السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الخداع والاحتيال والتصنع السمة الغالبة للمتسولين

الخداع والاحتيال والتصنع السمة الغالبة للمتسولين
7 أغسطس 2011 00:54
كشفت سجلات التحقيق مع المتسولين في إمارة دبي أن الخداع والاحتيال والتستر بصفات مثيرة للشفقة تعد من أبرز الأساليب التي لجأ إليها الأشخاص الذين تم ضبطهم وهم يتسولون في شوارع وأحياء الامارة خلال السنوات الخمس الماضية. ورصدت ضبطيات حملات شرطة دبي ضد المتسولين صوراً صارخة من أساليب الخداع والاحتيال التي يلجأ إليها محترفو مهنة التسول لاستدرار شفقة وعاطفة أفراد الجمهور للاستيلاء على الأموال من جيوبهم دون عناء. وتسلط مجريات الضبط والمتابعة للمتسولين في إمارة دبي الضوء على أشكال عديدة للتسول، منها ما هو مؤثر ومجحف بحق الإنسانية، خصوصاً حينما يتعلق الأمر بامرأة تحمل طفلاً في حضنها تجوب به الأسواق والمساجد غير مبالية بحالته الصحية والإرهاق البدني الذي يتعرض له ذلك الطفل البريء، تلبية لمطامعها في الحصول على المال، فيما يتحرك الكثير من المتسولين ضمن خطط مدروسة لابتزاز عواطف الناس وشفقتهم، ويتفننون في رسم المشاهد البائسة والسيناريوهات المؤثرة. وأظهرت حكاية متسول من جنسية آسيوية قدم إلى الدولة بتأشيرة رجل أعمال تم القبض عليه وهو يمارس نوعاً غريباً من الاحتيال، مفاده الكشف عن بطنه للناس في المساجد وفي بعض المناطق العامة بصورة درامية مظهراً آثار جرح قديم ومندمل ومبدياً بعض التغيير على ملامح وجهه ليضفي على شخصيته صورة حزينة، فيما ينطلق في الكلام المنمق ذي النبرات المؤثرة ليعرف الحضور بأنه أجرى عملية كبيرة، ويحتاج إلى إجراء عملية أخرى، وأنه اضطر لترك عمله ومصدر دخله، وأن أسرته تتضور جوعاً وما إلى ذلك من ادعاءات. وكشفت اعترافاته خلال التحقيق معه عن أنه يمارس الاحتيال متستراً بصفة التسول منذ فترة طويلة وفي أماكن متفرقة داخل الدولة وخارجها، مقراً بأن ما يقوم به ما هو إلا تمثيل لا أساس له من الصحة. وتعج قائمة الضبطيات والبلاغات عن المتسولين بالكثير من القصص والحكايات الغريبة أبرزها تلك التي تشرح حالة متسول من الجنسية الآسيوية يبدو عليه الوقار ويظهر للناس بمظهر محتشم يختلف عن عامة المتسولين، يضع أمامه خريطة تضم مسجداً ومدرسة قرآنية، وبعض الصور الأخرى، ويقدم لفاعلي الخير قسائم تبرعات بفئات مختلفة، لإيهام الناس أن منطقته الفقيرة بأمس الحاجة لمد يد العون والمساعدة لبناء مسجد تقام فيه الشعائر الدينية ومدرسة تأوي الأطفال. وتفيد السجلات الرسمية أن هذا المتسول اعترف خلال التحقيق معه بعد إلقاء القبض عليه بأنه قام بجمع تلك الأوراق والصور وتمكن من طباعة قسائم التبرعات خارج الدولة، وأن كل ما يقوم به لمصلحة أسرته الفقيرة. وخلال خمسة أيام، وردت إلى شرطة دبي بلاغات حول نسوة يرتدين عباءات ويعمدن إلى طلب المساعدة المالية من خلال ادعائهن بأن السبل تقطعت بهن وأنهن بحاجة لدفع أجرة سيارة الأجرة للعودة إلى منازلهن أو لحاجتهن لدفع فواتير الأدوية. وقالت مواطنة خلال اتصالها بالخط المجاني إن امرأة من الجنسية الباكستانية منقبة ترتدي العباءة دأبت على الحضور إلى منزلها ومنازل الجيران بشكل يومي لطلب المساعدة، مدعية بأن زوجها معيل أسرتها قد توفي، فيما أشار بلاغ آخر إلى امرأة متسولة من الجنسية الهندية ترتدي عباءة وشيلة بيضاء تتسول من المارة بالقرب من مستشفى الأمل. وأبلغ اتصال آخر عن امرأتين من جنسية خليجية يتواجدن في دبي مول الأولى تدعي أن والدها مريض، فيما الأخرى تتدعي أنها بحاجة للمال لتتمكن من العودة إلى مدينة العين. وأفاد بلاغ آخر بأن رجلاً خليجياً يتخذ من إحدى محطات تعبئة البترول في دبي مقراً له للتسول من خلال الاحتيال على رواد المحطة، مستجدياً الأموال منهم تحت ذريعة حاجته لتعبئة مركبته بالوقود أو لحاجته الماسة للمال للعودة إلى موطنه. وتحدث بلاغ عن رجال ونسوة من الجنسية العربية يقومون بالتسول بأحد المناطق التجارية بشكل مجموعات متفرقة وهن يحملن أطفالاً تظهر عليهم علامات البؤس. وضبطت شرطة دبي في العام الماضي متسولاً على باب مسجد، اتضح فيما بعد أنه نزيل أحد الفنادق من فئة خمس نجوم وكشفت السجلات أن المضبوط سبق أن تم إبعاده عن الدولة بسبب امتهانه التسول إلا أنه عاد بعد فترة لمعاودة التسول.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©