الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

متسولون يحولون رمضان إلى موسم لاستدرار العواطف وزيادة أرصدتهم المصرفية

متسولون يحولون رمضان إلى موسم لاستدرار العواطف وزيادة أرصدتهم المصرفية
7 أغسطس 2011 00:53
تدخل باب المستشفى راسمة ملامح الحزن والاستكانة على وجهها. تجول بعينيها في الجالسين بتمعن وتقتنص أحدهم. تقترب منه، وتلقي عليه تحية الإسلام بصوت ملؤه الحاجة، ثم تباشر بالشكوى قبل أن تعرض أوراقاً بيضاء بأختام رسمية باهتة، تتخلل ذلك كله دعوات إلى الله بحفظ المال والعيال، وصولاً إلى أن يمد الجالس يده إلى جيبه ويخرج من “مال الله” ليعطيها ما تجود به نفسه، متقرباً إلى الله عز وجل في أيام الشهر الفضيل. ويتكرر هذا المشهد في كل الإمارات على مدار العام، لكن التسول يتحول إلى ظاهرة في شهر رمضان المبارك، حيث يستغل المتسولون توق الصائمين للأجر وحبهم لفعل الخير لاستدرار عواطفهم وتسييلها مبالغ مالية تصب في أرصدة مصرفية أثبتت تحقيقات الشرطة أن بعضها يصل إلى الملايين. وعلى الرغم من الحملات المكثفة التي تشنها الشرطة في كل الإمارات مع اقتراب الشهر الفضيل، فضلاً عن التحذير من المتسولين في المساجد ووسائل الإعلام والندوات وغيرها، إلا أن هذه الظاهرة لا تزال موجودة ونشطة، حيث تظهر أرقام الشرطة في دبي على سبيل المثال أنه تم القبض على 40 متسولاً خلال أسبوعين تقريباً. تحذيرات في أبوظبي وتنظم العمليات الشرطية بشرطة أبوظبي خلال هذه الايام من الشهر الكريم أنشطة توعية بالاستعانة بأحدث الوسائل العصرية المواكبة للحدث، وتركز على تعريف أفراد الجمهور بمخاطر ظاهرة التسول وسلبياتها والتحذير من استغلال المتسولين للمصلين والأهالي واستعطافهم وحثهم على الإبلاغ الفوري عن أي متسول أو بائع جائل عبر الاتصال المباشر بهاتف الطوارئ 999. كما كثفت مديرية شرطة المنطقة الغربية دورياتها الشرطية لمكافحة ظاهرة التسول التي تنشط في شهر رمضان المبارك، كما أن المديرية جاهزة للتصدي للمتسولين وحماية المجتمع. وكان العميد حمد سعيد بن تريس الظاهري مدير مديرية شرطة المنطقة الغربية أكد أهمية تعاون أفراد المجتمع مع أهداف وجهود حملة إدارة الإعلام الأمني في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والتي تسعى إلى رفع الوعي بمخاطر التعامل مع المتسولين وسبل مواجهتها. وحث الظاهري الأفراد في المنطقة الغربية على ضرورة التعاون مع الشرطة بالإبلاغ عن وجود أي حالات للتسول مهما اتخذته من أغطية وذرائع، مضيفاً أن وجود المتسولين يزعج الأفراد عند المساجد ومناطق سكناهم وهو أمر “مزعج وكريه”، وفق تعبيره. وقال: “إن إطلاق هذه الدوريات يأتي تجسيداً للرؤية الاستراتيجية لشرطة أبوظبي بتعزيز الأمن والأمان والحفاظ على السلامة العامة، ومنها مكافحة ظاهرة التسول وتوعية الجمهور بالمخاطر المترتبة عليها، لا سيما أن المتسولين يستغلون تعاطف المجتمع وإقدامه على عمل الخير لتحقيق مآربهم غير المشروعة”. كما أكد العميد حمد عجلان العميمي مدير مديرية شرطة العين أن المديرية أكملت استعداداتها لمكافحة ظاهرة التسول، لافتاً إلى أن المتسولين يستغلون تعاطف المجتمع وإقدامه على عمل الخير. وقال إن عدد المتسولين الذين تم ضبطهم في العين في شهر رمضان الماضي بلغ 36 متسولاً، وتم ضبط 18 منهم بواسطة فرق المباحث والتحريات التابعة لمركز شرطة المدينة، و8 بواسطة مركز الجيمي و3 في منطقة المقام و2 في الهير و2 في الصناعية ومتسول واحد في كل من مزيد والصناعية وزاخر، مشيراً إلى أن إجمالي عدد المتسولين المضبوطين في العام 2010 بلغ 57 متسولاً، مقابل 14 متسولاً في النصف الأول من العام الحالي. وأكد العميمي أن بعض المتسولين يستغلون تعاطف أفراد الجمهور معهم في شهر رمضان ويدخلون إلى البيوت وقد يرتكبون جرائم السرقات تحت غطاء التسول. وأوضح أن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى عدة جنسيات عربية وآسيوية ويستخدمون أساليب متنوعة في التسول حيث لجأ بعضهم إلى تغيير معالم أجسادهم بما يوحي للآخرين أنهم بحالة ضعف ومرض لإثارة عطف أفراد المجتمع والحصول على ما تجود به أنفسهم. وأضاف أن بعضهم كان يحمل تقارير طبية تفيد بإصابتهم بأمراض، والبعض الآخر يحملون أوراقاً تشير إلى حاجتهم إلى المساعدة، وتم ضبط آخرين وهم يمارسون التسول ويطلبون المساعدة مقابل مطبوعات وأدعية وعطور وغيرها ويستخدمونها كغطاء لتحقيق أهدافهم. ودعا العميمي أفراد المجتمع كافة إلى دفع ما تجود به أنفسهم إلى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والجمعيات الخيرية التي لديها برامج شاملة عبر قنواتها الشرعية الموثوقة لمساعدة المحتاجين داخل الدولة وخارجها بما يكفل لهم الحياة الكريمة. حزم في دبي دأبت شرطة دبي طيلة السنوات الماضية على مكافحة ظاهرة التسول بحزم لافت، فيما تقوم بنشر عناصرها المتخصصة في كل أرجاء الإمارة، فضلاً عن تسيرها فرقاً ميدانية ودوريات من جميع مراكز الشرطة والإدارات الفرعية لتغطية كل مناطق إمارة دبي، بهدف ضبط المتسولين والقضاء على هذه الظاهرة الدخيلة. وأكد اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي بالإنابة أن 92% من المتسولين الذين تم إلقاء القبض عليهم وهم يجوبون شوارع دبي هم من خارج الدولة. وأوضح اللواء المزينة أنهم يقدمون إلى الدولة بتأشيرات سياحية لاستغلال المناسبات الدينية وكرم أهل الإمارات والمقيمين لجمع الأموال. وأشاد اللواء المزينة بجهود حملة مكافحة التسول التي أطلقتها شرطة دبي في الخامس عشر من يوليو الجاري، بالتعاون مع النيابة العامة في دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، وبلدية دبي. ولفت اللواء المزينة إلى أن التصدي لظاهرة التسول يعد مسؤولية جماعية، داعياً أفراد الجمهور إلى المسارعة بالإبلاغ عن أي متسول على الرقم المجاني 8004438 الذي خصصته شرطة دبي لهذا الغرض. وأكد أن كثيراً من المتسولين اتخذوا هذه المهنة حرفة، وليس لحاجة حقيقية لاعتقادهم أنها تدر عليهم أرباحاً خيالية لا يمكن تحقيقها في أية مهنة أخرى. وشدد على أن المتعاطفين مع المتسولين يخالفون الشريعة الإسلامية في جوانب شرعية وأمنية وأخلاقية، ويسهمون في تشويه صورة شهر رمضان الفضيل بالموافقة على ربطه في الأذهان بهذه السلوكيات الخاطئة، وكأنه شهر التسول، بدلاً من أن يكون شهر الرحمة والصدقات التي أمر الشرع بمنحها لمستحقيها الحقيقيين. استغلال الأطفال من جانبه، حث العميد خليل ابراهيم المنصوري مدير الادارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية أفراد المجتمع على عدم التعاون مع المتسولين عموماً والأطفال بصفة خاصة. ودعا الجميع إلى عدم التعاطف مع المتسولين بل الإبلاغ عنهم، كونهم يأخذون أموال الآخرين بغير وجه حق، وأشار إلى وجود مؤسسات خيرية يمكن اللجوء إليها. وأكد المنصوري أن المزيد من التعاون مع الأطفال المتسولين يعني المزيد من استغلال طفولتهم من قبل أشخاص ضعاف النفوس، للتأثير في أفراد الجمهور. وقال إن استخدام الأطفال في عملية التسول من شأنه أن يشجع أطفالاً آخرين لمحاكاتهم ما يجعل أسرهم عرضة للإحراج والمساءلة القانونية، موضحاً أن كثيراً من الأطفال الذين يتم استغلالهم في عملية التسول لا توجد بينهم وبين المتسول أي صلة وأنهم استخدموهم لخداع الناس، ضارباً المثل بضبط شخص من الجنسية الآسيوية يقوم باستغلال الأطفال حيث يقوم بتوزيعهم في الأماكن المكتظة وعلى التقاطعات والأسواق ثم يقوم بتجميعهم في فترة الظهيرة ليقدم لهم وجبة الغداء ليستخدمهم في عملية التسول في الفترة المسائية. وبين العميد المنصوري أن شرطة دبي تنسق في سياق مكافحتها لظاهرة التسول واجتثاثها من جذورها مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، لوضع آلية تمنع عودة المتسولين الوافدين الذين يتم ضبطهم في دبي، من خلال أخذ بصمة العين وإبعادهم بعد قضاء العقوبة المقررة حسب الأمر المحلي الذي صدر بحقهم، مشيراً إلى أنه سيتم في حال ضبط أحدهم مجدداً إحالته إلى النيابة العامة بتهم جنائية أخرى غير التسول، منها تزوير بياناته في دولته حتى يستطيع العودة مجدداً بهوية مزيفة، لافتاً إلى أن القانون يعاقب المتسول بالحبس والغرامة وبعدها يتم إبعاده. وقال إن شرطة دبي تكافح التسول على مدار العام إلا أنها ومع اقتراب الشهر الفضيل تتعاون مع العديد من الدوائر الحكومية بإطلاق حملة تتركز فيها جهود كل المشاركين بالحملة للقضاء على هذه الظاهرة الدخيلة. وأكد العقيد جمال الجلاف نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون الإدارة والرقابة أن غالبية الأشخاص الذين تم ضبطهم لا يمتون بأي صلة للدولة، وقال إنهم مجرد أناس حصلوا على تأشيرات زيارة للدولة لتنفيذ أغراضهم بالتسول خلال الشهر الفضيل مستغلين كرم أهل الإمارات والمقيمين فيها. متسولات منقبات وأشار إلى بعض الصعوبات التي تعتري عمل فرق المكافحة والتي تتمثل بوجود نساء منقبات بين المتسولين، ما يعرقل القيام بمهام فرق المكافحة القانونية تجاههن، وقال إن شرطة دبي سارعت لحل هذه المعضلة من خلال إشراك العنصر النسائي في حملات المكافحة للتعامل مع المتسولات. وقال إن شرطة دبي خصصت 60 دورية وغرفة عمليات لمواجهة المتسولين، مشيراً إلى وجود تنسيق مع دول هؤلاء المتسولين، لمعرفة بياناتهم واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم وبحق الجهات المسؤولة عنهم بالخارج، لافتاً إلى وجود عدد محدود من المتسولين من أبناء البلد. وأكد أن رجال إدارة التحريات جاهزون للانتشار في كل المناطق التي تكثر فيها عمليات التسول، إضافة إلى تزويد الإدارة بسيارات حديثة مخصصة لهذا الغرض يقدر عددها بـ60 سيارة، مبيناً أنه تم استحداث غرفة عمليات تتلقى اتصالات المواطنين على مدار الساعة، كما تتم مراقبة المتسولين، وإلقاء القبض عليهم وإبعادهم خارج البلاد. «وقاية» و«تجنب» بدورها، أكدت شرطة الشارقة أنها أطلقت حملة واسعة لمكافحة التسول في مختلف المواقع وأمام ساحات المساجد في مدينة الشارقة مع قدوم شهر رمضان الفضيل تحت شعار “تجنب”، يشارك فيها إدارات التحريات والمباحث الجنائية، الشرطة المجتمعية، الإقامة وشؤون الأجانب بالشارقة، الإعلام والعلاقات العامة وإدارة المرور والدوريات. وتأتي حملة “تجنب” ضمن مبادرة تطبيق برنامج “وقاية” لضبط الظواهر الإجرامية التي أطلقتها وزارة الداخلية، بهدف ضبط ومكافحة الظواهر السلبية في المجتمع. وذكرت الشرطة أن الحملة تهدف إلى ملاحقة وضبط المتسولين في جميع الأماكن التي يرتادونها والتدقيق على هوياتهم وإبعاد الأشخاص الذين قدموا إلى الدولة خصيصاً لممارسة التسول خلال شهر رمضان المبارك والمخالفين الذين يتخذون من التسول وسيلة للكسب وجنى الأموال من خلال استدرار عطف الجمهور واعتراض سبل المصلين أثناء خروجهم من المساجد وملاحقة ومضايقة المتسوقين ومرتادي الحدائق العامة إلى جانب المتسولين الذين يتعمدون طرق الأبواب. وطالبت الشرطة أفراد الجمهور بالتعاون معها بالإبلاغ عن حالات ظهور المتسولين والكشف عن الحيل والأساليب التي يتبعونها للحصول على الأموال سواء من خلال الجلوس أمام المساجد والحدائق العامة أو المراكز والمحال التجارية أو ملاحقة المارة في مواقف السيارات أو طرق أبواب المنازل والشقق السكنية أو القيام بعرض وبيع السلع الرخيصة والأقلام من خلال التجول بين المكاتب والمحال التجارية وغيرها من الحيل والأساليب التي يلجأ إليها المتسولون. وقامت الحملة بتوزيع مطويات توعوية باللغتين العربية والإنجليزية تناشد المواطنين والمقيمين بعدم الوقوع فريسة للمتسولين أو التعاطف معهم، موضحة بعض المشاهد التي يبدو عليها المتسولون والحيل التي يتبعونها لاستدرار عطف المارة والمخاطر التي تنطوي عليها ظاهرة التسول باعتبارها تشويهاً للوجه الحضاري للمجتمع ومدخلاً لارتكاب الجرائم والسلوكيات السلبية. كما اشتملت المطبوعات على أرقام الاتصال المحددة للإبلاغ عن حالات ظهور المتسولين، ومن بينها الرقم المجاني لخدمة نجيد 800151، الرقم المجاني لإدارة الإقامة وشؤون الأجانب 80080، الرقم المجاني لغرفة العمليات المركزية 999، إدارة التحريات والمباحث الجنائية 065623322. «ساعدهم للتحول.. لا للتسول» دعت القيادة العامة لشرطة عجمان إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من فئات المتسولين الذين يتزايدون خلال شهر رمضان، ونبهت إلى أنهم يتفننون في اختلاق مظاهر الفقر واتباع أي سبيل للخداع بهدف الحصول على الأموال. أكدت القيادة العامة لشرطة عجمان خلال إطلاقها حملتها السنوية لمكافحة التسول أن التسول أصبح مهنة يلجأ إليها كل من تكاسل عن العمل وتقاعس عن الطرق المشرعة لكسب المال، مشيرة إلى أنه تمت ملاحظة أن معظم فئات المتسولين هم من المقيمين في الدولة بصورة مخالفة أو ممن يدخلون الدولة بتأشيرات الزيارة. وكشفت القيادة العامة لشرطة عجمان أنها ضبطت خلال حملتها على المتسولين خلال رمضان الماضي 16 متسولاً من جنسيات مختلفة، بينهم 5 رجال و11 امرأة، وذلك خلال استخدامهم وسائل وحيلاً مختلفة للتسول في عدد من المناطق والمساجد. وأطلقت شرطة عجمان حملتها السنوية لمكافحة ظاهرة التسول تحت شعار “ساعدهم للتحول .. لا للتسول” والتي تأتي تزامناً مع شهر رمضان المبارك. وأوضح المقدم عبدالله سيف المطروشي مدير إدارة التحريات والبحث الجنائي أن ظاهرة التسول تبرز بشكل أكثر وضوحاً في هذه الفترة وتستمر على مدى أيام شهر رمضان، حيث ينشط المتسولون أثناء هذا الشهر لاستدرار العطف واستغلال من يقدمون الصدقات والزكاة مما يعني أن القضية تعتبر مسألة أمنية وعلى الجميع التعاون لمكافحتها. وأضاف المقدم المطروشي أن شرطة عجمان لم تتوان على مدى السنوات الماضية عن تنظيم حملات مكافحة التسول، وقد تم تنظيم حملة هذا العام، بهدف التكاتف مع جميع المواطنين والمقيمين والجهات المختلفة من المؤسسات في الإمارة، للحد من المتسولين الذين يعكسون صورة غير حضارية للمجتمع، مشيراً إلى أهمية هذه الحملة في مواجهة ازدياد أعداد المتسولين. وقال المقدم المطروشي إن الحملة تتضمن تكثيف التواجد الأمني والتثقيف التوعوي من خلال وضع برنامج للعمل يتضمن تكوين فريق تحر لرصد ومتابعة المتسولين وتشديد الرقابة في المواقع التي يستهدفها المتسولون مثل الأسواق التجارية والأحياء السكنية والمساجد ومواقع البنوك والمصارف، ولردع المتسولين تم تخصيص رقم هاتفي تم نشره والإعلان عنه عن طريق النشرات الموزعة والملصقات التي وضعت في مناطق التسول بهدف التواصل مع الشرطة في الإبلاغ عن كل متسول. وأشار إلى أن سبب تواجد المتسولين واستمرارهم هو منحهم المساعدة المالية، ومن المؤكد أن التوقف عن منحهم أعطيات سيؤدي إلى توقفهم عن هذا السلوك غير الحضاري، مؤكداً أفضلية توجيه هذه الأموال والصدقات والزكاة إلى المؤسسات والجمعيات والهيئات الخيرية المختصة بذلك، حيث تصل هناك التبرعات إلى مستحقيها والمحتاجين إليها عبر طرق منظمة. تكثيف الجهود في رأس الخيمة كثفت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في إمارة رأس الخيمة ومكتب أوقاف رأس الخيمة والقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة منذ اليوم الأول من شهر رمضان المبارك حملاتها التفتيشية ضد ظاهرة التسول والمتسولين في كل أنحاء الإمارة. وأكد مسؤولون بالإقامة أن هذه الظاهرة تزداد وتكثر في شهر رمضان المبارك، موضحين أن أحد أسبابها قيام عدد من الشركات ومكاتب السياحة بإصدار تأشيرات دخول لأفراد يدخلون الدولة بغرض التسول، ما يمثل خطراً على الأمن العام، مشيرين إلى أن استعداد وجاهزية القسم تامة منذ بداية الشهر لمكافحة ظاهرة التسول عبر توزيع مصادرها الخاصة ومفتشيها ودورياتها على مختلف المواقع والأماكن العامة في الإمارة وتجهيز غرف العمليات لاستقبال الاتصالات الواردة من الجمهور لإبداء أي ملاحظة أو الإبلاغ عن أي تصرفات أو سلوك قد يصدر من قبل هؤلاء الأشخاص. وأوضح القائمون في قسم التحقيقات بالإقامة أنهم يقومون بإصدار إحصائيات وأرقام دورية حول أعداد المتسولين الذين يتم ضبطهم خلال شهر رمضان المبارك وخلال الأيام العادية وإرسالها إلى الجهات المسؤولة التابعة لها في أبوظبي. بدورهم، أكد العاملون بهيئة الأوقاف العامة برأس الخيمة أن الهيئة متعاونة مع الجهات بالدولة لاجتثاث هذه الظاهرة، مشيرين إلى أن الدين الإسلامي دين عزة، ويرفض بالتالي مهنة التسول التي يمتهنها الكثير من الأشخاص، حيث افترض على الأغنياء الزكاة والصدقات، لرعاية الفقراء. وأكد علي راشد الخنبولي مدير مكتب الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف برأس الخيمة أنه من الملاحظ أن ظاهرة التسول شهدت انخفاضاً ملحوظاً أمام المساجد والجوامع الموزعة على مختلف مناطق الإمارة خلال العام الحالي. وقال إنه انطلاقاً من مكانة المسجد والعمل على الارتقاء برسالته السامية تعمل الهيئة على التنسيق مع الجهات المختصة لمكافحة ومنع ظاهرة التسول في المساجد. ووضعت القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة عدة إجراءات أمنية للقضاء على ظاهرة التسول التي تكثر خلال شهر رمضان، وذلك بتكثيف دورياتها الشرطية، خصوصاً في الأماكن التي تشهد تواجد البعض منهم، بجانب إعداد البرامج التوعوية التي تختص بتنبيه الناس من العواقب المترتبة عليها والتي تؤثر على الأمن والمجتمع. وقال العميد عبدالله خميس الحديدي مدير عام إدارة العمليات الشرطية في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة إنه تم تكثيف الجهود ووضع الخطط المتعلقة بتواجد الدوريات الشرطية الميدانية التي توزع على مختلف المناطق منها المساجد والأسواق العامة وكذلك المساكن الشعبية، للحد من ظاهرة التسول التي تنشط خلال شهر رمضان. وأشار الحديدي إلى أن المتسولين يتخذون عدة أشكال من الاحتيال، منها بيان الظروف الإنسانية والاجتماعية الزائفة من أجل كسب عطف الأشخاص ممن يميلون إلى فعل الخير بكثرة خلال هذا الشهر، الأمر الذي يسهم في تشويه سمعة ومكانة المجتمع الذي يحرص على تأمين الحياة الكريمة لكل المقيمين على أرضه، إضافة إلى انعكاسات أخرى اقتصادية وأمنية واجتماعية. واجب اجتماعي طالب مواطنون ومقيمون بضرورة مكافحة ظاهرة التسول اجتماعياً قبل أن تتحرك الجهات الأمنية حيث لابد من عدم التجاوب مع من يتسول، ما يغلق أمامهم باب هذه المهنة، بدلاً من تماديهم في التسول. وطالب آخرون بتفعيل الرقابة داخل المساجد ومراكز التسوق الكبرى وأروقة المستشفيات. وقال أحمد مسعد، مصمم جرافيك في أبوظبي، إن المشكلة تكمن في من يعطي الأموال والمساعدات ولابد من اتباع الطرق الصحيحة لدفع الصدقات ومنها عن طريق صندوق الزكاة أو من خلال الكوبونات التي تصدرها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف. وأضاف مسعد أن المتسول هو “نصاب” وينتقي ضحاياه بعناية حيث يكون قادراً على دفع مبلغ مالي جيد ويمكن خداعه ليس إلا أن الشخص المحسن هو إنسان طيب القلب ويظهر عليه من تصرفاته وشكله علاوة على قدرته المادية. وأشار إلى أن هناك نوعاً من المتسولين من النساء يقمن بالمرور على البيوت مما يضع رب البيت في حرج أو يضع ربة المنزل في موقف صعب، حيث تقوم متسولة بمحاولة خداع السيدات من ربات البيوت ولابد أن تستخدم المتسولة أساليب النصب الاحتيال ومنها التظاهر بالمرض والفقر والعوز. ويقول علاء عبد العزيز، مقيم بأبوظبي، إن الجهات الأمنية المتمثلة في شرطة أبوظبي تبذل قصارى جهدها لضبط المتسولين، ما أدى لانخفاض الأعداد بشكل ملحوظ خاصة في الأشهر الماضية. وأضاف أن الجمهور عليهم التعاون مع الشرطة للإبلاغ عن هذه الحالات من المتسولين ولابد من التعامل معهم بالأسلوب السليم وعدم الاستماع لهم والانصراف، حيث إن هناك العديد من الجنسيات العربية التي تتعاطف مع المتسولين وتعطي لهم النقود بدون تفكير. وقال عرفات حسين محمد، مدير خدمة عملاء في إحدى الشركات الخاصة، إن المتسول لا بد أن يسعى ويبحث عن عمل شريف، لأن التسول يؤذي العين ويؤثر على صورة الأمة الإسلامية. ودعا المجتمع إلى أن يقاطع المتسولين، حيث إنهم يضعون الإنسان في إحراج شديد إذا كان يسير مع أولاده أو زوجته، خصوصاً في هذه الأيام الفضيلة من الشهر الكريم، ولابد من توفير إعلانات توعية بعدم التعامل مع المتسولين وتركهم إلى الجهات المختصة. وقال محمد حمدي محمد، مشرف مشتريات بإحدى الشركات الخاصة بالعين، إن الشرطة تؤدي دوراً كبيراً في مكافحة ظاهرة التسول، إلا أن المجتمع عليه دور مهم أيضاً، وهو توجيه المساعدات إلى الجهات المعنية من الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر وصندوق الزكاة، حيث إن هذه المؤسسات مسؤولة عن دراسة حالات المحتاجين ومستحقي الزكاة والمساعدات وفق معايير صحيحة ويتم توزيع المساعدات بعدالة عليهم. وأكد عبد الله سعيد الطنيجي، تاجر من سكان الشارقة، أنه لاحظ قلة أعداد المتسولين في الشوارع العامة منذ بداية رمضان مقارنة بما كانوا عليه في السابق، حيث كانوا يمارسون التسول أمام المساجد ويتجمعون بأعداد كبيرة وخاصة بعد صلاة التراويح وفي الشوارع العامة يطلبون المساعدة من الجميع. وأضاف أن معظم من يتجولون للتسول يكونون من النساء وغالباً ما يحملن أطفال معهن لاستعطاف الأهالي، كما أن البعض منهم من الرجال كبار السن أو من يتعللون بالمرض وغالباً يحملون وصفات طبية لا يستطيع أحد التأكد من مدى صحتها. وقال: “أنا لا أجادل المتسولين في الأسباب التي تدفعهم لذلك، وغالباً ما أطلب منهم الذهاب للجمعيات المتخصصة كالهلال الأحمر والجمعيات الخيرية لمساعدتهم، وهو أمر يحترم آدميتهم بصورة أكبر بكثير من تلك التي يلجأون إليها في ممارسة أعمال التسول في الشوارع العامة”. من جانبه، أشار أحمد ثروت، يعمل محاسب في إحدى الشركات الخاصة بالشارقة، إلى أنه لاحظ أن بعض المتسولين يمارسون مهامهم خلال الأيام القليلة الماضية في أماكن مغلقة مثل مراكز التسوق الكبرى وكذلك المستشفيات ويطلبون من روادها مساعدتهم. وأفاد بأن المتسولين لهم حيلهم في استعطاف الناس لمساعدتهم من خلال سرد قصص إنسانية مؤلمة أو تعرضهم لمواقف محرجة دفعتهم لذلك كأن يكون غريباً وفقد أمواله أو معسراً تعرض لأزمة وغيرها، وهو ما يدفع الناس للتعاطف مع ظروفهم ومن ثم تقديم يد العون لهم. وقال: “سبق أن طلب مني أحد المتسولين، وكان رجلاً كبيراً في العمر، أن أساعده مادياً لكي يحصل على وجبة الإفطار، وعندما عرضت عليه أن يأتي للإفطار معي أو أن يذهب لأي مائدة إفطار ممن تتواجد في كل أرجاء الإمارة رفض قائلاً إنه يريد أموالاً فقط، وهو ما جعلني أرفض مساعدته”. مهنة التسول قال حازم البنا، مهندس في شركة خاصة بمنطقة الخان بالشارقة، إنه من خلال تجربته تأكد لديه أن بعض الأشخاص يمتهنون التسول ويستسهلونه للحصول على أموال، خصوصاً أنه يشاهد أشخاصاً بعينهم يترددون إلى أماكن بصورة مستمرة ويكثفون من أنشطتهم في المناسبات الدينية. وأضاف أنه يلاحظ التواجد الأمني من دوريات في الأماكن الحيوية التي يحاول المتسولون ممارسة أنشطتهم فيها، ويلاحظ أيضاً تخوف المتسولين من إلقاء القبض عليهم، ما يدفعهم إلى الهرب والتسول في أماكن أكثر أمناً بالنسبة لهم. وقال البنا إنه بات من الصعب على أي إنسان أن يفرق بين المحتاج الحقيقي والمتسول الذي يختلق قصصاً يهدف من ورائها استعطاف الآخرين لمساعدتهم، داعياً الجميع إلى أن يقصدوا الجهات المسؤولة عن المساعدات لتقديم صدقاتهم ومساعداتهم. موسم للاستعطاف ولفت عبد الله محمود الشيباني، يسكن في منطقة الرحمانية بالشارقة، إلى أن بعض الأشخاص يطرقون أبواب المنازل طالبين مساعدة، خصوصاً في شهر رمضان الذي يعتبرونه موسماً لاستعطاف الناس وجمع الأموال منهم. وأضاف أنه من الضروري جداً تشديد العقوبة على المتسولين، خصوصاً أنهم قد يقومون بعمل عاهة مزمنة في أجسادهم أو أجساد من يستخدمونهم في التسول من الأطفال، إضافة إلى أنهم يقومون أيضاً بارتكاب جريمة كبرى في استخدام ودفع الأطفال من هم دون سن الـ 18 للتسول سواء من خلال توجيههم أو أثناء حملهم معهم لاستعطاف أهل الخير. 46 ألف درهم حوالات خلال شهر الشارقة (الاتحاد) - ضبطت شرطة الشارقة العام الماضي شخصاً آسيوياً يشتبه في انضمامه لشبكة تضم 70 متسولاً آخر تم إدخالهم إلى الدولة عن طريق شخص يقيم بإمارة أخرى، جلبهم إلى الدولة بهدف استغلالهم في أعمال التسول، مقابل نسب من العائد، تتراوح بين 15% للقادمين حديثاً و20% لمن مضى على بقائهم فترة من الوقت، وأنه كان يقوم بتحويل أموال بصورة منتظمة لحسابات خاصة في بلاده، حيث ضبط عدد من الحوالات المالية بين 500 و2000 درهم للحوالة الواحدة بصورة شبه يومية خلال عدد من مراكز تحويل الأموال العاملة في الدولة وأنه قام بتحويل أكثر من 46 ألف درهم خلال شهر واحد فقط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©