هالة الخياط (أبوظبي)
كشف الدكتور عبدالله المندوس المدير التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل عن أنه جارٍ حالياً تركيب رادارين ثابتين جديدين للتنبؤ بالطقس في كل من السلع ومزيرع، ليصبح عدد الرادارات الثابتة سبعة، وهناك رادار متحرك.
وأكد المندوس أن المركز ينظر إلى عامل الوقت والدقة في توفير المعلومة الخاصة بالطقس كأحد أولويات عمله الرئيسة، مشيراً إلى أن نسبة دقة تنبؤات المركز بالحالة الجوية التي تشهدها الدولة وصلت إلى نحو 90%، وهي بذلك تتخطى النسبة العالمية لدقة التنبؤات البالغة 85%، معتمداً في ذلك على الأدوات الحديثة لدى المركز المتمثلة بقراءة النماذج العددية للحالة الجوية، إضافة إلى تحليل الخرائط العددية بصورة سليمة، واستقاء المعلومات من محطات الرصد المنتشرة في جميع أنحاء الدولة والأقمار الصناعية والرادارات التابعة للمركز، حيث يشرف المركز على 70 محطة رصد أتوماتيكية، منها خمس محطات ثابتة في مطارات الدولة، ومحطة أقمار صناعية خاصة بالأرصاد، وخمسة رادارات للطقس ثابتة ورادار متحرك. ودعا المندوس الجمهور العام لأن يكون المركز مصدر استقاء المعلومة والابتعاد عن الجهات غير الرسمية في استقاء المعلومات، لا سيما أن المركز يوفر المعلومات على منصات وسائل التواصل الإعلامي والاجتماعي، ويقدم المعلومات بأسرع وقت ممكن. وأكد أن المركز يصدر التنبؤات الجوية والتحذيرات للقطاعات الحيوية كافة في الدولة، ومؤخراً تم الربط مع وزارة الموارد البشرية والتوطين ومركز أبوظبي للسلامة والصحة المهنية «أوشاد»، حيث تم توفير موقع خاص لكل المؤسسات الحكومية يتضمن أرشيفاً لكل الحالات الجوية، الذي من خلاله يمكن لمسؤول الموارد البشرية في كل مؤسسة الاطلاع على الحالة الجوية، والتأكد من حالات تأخر الموظفين عن ساعات الدوام الرسمي بسبب حالة الطقس، كتشكل الضباب، مبيناً أنه في حال وجود حالة جوية مهمة داخل الدولة، يتم إصدار تحذيرات مسبقة، ليتم التعامل مع هذه الحالة بسهولة ويسر، كحالات توقع الضباب.
كما تجرى حالياً دراسة متأنية لبث التحذيرات الجوية مباشرة للسائقين، من خلال جهاز الراديو المثبت في السيارات، الذي يوفر المعلومة الآنية عن أي أحوال جوية تؤثر على سلامة الجمهور أثناء قيادة للسيارة، وتعتبر هذه الطريقة هي أسرع الطرق من دون أي مجهود يذكر، مؤكداً أن المركز لا يتوانى في استخدام أي وسيلة تربطه بالجهور، وتتيح توصيل المعلومة بشكل أسرع.
الأرصاد وأدوات التواصل
وأشار ألى أن المركز يوفر المعلومات كافة التي تتعلق بالتنبؤات الجوية والتحذيرات والخرائط والرصد بشكل متواصل عبر وسائل التواصل الحديثة، كصفحة المركز الإلكترونية على الإنترنت والتطبيقات على الأجهزة الذكية، وصفحات المركز الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي «تويتر، فيس بوك وانستجرام»، إضافة إلى قناة المركز على «اليوتيوب».
وبين المندوس أن عدد متابعي قنوات المركز عبر «توتير» بلغ 92.600 ألف متابع، و49 ألف متابع لحساب المركز على «الانستجرام»، و12700 متابع على الـ«فيس بوك»، فيما بلغ عدد محملي تطبيق طقس الإمارات على الهواتف الذكية والذي يعمل على نظامي الـ«آبل ستور» والـ«أندرويد» 108.617 شخصاً.
وأوضح أن التطبيق يقدم خدمات الأرصاد الجوية والزلازل، ومنها الطقس المتوقع ورادار الطقس والتحذيرات، والنشرات الجوية والبحرية وخرائط الطقس، وغيرها. كما يمكن ربط التطبيق بساعة «آبل» الذكية، التي يمكن من خلالها تصفح التطبيق واستقبال الرسائل بكل سهولة ويسر.
الموقع الإلكتروني
وبشأن تحديث الموقع الإلكتروني، أوضح المندوس أن المركز، من خلال موقعه الإلكتروني المحدث، يقدم معلومات الطقس والمناخ ومحطات الرصد الجوي وحالة البحر ورصد الزلازل وغيرها، كما يتيح الموقع لمتصفحيه فرصة لمتابعة الحالة الجوية وحركة السحب من خلال نظام خرائط الطقس الذي يرتبط بالأقمار الصناعية العالمية ورادارات الطقس في الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي. وخلال العام الحالي، أنشأ المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل موقعاً إلكترونياً NCMS Science، وهو موقع علمي لعرض تنبؤات الطقس في العالم بشكل ثلاثي الأبعاد 3D لمدة خمسة أيام، حسب برنامج النماذج العددية العالمي. ويعرض الموقع بشكل مستمر وتفاعلي حركة وسرعة الرياح ودرجات الحرارة والرطوبة النسبية وتشكل السحب، إضافة إلى صور شبكة الرادار ومعلومات المحطات التابعة للمركز.
مبنى جديد بالشوامخ
وبين المندوس أن الانتقال إلى المبنى الجديد للمركز سيكون في شهر مايو المقبل، مشيراً إلى أنه تم تشييد المبنى الجديد للمركز في منطقة الشوامخ، ويتكون من خمسة طوابق تم تصميمها لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية لإدارة وتنفيذ العمليات المنوطة بالتخصصات العلمية والبحثية للمركز.
وأكد أن المركز يقوم بالتحديث والتطوير الدائمين للبنية التحتية الفنية في مجال الأرصاد الجوية والزلازل، تماشياً مع التطورات الحاصلة على المستوى العالمي، إضافة إلى تطوير مستويات آليات العمل لتقديم أدق وأسرع المعلومات للجمهور ومتخذي القرار.
الاستمطار
وأكد المندوس أن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار حقق نجاحاً كبيراً في إبراز قضية المياه على مستوى العالم، مؤكداً أن دولة الإمارات تسعى من خلال برنامج الإمارات للاستمطار إلى تشجيع التعاون العلمي والبحثي لتطوير الابتكار والأبحاث التي من شأنها تقديم حلول فعالة للمناطق الجافة وشبه الجافة حول العالم.
وقال المندوس: «إن التوجه حالياً لاستخدام تكنولوجيا النانو الخاصة بتطوير مواد جديدة لتلقيح السحب والأساليب الجديدة لأبحاث الاستمطار في المناطق الجافة وشبه الجافة وعمليات الحمل الحراري، بما يحقق فهما أفضل للسحب وهطول الأمطار في المناطق الصحراوية»، مشيراً إلى أن التجارب المختبرية أثبتت نجاح استخدام تكنولوجيا النانو في تطوير عمليات الاستمطار، وخلال العام الحالي ستتم ترجمة الأبحاث المخبرية على أرض الواقع.
محطات رصد الزلازل
وأوضح المندوس وجود ربط حالياً مع كل من عمان، البحرين وقطر، وهناك تنسيق لإكمال الربط مع كل من الكويت والسعودية، وقال: «محلياً، هناك تعاون وتنسيق مع بلدية مدينة أبوظبي وبلدية دبي، والجهات الحكومية ذات العلاقة، وينفذ حالياً مشروع متكامل لتقييم المخاطر الزلزالية في الدولة، عبر إعداد وتحديث قواعد البيانات الجيوتقنية والجيولوجية والقاعدة المعلوماتية الزلزالية للدولة».
وبشأن محطات رصد الهواء، أشار المندوس إلى أنه جارٍ العمل حالياً مع وزارة التغير المناخي والبيئة لإدارة شبكة محطات رصد الهواء بالتعاون مع الجهات المحلية المتمثلة بهيئة البيئة في أبوظبي وبلدية مدينة دبي، لتحقيق الربط المتكامل لرصد جودة الهواء على مستوى الدولة، مشيراً إلى أن هناك ثماني محطات يتم إدارتها من قبل المركز، وتتوزع في كل من رأس الخيمة، عجمان، الشارقة والفجيرة، وهناك توجه لإضافة 8 محطات إضافية، وستتوزع في إمارتي أم القيوين وعجمان، بما يعطي تصوراً واضحاً ورصداً متكاملاً لجودة الهواء على مستوى الدولة.
كفاءات مواطنة
وأكد المندوس أنه ينتقي ضمن كادره أفضل الموارد البشرية من العلماء والخبراء المختصين على المستوى المحلي والوطني والعالمي، ويوفر بعثات دراسية للمواطنين لتطوير كفاءاتهم ومهاراتهم في مجال الأرصاد، مشيراً إلى وجود 30 مبتعثاً حالياً داخل وخارج الدولة لدراسة الأرصاد، منهم ثلاثة مبتعثين إلى الولايات المتحدة الأميركية انتهوا من الدراسة، وهم الآن في مرحلة التدريب والانخراط بالعمل في المركز.
عدد اليوم
