الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شعيب.. راعي الغنم وعدو الغش والتطفيف

4 أغسطس 2013 21:07
أحمد مراد (القاهرة) - نبي الله شعيب عليه السلام من الأنبياء الذين ذكرهم القرآن الكريم وأشاد بهم، وكان صاحب رسالة، ونادى بالإصلاح في مجتمعه آنذاك كما قال تعالى على لسانه (إِنْ أُرِيدُ إِلّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)، «هود: الآية 88»، وكان رسول الله محمد صلى الله عليه إذا ذكر عنده شعيب قال: «ذلك خطيب الأنبياء يوم القيامة». وبذل نبي الله شعيب جهده من أجل إخراج قومه أهل مدين من الجهل وعبادة الأصنام، وكذلك نهاهم عن بعض المفاسد الأخلاقية والاجتماعية التي كانت تسود مجتمعه آنذاك، ودعا إلى عبادة الله سبحانه وتعالى، حتى كبرت سنه، ودق عظمه، ثم غاب عنهم ما شاء الله، ثم عاد إليهم شاباً، فدعاهم إلى الله تعالى فقالوا له: ما صدقناك شيخاً فكيف نصدقك شاباً؟. الدعوة ولم يكن عمل نبي الله شعيب مقصوراً على الدعوة إلى عبادة الله تعالى وإصلاح مجتمعه من المفاسد الأخلاقية والاجتماعية، وإنما كان عليه السلام إلى جانب ذلك يمارس حرفة رعي الأغنام، ومن هذه الحرفة كان ينفق على نفسه وعلى أسرته، فكان يربي الغنم ويرعاها حتى كبر في السن، وعندما كبر بالسن تولت ابنتاه العناية بأغنام أبيهما رعياً وسقاية، حيث لم يكن لهما أخ ذكر يقوم بالعمل من أجل كسب الرزق، وأبوهما شيخ كبير لا يقوى على العمل، ولم تكن الظروف مواتية لاستئجار رجل يقوم به، فأدت الحاجة إلى أن تقوم البنتان بعمل الرعي والسقاية. وذكر القرآن الكريم أن نبي الله موسى عندما فر هارباً من قومه وذهب إلى مدين، تولى مهمة رعي غنم شعيب لمدة عشر سنوات، وتزوج إحدى ابنتي شعيب عليه السلام، وكانت أسرتا النبيين - موسى وشعيب - عليهما السلام تعتمدان على رعي الغنم في توفير نفقاتهما وسد حاجاتهما من المأكل والمشرب والملبس. المكيال وحارب نبي الله شعيب عليه السلام آفة التطفيف والغش التي كانت منتشرة في قومه، وعن سعد الإسكاف عن علي بن الحسين قال: إن أول من عمل المكيال والميزان هو نبي الله شعيب عليه السلام، فقد عمله بيده»، وجاء في البحار للعلامة المجلسي: «... فبعث الله شعيباً إلى أهل مدين ولم يكونوا فصيلة شعيب ولا قبيلته التي كان منها، ولكنهم كانوا أمة من الأمم بعث إليهم شعيب، وكان عليهم ملك جبار، ولا يطيقه أحد من ملوك عصره، وكانوا ينقصون المكيال والميزان، ويبخسون الناس أشياءهم مع كفرهم بالله، وتكذيبهم لنبيه وعتوهم، وكانوا يستوفون إذا اكتالوا لأنفسهم أو وزنوا، فكانوا في سعة من العيش، فأمرهم الملك باحتكار الطعام وإنقاص مكايلهم وموازينهم، ووعظهم شعيب فأرسل إليه الملك وسأله: ما تقول فيما صنعت؟ أراض أنت أم ساخط ؟ فقال شعيب: أوحى الله تعالى إليَّ أن الملك إذا صنع مثل ما صنعت يقال له: ملك فاجر، فكذبه الملك وأخرجه وقومه من مدينته، فسلط الله عليهم الحر والغيم حتى أنضجهم الله، فلبثوا فيه تسعة أيام، وصار ماؤهم جميعا لا يستطيعون شربه، فانطلقوا إلى غيضة لهم فرفع الله لهم سحابة سوداء فاجتمعوا في ظلها، فأرسل الله عليهم ناراً منها فأحرقتهم فلم ينج منهم أحد، وذلك لقوله تعالى: (فأخذهم عذاب يوم الظلة). الخوف من النار ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بكى شعيب عليه السلام «من حب الله عز وجل حتى عمي، فرد الله عز وجل عليه بصره، ثم بكى حتى عمى فرد الله عليه بصره، ثم بكى حتى عمى فرد الله عليه بصره، فلما كانت الرابعة أوحى الله إليه: يا شعيب، إلى متى يكون هذا أبداً منك، إن يكن هذا خوفاً من النار فقد أجرتك، وإن يكن شوقاً إلى الجنة فقد أبحتك، قال: إلهي وسيدي أنت تعلم أني ما بكيت خوفاً من نارك ولا شوقاً إلى جنتك، ولكن عقد حبك على قلبي فلست أصبر أو أراك، فأوحى الله جل جلاله إليه: أما إذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمي موسى بن عمران.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©