الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثابت بن قيس من نجباء الصحابة وشهد أُحداً وبيعة الرضوان

4 أغسطس 2013 21:05
القاهرة (الاتحاد) - ثابت بن قيس بن شماس الخزرجي الأنصاري خطيب النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد كتاب الوحي نجباء الصحابة، شهد أحداً وبيعة الرضوان وما بعدها، وكان خطيب الأنصار، جهير الصوت بليغاً. خطب ثابت أثناء مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فقال نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا فما لنا؟، قال صلى الله عليه وسلم: «الجنة»، قالوا رضينا، وقد آخى النبي بينه وبين عمار. دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ثابت وهو عليل، فقال: «اذهب الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس»، وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: «نعم الرجال ثابت بن قيس بن شماس». جهور الصوت وقال الطبراني عن عطاء الخراساني قال قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس بن شماس، فأرشدوني إلى ابنته، فسألتها فقالت سمعت أبي يقول لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يحب كل مختال فخور)، «لقمان: الآية 18» اشتدت على ثابت وغلق عليه بابه، وطفق يبكي فأخبر رسول الله فسأله فأخبره بما كبر عليه منها، وقال أنا رجل أحب الجمال، وأنا أسود قومي، فقال النبي: «إنك لست منهم، بل تعيش بخير وتموت بخير ويدخلك الله الجنة»، فلما أنزل على رسول الله (ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض)، «الحجرات: الآية 2» فعل مثل ذلك فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فأخبره بما كبر عليه منها، وأنه جهير الصوت، وأنه يتخوف أن يكون ممن حبط عمله، فقال النبي: «إنك لست منهم بل تعيش حميداً وتقتل شهيداً ويدخلك الله الجنة». حسن الخلق وروي أن رجلاً من المسلمين مكث صائما ثلاثة أيام يمسي فلا يجد ما يفطر فيصبح صائماً حتى فطن له ثابت بن قيس رضي الله عنه فقال لأهله إني سأجيء الليلة بضيف لي، فإذا وضعتم طعامكم فليقم بعضكم إلى السراج كأنه يصلحه فيطفئه، ثم اضربوا بأيديكم إلى الطعام كأنكم تأكلون فلا تأكلوا حتى يشبع ضيفنا، فلما أمسى ذهب به فوضعوا طعامهم، فقامت امرأته إلى السراج كأنها تصلحه فأطفأته ثم جعلوا يضربون أيديهم في الطعام كأنهم يأكلون حتى شبع ضيفهم وإنما كان طعامهم ذلك هو قوتهم فلما أصبح ثابت غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا ثابت لقد عجب الله البارحة منكم ومن ضيفكم» فنزلت هذه الآية «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون». وقال الشوكاني في نيل الأوطار عن ابن عباس جاءت امرأة ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله فقالت يا رسول الله إني ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال صلى الله عليه وسلم: «أتردين عليه حديقته» قالت نعم، فقال: «اقبل الحديقة وطلقها تطليقة». الاستجابة لله قال الزهري قدم وفد بني تميم وافتخر خطيبهم بأمور فقال النبي صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس «قم فأجب خطيبهم»، فقام وحمد الله وأبلغ رسول الله بمقامه وكان ما قال ثابت والحمد لله الذي السماوات والأرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه، ولم يك شيء قط إلا من فضله، ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكاً واصطفى من خيرة خلقه رسولاً، أكرمه نسباً وأصدقه حديثاً، وأفضل حسباً، فأنزل عليه كتابه وأتمه على خلقه، فكان خيرة الله تعالى من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون من قومه ذوي رحمه أكرم الناس حسباً، وأحسن وخير الناس فعالاً، ثم كان أول الخلق إجابة واستجابة لله حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن أنصار الله ووزراء رسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً، وكان قتله علينا يسيراً. وجاء في سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي أن ثابت كان على الأنصار يوم اليمامة وقتل رضي الله عنه شهيداً سنة اثنتي عشرة، إذ لما استنفر أبو بكر المسلمين إلى أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب، سار ثابت فيمن سار، فلما لقوا مسيلمة وبني حنيفة تراجع المسلمون ثلاث مرات، فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا لنفسيهما حفرة فدخلا فيها فقاتلا حتى قتلاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©