السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقاتلون من صنْع أميركا!

23 أغسطس 2014 23:25
في السنوات القليلة الماضية دعم الرئيس الأميركي باراك أوباما وأصدقاؤه الأوروبيون وبعض الحلفاء في الشرق الأوسط «جماعات متمردة» في ليبيا وسوريا. وبعضها تلقى تدريباً ودعماً مالياً وعسكرياً للإطاحة بمعمر القذافي أو لقتال بشار الأسد. إنها استراتيجية «عدو عدوي صديقي» التي تصف نهج الأميركيين وحلفائهم لعقود في اتخاذ القرار بشأن تقديم الدعم للحركات والجماعات المعارضة. وتتمثل المشكلة في أن هذه الاستراتيجية لا يمكن الاعتماد عليها بالمرة وهي أسوأ بكثير من الاستراتيجيات الأخرى. وكل عام هناك المزيد من الحالات التي تثبت أن هذه الاستراتيجية تؤدي إلى نتائج سلبية. وأوضح حالات الفشل حدثت في أفغانستان التي تدربت فيها بعض الجماعات على قتال الجيش السوفييتي وأصبحت لاحقاً مناهضةً بشدة للغرب. وفي هذه البيئة انتعشت «القاعدة» وأقامت المعسكرات التي تَدرَّب فيها منفذو هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. لكن الولايات المتحدة بدلا من أن تتعلم من أخطائها، تكررها. فقد دعمت، هي وحلفاؤها، جماعات أعضاؤها إما كانوا يتبنون وجهات نظر مناهضة بالفعل للأميركيين والغرب أو تبنوا هذه الأفكار أثناء القتال. وأكدت مقابلات مع أعضاء من الجماعات المتشددة، مثل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وجبهة «النصرة» السورية المتحالفة مع «القاعدة»، على أن هذا تماماً ما حدث مع بعض المقاتلين في ليبيا ومع فصائل في «الجيش السوري الحر». وفي مقابلة مع قيادي أمني من «داعش» يدعى «أبو يوسف» كتبت عنه «واشنطن بوست»، الأسبوع الماضي قال: «في شرق سوريا لم يعد يوجد الجيش السوري الحر. كل رجال الجيش السوري الحر انضموا إلى الدولة الإسلامية». و«الدولة الإسلامية» هي أكثر الجماعات نجاحاً حتى الآن، وهي تسيطر على المناطق الرئيسة لحقول النفط والغاز السورية. واستولت أيضاً على كميات كبيرة من النفط والذهب من البنوك في المناطق التي سيطرت عليها وعلى أسلحة من قتالها ضد الجيشين السوري والعراقي. وأضاف أبو يوسف: «عندما فر الجيش العراقي من الموصل ومناطق أخرى، ترك وراءه كل العتاد الجيد الذي أعطاه له الأميركيون». وقال مسؤول أمني أميركي بارز، اشترط عدم نشر اسمه: «من الدولة الإسلامية إلى جيش المهدي ترون جماعات لم تكن في الأساس أصدقاءنا، لكنها أصبحت أكبر نفوذاً لأننا عالجنا الأمور بشكل خاطئ». وعبّر مسؤولون استخباراتيون عرب عن مخاوفهم وإحباطهم مما قالوا إنها أخطاء ارتكبتها الولايات المتحدة في معالجة الاحتجاجات في الدول العربية. وقال مسؤول استخباراتي عربي بارز: «حصلنا في مراحل مبكرة على معلومات بأن جماعات متشددة استغلت الفراغ الذي سببه الربيع العربي وأن بعض الأشخاص ممن دربتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها على الكفاح في سبيل الديمقراطية في ليبيا وسوريا، ممن كانت لديهم أولويات جهادية في ذالك الوقت أو فيما بعد، انضموا إلى النصرة أو داعش». ويقول مسؤولو أمن غربيون إن هذه الجماعات تمثل تهديداً ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن أيضاً للولايات المتحدة وأوروبا التي يوجد فيها أعضاء ومتعاطفون. وما قاله المسؤول أكده أعضاء من «داعش» في المنطقة وخارجها ومنهم أبو يوسف. وفي مقابلات أجريت خلال الشهرين الماضيين، وصفوا كيف ساعدهم انهيار الأمن أثناء احتجاجات «الربيع العربي» على تجنيد أشخاص وإعادة ترتيب صفوفهم، كما استغلوا الاستراتيجية الغربية في دعم وتدريب الجماعات التي تتصدى للطغاة لتحقيق مصالحهم الخاصة. وقال رجل يسمي نفسه «أبو صلاح»: «أحيانا أقول هازلا إنني مقاتل من صنع أميركا». وذكر أبو صلاح، المنحدر من بلدة قرب بنغازي الليبية، أنه أثناء «الربيع العربي» في ليبيا تلقى تدريباً هو ومجموعة من الليبيين الآخرين، من بريطانيا وأميركا، وحصلوا على دعم من الجيوش والاستخبارات الفرنسية والبريطانية والأميركية. وكل هذا قبل أن ينضموا إلى «النصرة» أو «داعش». وأكدت مصادر من الجيوش العربية والغربية كلام «أبو صلاح» الخاص بتدريب وتجهيز متمردين في ليبيا أثناء القتال ضد نظام القذافي. وغادر «أبو صلاح» ليبيا عام 2012، متوجهاً إلى تركيا ثم إلى سوريا. ومن مستشفى في تركيا، قال الرجل البالغ من العمر 28 عاماً: «أولا قاتلت تحت لواء الجيش السوري الحر، ثم انتقلت إلى النصرة. وقررت لانضمام إلى داعش عقب اندمال جروحي». وأشار أنه أصيب في معركة مع الجيش السوري ونقل إلى تركيا بوثائق مزيفة، وأضاف أن بعض السوريين الذين تدربوا انضموا إلى «داعش» وبعضهم الآخر إلى «النصرة». ودعمت الدول الغربية والعربية لفترة طويلة «الجيش السوري الحر»، ليس فقط بالتدريب، ولكن بالسلاح والعتاد. وقال «أبو يوسف»، القيادي الأمني في «داعش»، إن أفراد الجيش السوري الحر الذين تلقوا تدريباً من ضباط أميركيين وأتراك وعرب في قاعدة بجنوب تركيا انضموا إلى «داعش». وقال مبتسماً: «الكثير من أفراد الجيش السوري الحر الذين دربهم الغرب ينضمون إلينا بالفعل». وقال أحد المتعاطفين مع «داعش» في أوروبا، ويكنى «أبو فاروق»: «نعلم أن الولايات المتحدة في مرحلة ما ستلاحق داعش ونحن مستعدون لذلك. لكن يجب ألا يقللوا من قيمة ما سيواجهونه من رد». وأضاف: «إن الدعم غير المشروط من الولايات المتحدة للحكومة العراقية التي قمعت العراقيين السنة، وتدليل أميركا لإيران الشيعية، يجعل الدولة داعش بديلا أكثر جاذبية للسنة الذين يشعرون بالغضب من ازدواج المعايير». وقال أبو فاروق إن «الربيع العربي» وتورط الغرب في مناهضة المنطقة، منح المتشددين وقتاً كافياً للازدهار وتجنيد الأفراد في الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا. ثم أضاف أنه يجب القول «شكراً أيها الرئيس!» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©