الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الاتحاد تفتح ملف سيارات التاكسي في أبوظبي (1-2)

26 سبتمبر 2006 00:42
تحقيق: حمد الكعبي: كشفت الجولة الميدانية التي قامت بها ''الاتحاد''، أن نظام سيارات الأجرة ''التاكسي'' المعمول به في أبوظبي، قديم ويعود إلى حوالي 25 عاما· وفي ظل التغيرات والتطور الذي تشهده الإمارة، لاسيما التطور العمراني كان لابد من تطوير هذا القطاع المهم الذي يشكل الواجهة الأساسية للسياح والزائرين للإمارة · كما اتضح أن النظام المعمول به حاليا في أبوظبي لا يخدم كل الأطراف، حيث يشتكي المالك المواطن من قلة الدخل مطالبا برفع أسعار التعرفة، والسائق يشتكي من زيادة العمل وعدم توفر العناصرالأساسية للحياة، بينما يشتكي الزبون دائما من الروائح الكريهة وسوء معاملة السائقين وعدم نظافة السيارة·· هذه هي جميع الأطراف المشتركة في هذا المشروع لكن هناك طرفا آخر وهو مستخدم الطريق الذي يشتكي من الازدحام والاختناقات التي تتسبب بها أكثر من 8500 سيارة أجرة في شوارع العاصمة·· قامت '' الاتحاد'' بالجمع بين كل الأطراف المعنية في هذا التحقيق لوضع المسألة بين أيديكم· ''الاتحاد'' خلال جولتها الميدانية لمعرفة العوامل المؤدية لسوء خدمة سيارة الأجرة في أبوظبي، التقت عددا من مستخدمي هذه الخدمة في الشوارع الذين أبدوا تذمرهم الشديد من هذه السيارات حيث يقول نادر زين الدين إن التاكسي الموجود حاليا هو نظام سيئ ولا يلبي احتياجات الناس، مشيرا إلى أن قلة من السائقين يعتمدون على نظام التعرفة الموجودة، والأغلبية تعتمد على الاتفاق مع الزبون قبل أن يقوم بتوصيله وعادة يكون هناك استغلال للعملاء، حيث أن تسعيرة التنقل من منطقة المرور وحتى شارع الكورنيش، تصل إلى أكثر من 20 درهما· ولو كان قد استعمل العداد الموجود فإنه لن يتجاوز 10 دراهم ويقول إنه لولا الحاجة الماسة لسيارة الأجرة فإنه سوف يستغني عنها، بسبب الرائحة المنبعثة من السائقين بسبب قلة نظافتهم، كما أن السيارة غير نظيفة فالجو بها مغبر وذو رائحة شديدة شبيهة برائحة العفن وقلة من التاكسيات التي تجدها نظيفة· كما أن السائق لا يهتم بالزبون ولا يبالي بمصلحته سوى تلك التوصيلة التي تسبب إزعاجا للزبون·· ويشير إلى أنه لا أحد يحتمل رائحة كريهة لمدة نصف ساعة أو أقل حتى يشعر الزبون وكأنه يجلس في ''مجاري!'' لا يلتزمون بالآداب العامة! من جهته يقول حسين عبدالقادر إنه يتمنى اليوم الذي يحصل فيه على رخصة قيادة حتى يتمكن من الاستغناء عن سيارات الأجرة الذي عادة يلقى بها معاملة سيئة للغاية ويؤكد أن كثيرا من سائقي التاكسي لا يتحلون بالآداب العامة وتراه متذمرا من العمل ويشتم سائقي التاكسي و يتعامل معه من حوله باستهجان وكلام بذيء·· ويؤكد أن اليوم الذي سيحصل على رخصة قيادة سيودع معها معاناته اليومية مع أصحاب التاكسي الذين يضطرونه لفقد أعصابه كما يقول· ويروي مصطفى أكرم قصته حينما ركب في إحدى سيارات الأجرة وطلب من السائق بأن ينقله إلى إحدى المستشفيات لزيارة قريب له، وراح التاكسي بسرعة جنونية·· ويضيف أنه طلب منه التوقف عدة مرات وهو يرد عليه ''لا تخف·· أنا سائق ماهر''·· إلى أن اصطدم بسيارة أخرى وكسرت فيها رجله، وتم نقل الزبون إلى المستشفى لتلقي العلاج· 14 ساعة يوميا! التقت ''الاتحاد'' مع سائقي سيارات الأجرة حتى تلقي الضوء على جميع عناصر وأطراف النظام نقل بسيارات الأجرة ويقول عبد الولي رحيم رسول ''باكستاني'' إنه يعمل يوميا بما يقارب 14 ساعة متواصلة مما يشكل له إرهاقا شديدا وأمراضا مزمنة بسبب القيادة بشكل متواصل يوميا، ولكنه لا يستطيع تقليل عدد تلك الساعات لأن ذلك سيصعب عليه إدخال مبلغ السيارة للمالك، مشيرا إلى أن دخل الأجرة شهريا 4000 درهم ولكنه لا يكفي بسبب أن 2500 درهم للمالك و1000 درهم شهريا للوقود والباقي يرسله إلى بلده و يسكن فيه و يأكل منه! هذا ما يجعل عبدالولي يزيد عدد ساعات عمله بطريقة تجعله يخسر صحته تدريجيا بسبب العمل، ويوضح عبد الولي انه يسكن في شقة جماعية مع أعداد كبيرة من سائقي التاكسي ويدفع كل منهم مبالغ رمزية حتى تصبح مبلغا يدفع لايجار السكن الذي يقطنونه، وأفاد بأن هناك مشاكل كثيرة مع الزبائن ومن أهمها تهربهم من دفع الأجرة بعد توقف السيارة، مما يدفع السائقين إلى الدخول في خناق مع بعض الزبائن· السكن هو الأزمة من جهته يقول حبيب الرحمن، وهو سائق تاكسي في أبوظبي لأكثر من 15 عاما ويدعي بأنه خبير بما يخص سيارات الأجرة،ويرى أن النظام الحالي غير جيد بسبب زيادة أسعار التكلفة، ومنها الوقود، والإيجار وصيانة السيارة·· ولم يتبق له سوى أقل من 1000 درهم كرأسمال وذلك لا يلبي متطلبات الحياة، كما طالب حبيب الرحمن بإلزام الكفلاء بتوفير سكن للسائقين حيث أنه يعاني من أزمة السكن مما دفعه للجوء إلى بيت مهجور في أبوظبي هو ورفاقه · نريد حلاً ويضيف السائق ولي جان إلى آراء زملائه بأنه ينبغي تخفيض تكاليف الإيجار لسائقي سيارات الأجرة لأن هذا يخدم عدة أطراف·· ويطالب بإيجاد أسلوب ينظم هذه المسألة بحيث يعرف كل طرف ما له وما عليه، لأنه إذا بقي الحال كما هو عليه ستقل أعداد الذين يعملون في هذا المجال· وأوضح ولي جان أن مشكلتهم الأساسية تكمن في السكن حيث لا يجدون مأوى لهم سوى افتراش ساحات المساجد والنوم في السيارات على جانب الطريق، مشيرا إلى أن تصرفات السائقين غير قانونية ولكن الظروف تجبرهم على العمل 15 ساعة يوميا والنوم في السيارة والاتيال على الزبائن وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية· أسعار الوقود وراء الأزمة يرى عصمت الله أن هناك ضرورة لتوفير البدائل للنظام الحالي الذي لا يخدم أي طرف، ويقول: المواطن يشتكي، والسائق يشتكي، والزبون يشتكي والكل يشتكي·· حتى مستخدمي الطريق يشتكون من ازدحام سيارات الأجرة·· ويضيف أن مشكلتهم الحقيقية تكمن في عدم تفهم الملاك للظروف التي طرأت مؤخرا على سيارات التاكسي، حيث لا أحد يتفهم بأن أسعار الوقود ارتفعت وهو المشغل الرئيسي لمهنتهم، كما أن أغلب السائقين لا يملكون سكنا بسبب ارتفاع الإيجارات، وارتفاع تكلفة صيانة السيارات بشكل دوري ترهق ميزانية السائقين حتى وصل الأمر إلى ما هو عليه · المعلم·· وسيارة التاكسي! يقول راشد سالم الذي يتوجه يوميا إلى مدرسته بسيارات التاكسي إنه يخجل حينما يدخل إلى صفه مع تلاميذه وتنبعث منه رائحة التاكسي الذي أوصله إلى المدرسة، وكل يوم يطلب منه أحد المعلمين بأن يستحم جيدا قبل قدومه إلى المدرسة ولكنه لا يستطيع إخباره بأن تلك هي رائحة التاكسي الذي أوصله ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©