الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجاح كبير بلا أسماء كبيرة

نجاح كبير بلا أسماء كبيرة
3 نوفمبر 2010 21:23
“سمير وشهير وبهير” اسم الفيلم السينمائي الذي عرض قبل أسابيع في مصر، فقد نجح الفيلم في جذب الجمهور على الرغم من أنه لم يعتمد على أسماء كبار النجوم، بل معظم أبطاله من الشباب الذين يخوضون تجربتهم الأولى أو الثانية في السينما. الفيلم تأليف وبطولة الثلاثي أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو ويشاركهم البطولة إيمي سمير غانم وانجي وجدان ورحمة وضيوف الشرف أحمد السقا ودلال عبدالعزيز ومحمود الجندي وحسن حسني وهناء الشوربجي وسلوى عثمان وإخراج معتز التوني في أولى تجاربه الروائية الطويلة. يتناول الفيلم بعض المشاكل الاجتماعية التي يعانيها الشباب في إطار كوميدي فانتازي وبأسلوب جديد يعكس رؤية صناع الفيلم في البحث عن اتجاه مختلف ورغبتهم في السباحة ضد التيار العام، وقد تبدو الفكرة الرئيسية التي تبنى عليها الأحداث مستهلكة وسبق تناولها في أفلام سابقة عربية وأجنبية، ولكن لأن الشيطان يسكن في التفاصيل فقد نجح السيناريو في زن يطرح مواقف وتفاصيل شائقة ومضحكة، وملأى بالمفارقات. تدور الأحداث حول ثلاثة أشقاء جميعهم من أب واحد وثلاثة أمهات وقد تزوج الأب من الامهات الثلاث في يوم واحد وهو في حالة ُسكر شديد وتنجب كل واحدة طفل تطلق عليه اسم والدها، وتظل المنافسة والغيرة بين الأمهات الثلاث لتنتقل إلى الأبناء. وتروي الأمهات الثلاث دلال عبد العزيز “سميرة”، كومبارس في السينما، لابنها قصة كفاحها وتمسكها بالقيم والأخلاق، وهناء الشوربجي “بهيرة” سيدة أرستقراطية تدير مع والدها مصنعاً للملابس الداخلية الرجالي وسلوى عثمان “شهيرة” ممرضة في إحدى المستشفيات على الرغم من انفصالهن بالطلاق عن الأب “منير الخطير” -محمود الجندي - الذي لا يعرف شيئاً عن أبنائه ويتصادف أن يلتحق الأشقاء الثلاثة بكلية الهندسة بالجامعة نفسها، ونجد “سمير” أحمد فهمي مهووس بتقليد الفنان أحمد السقا ويسعى للعمل كدوبلير في أفلامه، أما “شهير” شيكو فهو مغرم بالفتيات ويحب الموسيقى، بينما “بهير” هشام ماجد شاب مدلل يقضي وقته في الصيد ويخضع لسيطرة والدته وأوامرها، وعلى الرغم من حال التنافر بين الأشقاء الثلاثة يضطرون لأول مرة للتعاون معاً من خلال مشروع التخرج، ويتفقون على سرقة مشروع خاص بأحد الأساتذة ويتصادف أن يكون عبارة عن آلة تعيدهم عبر الزمن إلى فترة السبعينات، ويلتقي كل منهم بوالدته، وهي شابة “سميرة” تصبح ايمي سمير غانم، أما “شهيرة” فتصبح إنجي وجدان، و”بهيرة” هي الوجه الجديدة رحمة، أما والدهم في مرحلة الشباب فيصبح شريف رمزي، وتمضي الأحداث في إطار كوميدي فانتازي ليكتشف كل منهم الكثير عن ماضي والدته ووالده، ومن خلال الفانتازيا يحاول كل من الأشقاء الثلاثة أن يمنع زواج والده بغير والدته حتى لا يصبح له أشقاء، ولكنهم في النهاية لا يجدون مفراً من التعاون. الفيلم ثري بالمواقف الساخرة والمضحكة، خاصة عندما تعجب كل أم بابنها ويتحول الإعجاب إلى حب، ويحاول الابن أن يقاوم تلك المشاعر ويصدها ويسعى لتزويج أمه من والده. وعلى الرغم من أن الفيلم يعتمد على “تيمة” سبق تقديمها في السينما العالمية والمصرية، مثل الفيلم الأميركي “آلة الزمن” أو الفيلم المصري “رسالة إلى الوالي” إلا أن التفاصيل جعلت الفيلم يحمل نكهة مصرية خالصة، ولأن الأحداث تدور في قالب فانتازي كذلك تكون النهاية، حيث يحاول الأشقاء الثلاثة العودة إلى الوقت الحالي عبر آلة الزمن، لكن المفاجأة أن الآلة تعيدهم إلى الوراء آلاف السنين ليشاهدوا والدهم شريف رمزي في ملابس الفراعنة. الفيلم تضمن ظهور عبد الحليم حافظ باعتباره رمز السبعينيات وعلى غرار سينما “البارودي” أو المحاكاة يدخل عبد الحليم ضمن الأحداث ليعرض عليه “شهير” أن يغني كلمات لمطربي هذه الأيام ويصاب العندليب بدهشة من الكلمات ويحاول أن يؤديها بطريقته وهكذا. السيناريو كتبه الثلاثي أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو وهو يعكس حالة التناغم والتفاهم بينهم فقد نجح كل منهم في تجسيد الشخصية التي رسمت له. واستطاع الثلاثة أن يضيفوا لتجربتهم الأولى في التمثيل في فيلم “ورقة شفرة” وجاء أداؤهم أكثر نضجاً وانطلاقاً. أما الفتيات فقد سجلت إيمي سمير غانم اسمها كممثلة كوميدية واعدة، وأكدت نجاحها في ثاني تجاربها السينمائية، أما رحمة فقد لفتت الأنظار بجمالها وأدائها وكذلك إنجي وجدان التلقائية. ويحسب للفنان أحمد السقا ودلال عبدالعزيز وحسن حسني ومحمود الجنيدي مشاركتهم كضيوف شرف فقد أضاف ظهورهم الكثير من الوهج للشريط السينمائي وقدم شريف رمزي واحداً من اجمل أدواره واقربها للقلب. ومنحت أنامل المونتيرة سولافة نور الدين الإيقاع السريع والمتوازن مع الأحداث ولفتت ملابس ريم العدل الأنظار بكل ما يميز حقبة السبعينيات من ألوان براقة وأزياء غريبة، مثل البنطلون الشارلستون والقمصان المشجرة، واستطاع مدير التصوير مصطفى فهمي أن يقدم صورة ثرية تلعب فيها الإضاءة دور رئيسي وتنوعت موسيقى خالد حماد لتتناغم مع المغامرات التي يعيشها الأبطال، وأضافت لمسات مهندس الديكور أحمد عزب أبعاداً جمالية موحية تعكس الحالة الاجتماعية لكل من الأشقاء الثلاثة. أما المخرج معتز التوني فقدم كوميديا راقية تحترم عقل الجمهور الذي يشعر منذ البداية أنه في سينما جديدة يقبل فيها التخلي عن المنطلق قليلاً ليحظى بجرعة من الضحك الصافي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©