الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوروبا تجاهد لكسب نفوذ في الشرق الأوسط

7 أغسطس 2011 00:05
يسعى الاتحاد الأوروبي لترتيب أوراق اعتماده كصانع للقرار السياسي في الشرق الأوسط، لكن خلافات دوله بشأن طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة عقدت جهوده في هذا الصدد. وشجع جمود عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة، مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون على محاولة لعب دور قيادي أكبر في ظل غياب أي مبادرة من الولايات المتحدة محتكرة رعاية عملية السلام. وتسعي آشتون لتنشيط اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط كهيئة وساطة تفاوضية وتؤكد تمتع الأوروبيين بمرونة أكبر من الوسطاء الأميركيين عندما يتعلق الأمر بإقناع الجانبين باستئناف مفوضات السلام. ونفوذ أوروبا في المنطقة محدود مقابل تفوق الدعم الاقتصادي والعسكري الأميركي لإسرائيل بشدة على المعونات الأوروبية للفلسطينيين. لكن آشتون تهدف على الأمد الطويل إلى وضع أوروبا في موقع الوسيط الاكثر قدرة على التكيف. والتحدي الكبير أمامها هو إقناع إسرائيل بأن تقبل الاتحاد الأوروبي كوسيط رئيسي. لكن مراقبين كثيرين يرون أن يكون هذا الوقت ليس الأمثل لمسعى الاتحاد الأوروبي. وقال المحلل في “المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات” روبرت بليتشر “إن الاتحاد الأوروبي يلعب تاريخياً دوراً ثانوياً لان اللاعبين الرئيسيين الفلسطينيين والإسرائيليين جعلا الأولوية لهما خطب ود الأميركيين وزاد هذا من صعوبة مشاركة الاتحاد الأوروبي”. وأضاف “لكن خيبة أمل الفلسطينيين في الولايات المتحدة تتزايد، مما يفتح الباب أمام أوروبا. وما على الأوروبيين، حين يأتوا إلى الطاولة، سوى إثبات انهم ليسوا الأميركيين”. ولا يزال يتعين على آشتون إقناع إسرائيل بأن الاتحاد الأوروبي وسيط متوازن، خاصة أن الإسرائيليين يرون علاقاته الوثيقة مع الفلسطينيين كعقبة في طريق السلام. وأوروبا هي أكبر مانح مساعدات للفلسطينيين سواء عن طريق مؤسسات الاتحاد أو الدول منفردة، حيث قدمت نحو مليار يورو “1,41 مليار دولارأميركي” سنوياً بين عامي 2007 و2010 وتشارك عن كثب في جهود بناء الدولة الفلسطينية. غير أن إسرائيل تتلقى من الولايات المتحدة مساعدات، معظمها عسكرية، بقيمة 3 مليارات دولار سنوياً. وعلى الأمد القصير قد تتبدد آمال آشتون إذا صممت القيادة الفلسطينية على طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة لدى بدئ الدورة السنوية لجمعيتها العامة يوم 20 سبتمبر المقبل. وسيكشف ذلك أن مدى هوة الخلافات السياسية بين دول الاتحاد الأوروبي، مما يقوض مسعى آشتون لتعزيز صوت الاتحاد في الخارج. وقد تنقسم دول الاتحاد السبع والعشرون إلى معسكرين خلال التصويت على الطلب في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن شأن دعم دول كبرى في الاتحاد مثل فرنسا صراحة لإقامة دولة فلسطينية ان يثير عداء إسرائيل. وقال بليتشر “اللجنة الرباعية هي سبيل كي تتفادى آشتون الإحراج في كشف النقاب عن محاولتها لتكوين سياسة خارجية مشتركة”. لكن المراقبين يقولون إن الاتحاد الأوروبي ربما يكون لديه محددات سياسية داخلية أقل من مما لدى الولايات المتحدة في صياغة موقف، وذلك يعطيه هامشاً أكبر للمناورة في محاولة دفع الجانبين للتقارب. وقالت محللة “مركز الإصلاح الأوروبي” في لندن كلارا أودونيل “يستطيع الأوروبيون الدعوة إلى تغييرات محددة في السياسة وهو ما لا يستطيع الأميركيون فعله”، وأضافت: الاتحاد الأوروبي أيضاً أكثر تقبلاً من واشنطن للحديث مع حركة “حماس”، كما يضغط من أجل تشديد الانتقاد للبناء لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية. وأوضحت “الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي بخصوص التعامل مع حكومة الوحدة الفلسطينية أكثر توافقاً من الموقف الأميركي، وهناك مشاركة ضمنية من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتشجيع الأوروبيين على فعل ذلك”.
المصدر: بروكسل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©