الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معركة سومنات.. قادها ابن سبكتكين لفتح بلاد الهند بعد مواجهة حاسمة

معركة سومنات.. قادها ابن سبكتكين لفتح بلاد الهند بعد مواجهة حاسمة
4 أغسطس 2013 21:07
في السادس عشر من ذي القعدة سنة 416 هجرية نجح جيش المسلمين بقيادة السلطان محمود بن سبكتكين في فتح بلاد الهند بعد معركة عنيفة عُرفت باسم «سومنات». وكانت بلاد الهند قديمًا قبل التقسيم الحالي تشمل بجانب الهند كلا من باكستان، وأفغانستان، وبورما، وكانت منقسمة إلى بلاد الهند وبلاد السند، ودخل الإسلام إلى بلاد السند في سنة 15 هجرية في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن طريق الحملات الاستكشافية التي قادها الحكم بن العاص الذي وصل إلى ساحل الهند. أحمد مراد (القاهرة) - في بداية عهد الدولة الأموية، وبالتحديد عندما تولى زياد بن أبيه العراق وما بعدها، قرر أن يجعل سواحل الهند ولاية منفصلة سميت بالثغر، وكان أول من تولاها راشد بن عمرو ومن يومها بدأت الحملات الجهادية القوية للفتح الإسلامي للهند. وعندما تولى محمد بن القاسم الثقفي قيادة الحملات الجهادية بناحية السند، حقق انتصارات هائلة بالقضاء على ملك السند داهر البرهمي وفتح معظم بلاد السند وضمها للدولة الإسلامية، وكان ذلك سنة 89 هجرية، وبعدها راح الثقفي ضحية لمؤامرة قامت بها صيتا ابنة داهر، حيث ادعت وافترت عليه كذبا أنه اغتصبها، فسجن ومات في سجنه، وبموته توقفت حركة الفتح الإسلامي للهند، وبعد ذلك انتفض ملوك الهند والسند وعادوا إلى عروشهم. الإسلام والطاعة وفي خلافة عمر بن عبد العزيز كتب إلى ملوك السند يدعوهم إلى الإسلام والطاعة على أن يظل كل ملك منهم مكانه، وله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، فأجابوه، وأسلم أهل السند وملوكها وتسموا بأسماء العرب، وقد اضطرب أمر السند في أواخر أيام بنى أمية، ولكنها عادت إلى الطاعة والانتظام في أيام أبى جعفر المنصور وفي أيامه افتتحت كشمير ودخلت في دولة الإسلام، وظلت بلاد الهند الغربية بعيدة عن الإسلام حتى ظهرت عدة دول محلية موالية للخلافة العباسية، ولكنها مستقلة إدارياً وسياسياً ومالياً، ومن أعظم تلك الدول المحلية التي ساعدت على نشر الإسلام دولة الغزنويين- أفغانستان حالياً- وقائدها «سبكتكين»، والذي تفرغ لمحاربة ملوك الهند وأكبرهم الملك جيبال الذي قاد ملوك وأمراء الشمال الهندي، واصطدم مع المسلمين بقيادة سبكتكين سنة 369 هجرية، وكان النصر حليفاً للمسلمين. فتوحات كبيرة وفي سنة 388 هـ توفي سبكتكين وخلفه ابنه محمود، وقد اتبع سياسة جهادية في غاية الحكمة تقوم أساساً على تقوية وتثبيت الجبهة الداخلية عسكرياً وسياسياً وعقائدياً، وأعلن خضوع دولته وتبعيتها للخلافة العباسية ببغداد وخطب للخليفة العباسي القادر بالله. وبدأ السلطان محمود فتوحاته الكبيرة ببلاد الهند بحملة كبيرة على شمال الهند سنة 392 هجرية، حيث انتصر على ملك الهند جيبال الذي وقع في الأسر، كما غزا السلطان محمود بعد ذلك أقاليم ويهنده، والملثان، وبهاتندة، ثم حارب أناندابال، وانتصر عليه، وأزال حكمه من شمال الهند، وتصدى لمحاولة أمراء الشمال استعادة ما أخذ المسلمون، وانتصر عليهم في معركة هائلة سنة 398 هجرية، وفتح أحصن قلاع الهند وهي قلعة بيهيمنكر على جبال الهملايا، وفي سنة 408 هجرية فتح إقليم كشمير، ثم عبر بجيوشه نهر الكنج أو الجانح وهدم نحو عشرة آلاف معبد هندوسي. ادعاء الباطل واستمر السلطان محمود بن سبكتكين في حملاته وفتوحاته لبلاد الهند وكان كلما فتح بلداً أو هدم صنماً أو حطم معبداً قال الهنود: إن هذه الأصنام والبلاد قد سخط عليها الإله سومنات ولو أنه راض عنها لأهلك من قصدها بسوء، ولم يعر السلطان الأمر اهتمامه حتى كثرت القالة، وأصبحت يقيناً عند الهنود، وعزم السلطان محمود على غزوه وتحطيمه وفتح معبده ظناً منه أن الهنود إذا فقدوه ورأوا كذب ادعائهم الباطل دخلوا في الإسلام، وخرج بجيوشه في 10 شعبان سنة 416 هجرية، واخترق صحارى، واصطدم بالعديد من الجيوش الهندية وهو في طريقه إلى سومنات. وبلغ السلطان محمود بجيوشه مدينة دبولواره على بعد مرحلتين من سومنات، وقد ثبت أهلها لقتال المسلمين ظناً منهم أن إلههم سومنات يمنعهم ويدفع عنهم، فاستولى عليها المسلمون، وحطموها تماماً، وقتلوا جيشها بأكمله، وساروا حتى وصلوا إلى سومنات يوم الخميس 15 ذي القعدة سنة 416 هجرية. جيش المسلمين وفي اليوم التالي وعند وقت الزوال زحف جيش المسلمين وقاتلوا الهنود بمنتهى الضراوة، ونصب المسلمون السلالم على أسوار المدينة وصعدوا عليها وأعلنوا كلمة التوحيد والتكبير وانحدروا كالسيل الجارف داخل المدينة. وحينئذ اشتد القتال جـداً وتقـدم جماعة من الهنود إلى سومنات وعفروا وجوههم وسألوه النصر، ثـم خرجـوا للقـتال فقتلوا جميعاً وهكذا فريق تلو الآخر يدخل ثم يقتل، وقاتل الهنود على باب معبد الصنم أشد ما يكون القتال، حتى راح منهم خمسون ألف قتيل. ولما شعروا أنهم سيفنون ركبت البقية منهم مراكب في النهر وحاولوا الهرب، فأدركهم المسلمون فما نجا منهم أحد، وأمر السلطان محمود بهدم الصنم سومنات وأخذ أحجاره وجعلها عتبة لجامع غزنة الكبير شكراً لله عز وجل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©