الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

توسع الاستثمارات الإنشائية بالمنطقة يرفع الطلب على تقنيات الطاقة الشمسية

توسع الاستثمارات الإنشائية بالمنطقة يرفع الطلب على تقنيات الطاقة الشمسية
4 أغسطس 2013 21:14
أبوظبي (الاتحاد) - أكد خبراء متخصصون بقطاع الطاقة أن النهضة التي تشهدها المشاريع الإنشائية التجارية والسكنية في منطقة الخليج العربي ستوفر العديد من الفرص الواعدة لتعزيز النمو والابتكار ضمن قطاع الطاقة الشمسية، الأمر الذي سيكون محط تركيز فعاليات القمة العالمة السابعة لطاقة المستقبل في أبوظبي يناير المقبل. واستعرضت إدارة القيمة، في بيان صفحي أمس، أحدث التقارير التي تشير إلى تنفيذ مشاريع إنشائية تصل قيمتها إلى نحو 4,3 تريليون درهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات العشر المقبلة، الأمر الذي سيؤدي إلى تزايد الطلب على موارد الطاقة، علماً بأن هذا الطلب ينمو حالياً بمعدلات تتراوح بين 7 و8% سنوياً. وتبرز الطاقة الشمسية كإحدى أهم الموارد لمواجهة هذه التحديات بأسلوب مستدام. وكشفت الدراسات عن أن تركيب الحلول الكهروضوئية المدمجة ضمن المباني السكنية يمكن أن يوفر فائضاً في الطاقة الكهربائية يصل إلى 25 ألف كيلوواط ساعة سنوياً، بعد تلبية الطلب على الكهرباء، مما يؤدي إلى خفض قيمة فواتير الكهرباء المنزلية بنسبة تصل إلى 25%. في هذا السياق، قال عدنان شرفي رئيس “مجلس الإمارات للأبنية الخضراء”: يزداد الوعي بالحاجة إلى تطوير الأبنية الخضراء والبيئات المستدامة في دولة الإمارات بصورة متسارعة، حيث تبذل جهود حثيثة على مستوى سلاسل التوريد للترويج لمفاهيم المباني المستدامة. وأضاف “لا شك في أن استخدام الألواح الشمسية لإنتاج الطاقة اللازمة لتسخين المياه وأنظمة التدفئة والتبريد والتكييف وتوليد الطاقة الكهربائية، خطوة رئيسية نحو تعزيز استدامة المباني”. وقال “في ظل التوقعات التي تشير بزيادة نسبتها 71% في الطلب على موارد الطاقة الرئيسية بحلول عام 2019 في الدولة، وارتفاع إجمالي الإنفاق في القطاع إلى 926 مليون دولار، فإن اعتماد الطاقة الشمسية ضمن حلول توليد الطاقة المستخدمة في المباني سيكون منطلقاً مهماً نحو تحقيق المزيد من الإنجازات في هذا المجال”. ومن المعروف أن الأبراج المكتبية تتطلب تكاليف عالية للتشغيل، بسبب وجود الآلاف من ألواح النوافذ التي تمتص الحرارة وتزيد من تكاليف أنظمة التكييف. لكن منتجات مثل ألواح In’Flector لعزل النوافذ من “مجموعة السركال” التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، قادرة على خفض تكاليف الطاقة بنسبة تصل إلى 50%. وقال إيان كونستابل المدير التنفيذي لـIn’Flector: تعتبر ألواح In’Flector من أهم المنتجات الموجودة في السوق حالياً من حيث دورها في تعزيز استدامة المباني القائمة. وتابع: “تعدّ هذه الألواح منتجاً فريداً من نوعه بفضل شفافيتها، مما يمّيزها عن بقية أنواع الستائر شائعة الاستخدام والستائر العازلة والطبقات العازلة للنوافذ”. وكانت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” أول من طوّر هذه الألواح لمهماتها الفضائية، ومنذ ذلك الوقت تم تطبيقها واعتمادها كتقنية عزل للنوافذ، حيث إنها تعكس ما يصل إلى 92% من الأشعة فوق البنفسجية، و80% من الحرارة المشعة، و78% من اكتساب الحرارة الشمسية، فيما تسمح بنفاذ الضوء الطبيعي، وتخفض بصورة ملحوظة من تكاليف التكييف والإنارة، مقارنة بمبنى مزوّد بستائر وطبقات عازلة من الأرض إلى السقف. ويعمل مطورو العقارات السكنية في دول الخليج على استكشاف طرق جديدة يسخّرون من خلالها الطاقة النظيفة، كما يدرسون توظيف تقنيات مبتكرة في مشاريع الإنشاءات لديهم لدعم سياسات الاستدامة التي تلتزم بتحقيقها الحكومات في أرجاء المنطقة. من جانبه، قال أحمد المطروشي العضو المنتدب لشركة “إعمار العقارية”: يتجلى تركيز (إعمار) على تحقيق الكفاءة في استهلاك الطاقة من خلال تطويرها لبرج خليفة، أطول مبنى في العالم بأسره، والذي تم بناؤه بحيث يعزز من الإمكانات التي توفرها الطاقة الشمسية، حيث أنه يتم تلبية متطلبات ساكني البرج من المياه الساخنة عبر الطاقة الشمسية. وأضاف: “سنواصل نهجنا في استكشاف فرص جديدة للترويج للكفاءة في استهلاك الطاقة والمياه في مجمّعاتنا ومشاريعنا، ودعم خطط التنمية المستدامة في الإمارات العربية المتّحدة”. من جهته، قال فهد الكتبي الرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في “الدار العقارية”، أول مطوّر في أبوظبي تحمل مجمّعاته وفلله تصنيف اثنين ضمن برنامج التقييم بدرجات اللؤلؤ (استدامة): تحقق مجمّعاتنا المستدامة استهلاكاً أقل للطاقة بنسبة تقارب 20%، وقد تمكنا من الوصول إلى هذه النسبة من خلال اعتماد تغليف عازل للحرارة في المباني ذي جودة أفضل (في الجدران والنوافذ والأسقف)، واستخدام أنظمة أكثر كفاءة في التكييف بالهواء، والإضاءة العاملة بتقنية LED، وتطبيق أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية. ولا يسهم اعتماد هذه التدابير والإجراءات في ترشيد استهلاك الطاقة، فحسب بل ويساعد في بناء وإيجاد مجمّعات أفضل، تشكّل مكاناً صحياً أكثر لقاطنيها، بحسب الكتبي.ويشغل مجال الاستثمار والابتكار في الطاقة الشمسية حيزاً كبيراً من دورة هذا العام من القمة العالمية لطاقة المستقبل، مع مشاركة عدد من كبرى شركات القطاع في العالم، والتي استعرضت أحدث التقنيات التي توصلّت إليها. ومن هذه الشركات “فيرست سولار” و”صن تيك” و”كانيديان سولار” و”سولار وورلد” و”صن باور”. وكان لهذه المشاركات أن عززت من مكانة القمة كحدث فكري رائد على صعيد المنطقة والعالم في مجال الطاقة الشمسية. وستقام القمة العالمية السابعة لطاقة المستقبل في أبوظبي بين 20 و22 يناير 2014. وفي هذا السياق قال ناجي الحداد مدير القمة العالمية لطاقة المستقبل 2014 “في دورتها للعام المقبل، ستولي القمة العالمية لطاقة المستقبل تركيزاً أكبر على الاستخدامات المستقبلية للطاقة الشمسية في المباني، مع استعراض مفهومي المدينة البيئية Eco-City والفندق البيئي Eco-Hotel ضمن منطقة “العيش المستدام” في المعرض المصاحب للقمة، وذلك استناداً إلى النجاح الذي حققه المنزل البيئي في الدورة السابقة”. وأضاف: “من شأن هذه الفعاليات أن تسلّط الضوء على الدور الذي يمكن للطاقة الشمسية أن تلعبه في تعزيز كفاءة استخدام الطاقة، وضمان العيش المستدام في المجمعات السكنية والتجارية على حد سواء”. وأعرب الحداد عن ثقته بأن دورة العام المقبل ستكون منطلقاً للأفكار الرائدة ومنصة مثالية لتبادل المعارف والمعلومات بين أهم الخبراء في مجال الطاقة الشمسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©