الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روائية ليبية تخترق عالم العنف

روائية ليبية تخترق عالم العنف
3 نوفمبر 2010 21:19
أصدرت الروائية الليبية وفاء البوعيسى روايتها الجديدة “فرسان السعال” وتقع في حوالي 240 صفحة من الحجم المتوسط وقد طبعتها الشركة التونسية للنشر وتنمية فنون الرسم. في روايتها “فرسان السعال” والتي جاءت بعد نص روائي آخر بعنوان “للجوع وجوه أخرى” ترسم وفاء البوعيسى مأساة الإنسان بشكل فظيع مروع بمشاهد القتل والترويع والبطش، تروي سيرة حياة المقاتلين العرب الأفغان الذين تطوعوا للجهاد بأفغانستان خلال الاجتياح السوفييتي. وتتوزع أحداث الرواية على أربعة فصول موزعة على خمسة بلدان: الجزائر، أفغانستان، الباكستان، اليمن، السعودية، وتجمع بين دفتيها مشاهد الدم والتسامح والتطرف والوصف البديع للطبيعة والجنس والدموية والعنف في حدوده القصوى متناغمة مع عدد كبير من القصص حول استباحة الأجنبي وقتل الأعداء غيلة وتكفير الحكام وتجهيل مجتمعاتهم واعتبارها مجتمعات جاهلية ترزح في الكفر يجب استئصالها وتُبرر الجهاد فيهم وقتل البريء منهم والعجوز والمرأة والطفل والسائح. كما تروم الكتابة في النص.. تحليل نظم التفكير التقليدية القائمة على التعصب للرأي والتأويل الخاطئ للنصوص الدينية والمزاجية في التعامل معها. مما يولد العنف في التشبث بالفكرة دون مناقشتها وتمحيصها. وتنتقد الكاتبة الوضع الترهيبي الذي وصل إليه العالم الآن بفعل التعصب بشتى أشكاله، حيث تنبصم الصورة الخاطئة لدى الآخر عن سماحة الإسلام، الشيء الذي فجر عنفا إعلاميا قاسيا ضد الإسلام وهجمة شرسة يتحمل وزرها من أوصل الوضع والصورة إلى هذا الحد السلبي. في كل فصل من فصول الرواية يظهر بطل يؤسس للأحداث ولأرخبيل العنف والحب والتعطش للأمان، ففي الفصل الأول يظهر أسامة الليبي أحد المتطوعين للقتال الذي يصل أفغانستان ليصدم بالمؤامرات والدسائس والأطماع والتكفير حتى في ساحات القتال، وبالفصل الثاني يظهر العسال المثقف والخبير بالجماعات الاسلامية ومراسل جريدة “لوفيغارو” في الجزائر حيث يقرر اختراق أعنف حركة اسلامية شهدها تاريخ الجزائر الحديث فيقع في النهاية بين فكي الارهابيين والأمن، وفي الفصل الثالث تظهر عدد من النسوة من زوجات المقاتلين العرب الأفغان تقودهن أناهيتا باكزاد مثقفة أفغانية تحاول التسلل بهن لبيشاور طلباً للجوء لهيئة الأمم المتحدة بعد أن سيطرت حركة طالبان على أجزاء واسعة من أفغانستان مهددة حياتهن وحريتهم وبعد أن هجرهن أزواجهن سعياً خلف الجهاد أو القتال بأماكن أخرى من العالم، والفصل الأخير تتقاسمه بطلتان سعوديتان هما معصومة ولولوة حيث شهدت الأولى على أحط عمليات قتل السواح باليمن وملاحقة أعضاء البعثات الانسانية بدعاوى الجهاد التي بات يرددها المقاتلين السابقين بأفغانستان، بينما قاومت الثانية جماعة ارهابية بمدينة الخرج تحترف تكفير وقتل رجال الأمن والشرطة السعوديين. تحكي الرواية في سرد مسترسل وعميق، مشاهد واقعهية ومتخيلة ومؤلمة ما آل إليه حال بعض المقاتلين العرب بأفغانستان وانحرافهم عن جادة الاسلام الحنيف والمتسامح، وهي صرخة مدوية في وجه التطرف، ونقد لاذع له، ودعوة إلى الانخراط في رسم صورة متسامحة وقوية عن الإسلام والدفاع عن قيمه السمحة التي أرسيت عبر قرون من الزمن وتداولتها كل النظم والشرائع. استغرق الاعداد للرواية وتجميع مادتها والاتصال ببعض المقاتلين القدامى ببريطانيا وفرنسا وبعض المثقفين بأفغانستان نفسها ثلاث سنوات، ثم كتبت سطورها في عام ونصف أخيراً عندما حلت الكاتبة بهولندا طالبة الجوء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©