماله توقفت لعدم المتابعة، كما خسر الملايين لعدم وجود شخص يسد مكانه، وبالرغم من ذلك يلقي اللوم على نفسه لتسرعه في كتابة الشيك، ولعدم تحري الدقة في اختيار الشريك الذي يتفهم أن التجارة معرضة للربح والخسارة. وأشاد بصندوق الفرج الذي نجح خلال السنوات الماضية في رسم البسمة على شفاه العديد من النزلاء، ورفع الروح المعنوية للبعض الآخر، مؤكداً أنه المعيل الوحيد لعائلته التي انتقلت قسريا من سوريا إلى الأردن، ومن الأردن إلى مصر حيث انقطعت أخبارهم عنه. 7 سنوات خلف القضبان قال “ ش.ع” الذي أمضى أكثر من سبع سنوات خلف القضبان؛ إن بقاءه خلف القضبان لم يكن بالأمر السهل، حيث ألقي القبض عليه بتهمة سرقة 200 ألف درهم من إحدى السيارات بينما خرج رفاقه من الحبس لتمكنهم من سداد المبلغ المطلوب منهم، فيما ظل هو طيلة هذه السنوات في انتظار الفرج حتى يعود إلى بلده وعائلته التي لا تدري شيئاً عن الموضوع على حد تعبيره، لافتاً إلى أنه يعيش في الإمارات منذ زمن طويل بلا أقرباء أو أهل، ما أسهم في بقائه خلف القضبان طيلة هذه السنوات. وأضاف بأنه كان بحاجة ماسة إلى مبلغ من المال، وأن رفقاء السوء زيّنوا له الفعلة وشاركوه في تنفيذها الأمر الذي أوقعه في مشكلة لم تكن في الحسبان، مؤكداً أنه يستحق الجزاء لأنه عالج الخطأ بخطأ أكبر، ولكنه في الوقت نفسه يأمل في الفرج من صندوق الفرج بعد أن فهم الدرس، وعرف معنى الحرية التي سلبت منه نتيجة لمرافقته أصدقاء السوء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©