السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجزيرة.. تاريخ حافل

24 أغسطس 2014 00:40
(لم تكن يوماً هذه الجزيرة العربية، صحراء جرداء صماء، ومن دون جوانب إبداعية رائعة) أبدأ بهذا المدخل الرائع من مقال كتبه بجريدة (الاتحاد) بتاريخ 25 يونيو 2014 الأخ الكاتب إبراهيم مبارك. نعم، هكذا هي جزيرتنا العربية، فمنذ فجر التاريخ لم تكن مجرد صحراء قاحلة، بل ظلت غنية بعطائها وثرواتها الطبيعية، فمن الصحراء الشاسعة، والجبال الشاهقة، والسهول وواحات النخيل المتناثرة هنا وهناك، وقبل ذلك إنسان الجزيرة الذي أبدع في عطائه، من خلال تعايشه بشكل إيجابي مع ظروف تنوع بيئته الطبيعية. أرض الجزيرة كل هذه العوامل وغيرها شكلت منظومة حياة متكاملة عاش معها إنسان الجزيرة العربية متفاعلاً بإيجابية مع أدق تفاصيل الحياة في مختلف ظروفها الطبيعية. والجزيرة وأبناؤها الذين عاشوا على أرضها، وتأقلموا مع مظاهرها الطبيعية، على مر القرون والأزمان، هي تاريخ حافل بالعطاء المتجدد، والذي هو حقيقة لا ينبض معينه، ونرى ذلك ونجده من خلال عوامل متعددة كالآثار التاريخية، المتمثلة في القلاع والحصون التي تمتد على مختلف بقاع الجزيرة العربية، وأنواع الفنون، المتمثلة في الغناء التقليدي بشقيّه البدوي والبحري، إلى جانب التاريخ الثقافي والحضاري المعرفي، المتمثل في جميع العلوم والآداب والمعارف الإنسانية، من شعر ونثر متعدد الجوانب والاتجاهات. نحن كأبناء لهذه الجزيرة المعطاء، نظل مقصرين في إظهار هذا العطاء بصورته الحقيقية. والمسؤولية في توضيح هذه الصورة، هي مسؤولية جماعية، وبمعنى أدق، نحتاج إلى تضافر الجهود على المستويات كافة. نؤمن بأن علينا أداء رسالة في توصيل هذه الصورة بشكل حضاري، للعالم الخارجي، فهذا العالم ما زال للأسف يجهل الكثير عن جزيرتنا العربية، وعنا كمجتمعات عربية، التي لها من الخصوصية الدينية والثقافية المتنوعة. ولهذا، فإن توصيل هذه الرسالة، ليس بالأمر السهل، وهي أمانة في أعناقنا، يجب أن يكون توصيلها على عدة مستويات، وأهمها المستوى الإعلامي، لأن لوسائل الإعلام المختلفة، المقروءة والمرئية والمسموعة. إلى جانب ظهور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، التي لها دور كبير ومباشر في توصيل هذه الرسالة بمضمونها الحضاري. فالدور الحضاري لجزيرتنا العربية، الذي نعتز به، هو بأمس الحاجة لإظهاره للعالم كافة، لأن ما كُتِبَ عن الجزيرة العربية من قبل الكثير من الكُـتّاب، وخاصة الرحالة الغربيون، يحتاج إلى مراجعات دقيقة، لأن ما كتبه أولئك من المصنفات التي أرخت عن مظاهر الحياة وتقاليدها في الجزيرة، قد لا يتفق مع الواقع الحضاري لتاريخ جزيرتنا العربية. أرض الجزيرة، غنية بمواردها وثرواتها الطبيعية، فهذه الموارد هي بمثابة كنوز يتوجب على أبنائها أن يبحثوا عن عنها ويكـتشفوها، لنعطي للعالم الصورة الحقيقية الناصعة عن الجزيرة العربية وإنسانها المبدع دائماً في المجالات كافة. إذاً، هي رسالة، فهل يعي العقلاء هذه الرسالة، في صورتها الجميلة؟! همسة قصيرة: أرضنا أرض العطاء والإبداع المستمر. صالح بن سالم اليعربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©