لليوم الثالث على التوالي تجتاح حمى ماريو بالوتيللي لاعب ليفربول الجديد الوسط الكروي الإنجليزي على المستويات كافة، وخاصة من الناحيتين الجماهيرية والإعلامية، فقد انبرى أنصار ليفربول للدفاع عن نجمهم الجديد الذي اتفق على بنود العقد منتقلاً من الميلان إلى «الأنفيلد» مقابل 16 مليون جنيه استرليني، وراتب أسبوعي تبلغ قيمته 125 ألفاً، فقد أشارت جمهور ليفربول في تعليقه عبر المواقع الإلكترونية للصحف اللندنية إلى أن بالوتيللي سوف يعيد اكتشاف نفسه في «الأنفيلد»، ويثبت أنه صفقة رابحة بجميع المقاييس، وعلى الأرجح سوف يقود «الريدز» للحصول على لقب الدوري الإنجليزي، كما فعل مع مان سيتي في موسم 2011 - 2012، ولن يشارك بالوتيللي في مباراة الغد أمام مانشستر سيتي فريقه السابق، على أن يكون جاهزاً للمباريات التالية، لحين الانتهاء من اجراءات التسجيل.
وفي المقابل تدخل عشاق «مان سيتي» في النقاش المثير، وأكدوا أن جمهور ليفربول وقع في فخي «النفاق» والتناقض فيما يخص نظرتهم لبالوتيللي، فقد كانوا يهاجمونه ويطلقون ضده هتافات عنصرية وشتائم واضحة كلما لمس الكرة خلال المباريات التي تجمع فريقهم «ليفربول» أمام «مان سيتي»، ولكنهم الآن يؤكدون أنه سيكون معشوقهم الأول، وهو أمر يثير الكثير من علامات الاستفهام.
وعلى صعيد يتعلق بمستقبل «سوبر ماريو» في «الأنفيلد»، كتب أسطورة ليفربول كيني دالجليش مقالاً عبر صفحات «الميرور» جاء فيه: «أعتقد أن اللاعب الذي يتمتع بلمسة من العبقرية على المستوى الكروي مثل لويس سواريز وماريو بالوتيللي يقوم بتصرفات جنونية في بعض الأحيان، لأنه ببساطة شخص مختلف عن غيره، إنهم مختلفون في الملعب لأنهم يتمتعون بهذه الشخصية المختلفة خارجه أيضاً، ما أعنيه أن تصرفات سواريز أو بالوتيللي تظل جزءاً من عبقريتهما الكروية».
وتابع المدير الفني السابق للريدز: «لا أتفق مع هؤلاء الذين يقولون إن التعاقد مع بالوتيللي مغامرة كبيرة، لأن المغامرة موجودة في حال تعاقد أي ناد مع أي لاعب، صحيح أن التصرفات والسلوكيات التي يأت بها اللاعب الإيطالي في بعض الأحيان تتسبب في حالة من عدم الاستقرار للفريق الذي يلعب له، ولكن قدرات بالوتيللي الكروية تستحق المغامرة، وهو لاعب يستحق الرهان في جميع الأحوال، لا أقول إنه سوف يعوض سواريز مباشرة، ولكنه على الأقل يشكل إضافة تتمتع بالموهبة، كما أن ليفربول سوف يخوض الكثير من المباريات الموسم الجاري في ظل عودته إلى دوري الأبطال، ومن ثم سيكون لدى بالوتيللي فرصة كبيرة لإثبات الذات».
وعن القدرات الكروية للنجم الإيطالي، قال دالجليش: «لا يجب أن نتجاهل قدرات هذا اللاعب، فهو يحتفظ بالكرة جيداً، ويراوغ جيداً، كما أنه جيد في الهواء وعلى الأرض، ويسجل الأهداف والأهم أنه يتمتع بالهدوء في منطقة الجزاء، ولديه قدرات نفسية خاصة في تسديد ركلات الجزاء، تذكروا الأداء الذي قدمه مع إيطاليا في يورو 2012، وتفاءلوا بقدرته على تكراره مع ليفربول».
واختتم دالجليش: «لقد سبق لي انتقاد بالوتيللي حينما تم طرده أمام ليفربول في فترة قيادتي للنادي، ولكنه كان مراهقاً في تلك الفترة، إنه الآن يبلغ 24 عاماً، قد يكون الفارق في العمر ليس كبيراً بين فترة وجوده في سيتي وبين المرحلة العمرية التي يمر بها الآن، ولكن لاعبي كرة القدم ينضجون سريعاً أكثر من غيرهم، كما أن فريق ليفربول يمر بمرحلة جيدة الآن، ومن ثم لن يعاني الوافد الجديد في التكيف مع كيان كروي يتمتع بالقوة، أتوقع أن تكون كاريزما بالوتيللي أمر إيجابي لفريق ليفربول كروياً وجماهيرياً».
ونشرت صحيفة الميرور أستطلاعاً جماهيرياً للرأي، أشارت خلاله إلى أن 90 % من المصوتين يتوقعون أن يكون بالوتيللي صفقة إيجابية لليفربول، فيما أعرب 10% فقط عن شكوكهم في قدرته على التخلص من المشاكل والتركيز داخل الملعب لإفادة الفريق، إلا أن مينو رايولا وكيل أعمال اللاعب أشار في تصريحات نشرتها صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، إلى أن ليفربول سوف يكون بمثابة طوق النجاة لمستقبله الكروي، وفرصته الأخيرة لإثبات الذات في إشارة إلى أنه لن يعود إلى افتعال المشكلات داخل أو خارج الملعب.
وتابع وكيل أعمال بالوتيللي: «الأمر الآن يعود له، وفي حال لم يعود إلى قمة التركيز فلن يكون هذا بالخيار الصائب لمستقبله، كل ما يحتاج إليه أن يتحرر من الضغوط، لكي يبدأ في التألق من جديد، إنها فرصته الأخيرة لكي يقول للجميع إنه لاعب كبير، إنه الآن يبلغ 24 عاماً، ولم يعد هناك الكثير من الوقت ليهدره».
عدد اليوم
