الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجمعيات الخيرية الفلسطينية حصار وضغوطات تعوق إغاثة المنكوبين

25 سبتمبر 2006 01:37
غزة ـ محمد ابو عبده: في ظل ما يعانيه الفلسطينيون من أزمة اقتصادية خانقة وأوضاع إنسانية متدهورة، تكثف العديد من جمعيات الإحسان الخيرية، حملات إغاثة ومساعدة مئات الآلاف من الأسر الفلسطينية المحتاجة التي عانت ويلات الاحتلال الإسرائيلي من جانب، والفقر الشديد من جانب آخر· أرقام خرافية تسجل في الأراضي الفلسطينية خاصة في قطاع غزة، مع ارتفاع نسب الفقر بين الأسر الفلسطينية إلى أكثر من 70%، وانتشار البطالة بين أكثر من 60% من الشباب الفلسطيني، كنتيجة لسياسيات الاقتصاد المنهار وممارسات الاحتلال العدوانية والإغلاق والحصار على شعبنا، لتتحرك الجمعيات والمؤسسات الخيرية أمام هذا الوضع لزيادة الدعم والإغاثة·· وإذ تعمل هذه الجمعيات على مدار العمل بكافة السبل لإعانة الأسر المحتاجة والمنكوبة، فإنها تكثف من نشاطها وحملاتها مع حلول شهر رمضان، لتلبية حاجات الأعداد الكبيرة من الفقراء والمحتاجين الذين ينتظرون العون منها خلال هذا الشهر الذي عادة ما يفيض بالعطايا· هجمات سبتمبر وأمام ما هو مطلوب منها، تجد هذه الجمعيات نفسها محرجة أمام كثافة طلبات المحتاجين، في ظل الحصار الاقتصادي والتضييق على العمل الخيري والأهلي بالأراضي الفلسطينية بفعل الضغوطات الخارجية، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر ،2001 وتضييق الخناق على الجمعيات الخيرية وخاصة الإسلامية منها داخل الولايات المتحدة وباقي أنحاء العالم· وبشكل غير مسبوق تعرضت الجمعيات الخيرية بالأراضي الفلسطينية المحتلة لضغط كبير وهجوم غير مسبوق، وتحت ضغط الاحتلال جُرد العديد منها من الصبغة القانونية رغم الدور الإنساني الذي تقوم به، وتم قطع علاقتها مع نظيراتها العربية والأوروبية· وتجاوزت الحملة على الجمعيات بالأراضي الفلسطينية مسألة تجفيف مصادر الدعم إلى اقتحام مكاتبها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومصادرة محتوياتها وممتلكاتها وإغلاق مكاتبها، كما تعرض القائمون عليها للاعتقال والمحاكمة مما تسبب في خسائر كبيرة لها، وتضررت معها فئة كبيرة من الفقراء بالمجتمع الفلسطيني· وأمام حملات مشددة من الاحتلال الإسرائيلي من جهة، ومن الضغوطات الأميركية والغربية من جهة أخرى، تعاني الجمعيات من تراجع كبير في نسبة التبرعات الواردة من الخارج وزيادة الأعباء على الجمعيات المحلية وتراجع ميزانياتها· المجمع الإسلامي وتؤكد جمعية المجمع الإسلامي العاملة في قطاع غزة، على حرصها وإصرارها على رعاية العديد من مجالات الأعمال الخيرية، من خلال جملة من المشاريع على مدار العام وفي شهر رمضان الفضيل على وجه الخصوص· وقال أمير أبو العمرين مدير الجمعية في قطاع غزة، في تصريح لـ ''الاتحاد''، إن حجم عمل الجمعية بشكل خاص والجمعيات الخيرية بشكل عام، أصابه تقلص كبير نتيجة الضغوطات الخارجية وإغلاق البنوك المحلية حسابات الجمعيات الخيرية بما قلص حجم المساعدات· وشدد أبو العمرين على حالة الفقر والبطالة التي تسود قطاع غزة بأرقام ومعدلات ضخمة، أمام تقلص حجم التبرعات الداخلية والخارجية بسبب ممارسات الاحتلال وإغلاق المعابر الحدودية والتجارية للأراضي الفلسطينية· وبين أن الجمعية تسعى من خلال مجموعة من المشاريع الخاصة ببرامج الإفطار الجماعي للصائمين من خلال توزيع أكثر من 5000 طرد غذائي بقيمة 20 دولاراً لكل طرد، على فئات الفقراء والمحتاجين وذوي الشهداء والأسرى، إضافة إلى العاطلين عن العمل، وبرامج المساعدات العينية وتوزيع ملابس فرحة العيد وغيرها من المشاريع لخدمة أكبر شريحة من الفقراء والمحتاجين من أبناء الشعب الفلسطيني· وحول البرامج الخاصة بشهر رمضان الفضيل، أوضح أبو العمرين أن الجمعية تسعى إلى تطبيق العديد من البرامج مثل طرد الإفطار الغذائي، وبرنامج ملابس العيد، إلى جانب مشروع زكاة الفطر، مشدداً على مضاعفة كافة الجمعيات الخيرية لجهودها في الثلث الأخير من الشهر الفضيل بانتظار مزيد من دعم وتعاون المؤسسات الخاصة· وأشار إلى استمرار الجمعية في تنفيذ برنامج رعاية الأيتام بشكل دوري شهري على مدار العام، من خلال دفعات تتكفل بها بعض المؤسسات لثلاثة أو أربعة شهور، إلى جانب برنامج زكاة المال الذي يوزع ميدانياً على بيوت الفقراء والمحتاجين· وأكد أبو العمرين أن حملة التبرعات تكاد تكون بسيطة وتكفى الفئة الأولى من الفقراء والمحتاجين الذين يمثلون الغالبية العظمى من ذوي شهداء وأسرى ومحتاجين، وأن المساعدات لا زالت دون المستوى المطلوب للشعب الفلسطيني في ضوء كبر الفاجعة التي يعيشها والفقر والأزمة الاقتصادية· عمل مكثف بدورها، تسعى جمعية الإصلاح الخيرية إلى إغاثة أكبر عدد ممكن من الأسر الفقيرة والمحتاجة وذوي الشهداء والأسرى والأيتام على مدار العام، وخاصة في شهر رمضان، في ظل ما تعاينه من تقلص في حجم الوارد لها من مساعدات خارجية· وأكد جبر عليوة مدير الجمعية في قطاع غزة، على تراجع مستوى المساعدات الخارجية للجمعيات الخيرية في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد والضغوط الدولية على جمعيات الإحسان والإغاثة· وقال عليوة إن حصاراً مشدداً فرض على الجمعيات الخيرية ومصادر دعمها والمحسنين والمتبرعين بأنحاء العالم مما تسبب في تراجع ميزانيات هذه الجمعيات ومشاريعها·· وأضاف أن الحصار تسبب في أعباء كبيرة على إدارات الجمعيات ومحاولاتها لتسيير أعمالها وتغطية التزاماتها، موضحاً أن نسبة الدعم الخارجي للجمعية التي يرأسها تراجعت بنسبة 70% وأصبح الاعتماد في تمويل مصاريفها يتركز بشكل كبير على المحسنين الفلسطينيين· وشدد عليوة على صعوبة وحدة الوضع الاقتصادي المرير للمواطنين في الأراضي الفلسطينية، نتيجة البطالة المتفشية وممارسات الاحتلال الإسرائيلي الخانقة ضد شعبنا، مشيراً إلى وجود عجز ونقص كبيرين في مساعدة وإغاثة ذوي الحاجة مقابل المساعدات المقدمة· وبين أن الجمعية تقوم بتنفيذ العديد من برامج المساعدات في خدمة المجتمع المحلي، عبر توزيع الطرود الغذائية والمساعدات النقدية وبرامج المساعدة الأخرى مثل الإفطار الجماعي وملابس العيد· وأضاف: أن الجمعية وزعت أكثر من 2000 طرد غذائي مع حلول الشهر الفضيل ومساعدات نقدية بقيمة أكثر من 1000 ألف شيكل مقدمة للأسر الفقيرة، إلى جانب رصدها نصف مليون لكافلات الأيتام، إضافة إلى مشاريع الإفطار الجماعي وذلك في مختلف أنحاء قطاع غزة· ونوه إلى أن توزيع المساعدات يمر عبر تسعة فروع منتشرة في القطاع من خلال بحث ميداني مسبق وقاعدة بيانات يتم تحديثها باستمرار خاصة قبل شهر رمضان، إلى جانب شبكة من المندوبين والباحثين، تعمل على مبدأ الحاجة لمختلف فئات الأسرى ذوي الحاجة· شكوى المحتاجين في المقابل، أشتكى الحاج كامل الرفاتي ''70 عاماً'' بكثير من الأسى والمرارة واقع أسرته وأطفاله الصغار، جراء المعاناة من الفقر والقحط الشديدين، وقلة ما تقدمه هذه الجمعيات من مساعدات، وقال الحاج الرفاتي الذي يعاني عديد الأمراض منها القلب والسكري والضغط والرماتزيم أنه يعيل أسرة مكونة من 11 فرداً، ولا يحصل على أكثر من مئة شيكل شهرياً، مشدداً على سوء الأوضاع الاقتصادية ووصولها إلى درجة لا تطاق ولا تحتمل حتى في شهر الخير ودعا الحاج بنبرات منهكة لا تقوى على التعبير ذوي الخير من المحسنين من داخل الأراضي الفلسطينية والدول العربية والإسلامية إلى مد يد العون للشعب الفلسطيني وتعزيز صمودهم على أرضهم ومقدساتهم في وجه ممارسات الاحتلال القمعية القائمة على القتل والتشريد والتجويع· بدورها، أكدت (ختام ·ج ) على سوء الأوضاع الاقتصادية وشدة المحنة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني بعد اجتياز حاجز الفقر الـ70% خاصة في قطاع غزة· وأشارت ختام إلى أن زوجها عاطل عن العمل منذ بداية انتفاضة الأقصى بعد أن كان يعمل سابقاً عاملاً داخل إسرائيل، ولم يتمكن من الحصول على فرصة عمل ولو بأقل راتب نتيجة تدهور الاقتصاد الفلسطيني وانعدام فرص العمل· وانتقدت ضعف الدعم المقدم سواء من السلطة الوطنية أو الجمعيات الخيرية أو الدعم الخارجي، مطالبةً كافة الجهات المعنية بالعمل الحثيث في توفير قوت آلاف العائلات المشردة والفقيرة في قطاع غزة· وأعربت عن حزنها الشديد نتيجة هذه الظروف المتردية، خاصة في شهر رمضان، وقالت: كانت أيام الشهر الفضيل مليئة بالخير الوفير والرزق الكثير يمر علينا بأوقات سعيدة كلها نفحات إيمانية لا تحمل هم وغم الفقر والقحط، أما هذه الأيام وفي سنوات الانتفاضة نتحمل البؤس والجفاف على مدار العام وحتى في رمضان·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©