الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنظر الحضاري

25 سبتمبر 2006 01:29
حقيقة لا نجد تفسيراً مقنعاً للثقافة السائدة بين الغالبية العظمى من أفراد مجتمعنا ذلك فيما يتعلق برمي المخلفات والتخلص منها في الشوارع أو تركها في الحدائق العامة والمتنزهات في منظر غير لائق حضارياً مطلقاً برغم أن البلديات تقوم بجهد مشكور وجبار بتوفير صناديق للقمامة في كل مكان وفي كل زاوية من زوايا الحدائق والشوارع والمتنزهات العامة هذا بالإضافة الى الملايين من الأموال التي تنفق على تحسين وتنظيف مثل هذه الأماكن الجميلة للظهور بها بالمظهر اللائق والجميل، إلا أن السواد الأعظم من هؤلاء الناس إن لم يكن جميعهم يصرون وبكل سلبية على رمي هذه المخلفات في الأماكن الجميلة والعامة المنتشرة في ربوع وطننا، هذه التصرفات السلبية لا تنم إلا عن روح عدم الاهتمام واللامبالاة بالمنظر العام والجميل لمرافقنا الوطنية، كما أن هذه التصرفات لا يمكن أن تأتي من أناس يدركون مدى حجم هذه الملوثات وخطرها على الطبيعة تشويهها لهذه الأماكن الجميلة التي تسعى أجهزة البلديات في الدولة لأن تكون أماكن مريحة وجميلة يرتادها الكثير من العوائل والأسر طلبا للراحة والاستجمام بعد يوم طويل وشاق من عناء العمل اليومي، كما وأن مثل هذه التصرفات غير اللائقة لم تكن لتأتي لو كان نفس هذا الشخص الذي قام برمي هذه المخلفات متواجداً في إحدى حدائق أو متنزهات أو شوارع إحدى الدول الغربية، فالجميع هناك يلتزم الأدب والاحترام والقانون شيء مقدس لديهم لا يمكن تعديه أو التعالي عليه أو تجاوزه ولا يستطيع أن يأتي بمثل هذه التصرفات مهما كان الأمر لأنه يعرف ويدرك تماماً مدى تطبيق القانون في تلك البلدان ولا تهاون في ذلك فهو يعمل ألف حساب قبل أن يقدم على ذلك، فإذا كان الالتزام بالآداب العامة في مرافق الدول الغربية فيكون من باب أولى أن يلتزم بها هنا في وطنه لأنها هي الوجه المشرف له ولأي زائر يأتي إلى البلد والحمد لله، فالزائرون لدولتنا هم كُثر، كما وأنه من الأولى أن يحترم الإنسان القوانين في وطنه قبل أن يحترمها في الأوطان والدول الأخرى، أم أن غياب الدور العقابي في مثل هذه الأحوال هو الشيء السائد لدينا هنا حيث لا رقيب على مثل هؤلاء الناس وتصرفاتهم، إن جل ما نرجوه منهم هو احترام هذه المسطحات الخضراء الجميلة التي أنشئت من أجلهم والمحافظة عليها واحترام المكان الذي يجلسون عليه، واحترام الشوارع العامة والإبقاء عليها نظيفة جميلة خيالية من كل ما يمكن أن يشوهها· حمدان محمد كلباء
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©