عبد الحي محمد:
لاتزال مفاجآت سوق الخضار والفواكه في أبوظبي تتواصل لليوم الثالث على التوالي ·· فمن يصدق أن سعركيلو البقدونس ارتفع في السوق أمس بمعدلات غير مسبوقة بعد تصاعد مستمر بدأ منذ أول يوم في رمضان ليصل إلى 30درهما بدلا من ثلاثة دراهم بنسبة 1000% ليتفوق على سعركيلو لحم الخراف الهندية بستة دراهم، والبقر بثمانية دراهم ،ويزيد على سعر دجاجتين وزنهما ثلاثة كيلوجرامات؟!
غالبية القراء سيقولون إنها نكتة أو مزحة تروى في خيام ليالي رمضان ، ولكن للأسف لاهي نكتة ولا مزحة بل حقيقة ، فقد اتصلت أول أمس طبيبة لتخبرنا بأننا بكل تأكيد نسينا سعر البقدونس في تحقيق ''الاتحاد'' الذي نشرناه أول أمس عن ارتفاع أسعار الخضار والفواكه ، وعندما سألناها عن السعر قالت إنها اشترت الكيلو بثلاثين درهما!
ذهبت إلى سوق الميناء في أبو ظبي أمس وأنا غير مصدق ما قالته الطبيبة ،وتوجهت إلى طاولات الخضار لأرى أحد المشترين يقذف بائع الطاولة رقم 37 بحزمة زعتر ويقول له ''حرام عليكم ·· تبيعوا حزمة الزعتر باثني عشر درهما بعد أن كان سعرها درهمين فقط''
وبفضولي الصحفي تابعت الحوار بينهما وشاهدت المشتري يفاصل في سعر حزمة الزعتر، لكن البائع أصر على البيع بالسعر الذي حدده ،وعندما رأى مصور ''الاتحاد'' يلتقط صورة له ظن أننا من إدارة مراقبة الأسواق فقال له سعر البقدونس 9 دراهم فانفعل المشتري وقال له'' لما رأيت المسؤولين خفضت السعر ''
وتدخل في الحوار البائع حميد براميل وقال: ليس لنا ذنب ، فالتاجر الرئيسي رفع سعر صندوق البقدونس الذي يزن 2كيلوجرام من أربعة دراهم إلى 44درهما، واشترينا بهذا السعر، ولدينا فاتورة بذلك أي أن سعر الكيلو 22درهما، وقد كنا سابقا نشتري الكيلو بسعر درهمين ونبيعه بثلاثة دراهم، أما الآن نشتريه بسعر 22درهما ونبيعه بثلاثين درهما ،ونحن معذورون لأن إيجارات طاولات السوق مرتفعة، ولابد أن يكون لنا هامش ربح معقول·
ورد صدقي الخطيب قائلا:هذا ظلم وحرام، ولو أن هناك جهات تراقبكم لاقتصت منكم ومن التجار الكبار''·
حاولت تهدئة روع صدقي الخطيب إلا أنه بادرني بصوت منفعل '' من يصدق هذا الذي يحدث في السوق ؟! لقد اشتريت نصف كيلو البقدونس بسعر الكيلو ثلاثين درهما وكيلو الخس بتسعة دراهم وحزمة جرجير لايزيد وزنها عن ربع كيلو بدرهمين بعد أن كان سعر الكيلو منها بدرهمين أي أن سعرها زاد ثلاثة أضعاف''·
مضى صدقي الخطيب قائلا: أين وزارة الاقتصاد؟ وأين البلدية ؟ وأين ما نسمعه عن لجان تنسيقية لضبط الأسعار، وماجدوى التصريحات التي لا يأبه بها الباعة والتجار،وأؤكد لك أنني منذ أكثر من ساعة وأنا أتجول في السوق لعلي أحصل على بقدونس وزعتر وجرجير بسعر مخفض لكن كل الباعة متفقون على السعر الجديد،وحاولت أن أفاصل معهم جميعا إلا أنهم يصرون على السعر الذي حددوه وأنا آسف لأنني انفعلت على البائع الأخير لأنه ''نرفزني'' وأدعو الله أن يتقبل صيامي وأن يسامحني على ما بدر مني لكنني معذور!
نفس الغضب الذي رأيته على وجه ولسان المشتري صدقي الخطيب وجدته على وجوه مشترين كثر وأصبح من المعتاد أن ترى مشاجرات كلامية بين المشترين والباعة داخل السوق لكن الخاسر في النهاية بكل تأكيد هو المشتري!
أثناء خروجنا من السوق قابلنا المواطن عبد السلام إبراهيم فقال أنصح أي مواطن أو مقيم أن يبتعد هذه الأيام عن سوق الميناء لأن أسعاره نار وأنصح المغامرين بالذهاب أن لايفاصلوا في الشراء كثيرا لأن أي مشتر يفاصل لن يستطيع تخفيض السعر فلسا واحدا حتى لو مات أمام البائعين وما علينا إلا أن نترحم على أيام زمان يوم كان البقدونس بدرهمين وثلاثة دراهم!
عدد اليوم
