الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقبة أوباما

6 يناير 2009 02:51
جاءت أعمال العنف الأخيرة المتصاعدة بين إسرائيل و''حماس'' لتضع عراقيل جديدة أمام الرئيس المنتخب باراك أوباما في سعيه إلى حل الصراع العربي الإسرائيلي واستكمال جهوده الأخرى الرامية إلى تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، فقد تعهد أوباما بإطلاق فوري لجهود السلام، كما أعلن أن إحدى خطواته الأولى في مجال السياسة الخارجية سيكون توجيه خطاب إلى العالم الإسلامي بهدف بدء صفحة جديدة في العلاقات بين أميركا وأكثر من مليار ونصف مليار مسلم· لكن الخبراء يتوقعون أن يعرقل القصف الإسرائيلي لقطاع غزة جهود الإدارة الأميركية القادمة، ويجعل من عملية المفاوضات أمراً بالغ الصعوبة في ظل الظروف الجديدة، لاسيما بعد سقوط مدنيين بين القتلى في القطاع وتعزز الشعور لدى العديد من المسلمين بأن الولايات المتحدة منحازة إلى إسرائيل وأن دعمها للدولة العبرية بات غير محدود· وفي هذا السياق يقول آرون ديفيد ميلر، أحد المفاوضين الأميركيين المخضرمين، إن ما يجري في قطاع غزة ''يُصعب مهمة إدارة أوباما'' ويقلص فرص نجاح وساطة السلام إلى الصفر· وفيما يتعلق بخطاب أوباما المرتقب أكد ميلر أن الأفعال أبلغ أثراً من الأقوال وأن ما يحصل أمام أنظار المسلمين في غزة ''هو أعمق من أي كلمات يقولها أوباما''، مضيفاً أن الاستياء الإسلامي من الموقف الأميركي تجاه الصراع العربي الإسرائيلي هو أحد المصادر الثلاثة لتوتر العلاقة مع الولايات المتحدة، إلى جانب الدعم الأميركي لبعض الحكومات السلطوية في الشرق الأوسط، والحملات العسكرية في كل من العراق وأفغانستان· ويخشى المراقبون من أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة وسقوط مزيد من الضحايا إلى إضعاف موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي أشرف على إجراء المفاوضات مع إسرائيل حتى بعد تقلص سلطته إثر سيطرة ''حماس'' على القطاع وإبعاد عناصره من هناك، كما أن عمليات القتل الجارية حالياً في القطاع من شأنها تعميق الاستياء الفلسطيني تجاه إسرائيل حتى بعد انتهاء العنف وتوقف القصف· ويشير البعض في هذا الصدد إلى اللقاء التلفزيوني الذي أجراه خالد مشعل، القيادي في ''حماس''، قبل أيام ودعوته إلى قيام انتفاضة جديدة ضد إسرائيل والتهديد باستئناف العمليات الانتحارية· هذا الطرح يؤكده ''ستيفين كوك''، العضو في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، قائلا: ''سيكون من الصعب العودة مجدداً إلى طاولة المفاوضات بعد الأحداث الأخيرة''· ومع أن أزمات الشرق الأوسط كانت دائماً تتيح فرصة لخلخلة الوضع الراكد، يرى ميلر أن هذه المرة تختلف عن باقي المرات السابقة بالنظر إلى حجم الحملة العسكرية الإسرائيلية والدماء الكثيرة التي تراق أثناءها· والحقيقة أنه حتى لو كثفت إسرائيل من ضرباتها الموجهة لحركة ''حماس'' وضغطت عليها عسكرياً، فإنها على الأرجح لن تتمكن من إسقاطها وإزاحتها من السلطة، لكن مع ذلك يرى ''روبرت مالي''، مفاوض أميركي سابق، أن الوضع مازال ملتبساً، لاسيما فيما يتعلق بالنتيجة النهائية وما إذا كانت إسرائيل ستلجأ إلى احتلال قطاع غزة والاحتفاظ به تحت سيطرتها وإن كان ليس الخيار المفضل لدى الدولة العبرية· ومن جهة أخرى يعتقد المفاوض الأميركي السابق أن العملية الحالية في قطاع غزة من شأنها تعزيز الموقف السياسي لوزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، في الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في 10 فبراير القادم، ويستبعد مالابي أيضاً أن تواجه إدارة الرئيس بوش ضغوطاً للتدخل لإيقاف إسرائيل بالنظر إلى طبيعة ردود الأفعال العربية مع بداية القصف، حيث حمل الرئيس محمود عباس والحكومة المصرية ''حماس'' مسؤولية العنف، فضلا عما أبدته الجامعة العربية من تلكؤ في معالجة الموضوع· ومع أن أوباما تعهد في خطاب له عام 2007 بأنه سيسافر إلى بلد مسلم في غضون مائة يوم الأولى من توليه الرئاسة لمخاطبة العالم الإسلامي، فقد رفض الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب الإدلاء بأي رأي حول ما يجري في غزة وتأثير ذلك على عملية السلام في المنطقة وعلى العلاقات مع العالم الإسلامي· بول ريتشر محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©