نيروبي- الاتحاد:
عواصم- وكالات الانباء- فتح مقاتلون تابعون للمحاكم الاسلامية أمس النار في مدينة كسمايو جنوبي الصومال باتجاه سكان كانوا يحرقون إطارات سيارات ويقذفون الحجارة ويرددون هتافات احتجاجا على سيطرة المحاكم على مدينتهم ·
وقال شهود إن صبيا في الثالثة عشرة من عمره قتل بالرصاص وشخصا آخر اثناء الاحتجاج فيما أصيب شخصان آخران وسط تقارير غير واضحة من ثالث اكبر مدينة بالصومال·فيما ذكر شهود عيان ان قوات اثيوبية في قافلة من 50شاحنة مسلحة عبرت الحدود من بلدة بارديل باتجاه مدينة بيداوا مقر الحكومة الصومالية المؤقتة للتصدى لأي محاولة لقوات المحاكم للتقدم باتجاه المدينة·
ونددت الحكومة الصومالية بالسيطرة على كسمايو بوصفها انتهاكا لاتفاق توصل له الجانبان خلال محادثات سلام في السودان لوقف مزيد من التوسع العسكري·وقال سكان في كسمايو قرب الحدود الكينية إن بعض مقاتلي المحاكم الذين وصلوا الى البلدة ألهبوا الوضع المتوتر بالفعل حين أحرقوا علم الصومال ورفعوا علما إسلاميا·
وأضافوا أن هذا أدى الى اندلاع احتجاجات هائلة منذ دخلت مليشيا المحاكم البلدة التي كانت تنعم بالهدوء·
وقال مهاد عبد الله وهو أحد سكان كسمايو ''رأيت العلم الصومالي يمزق ويحرق·هذا غير مقبول وسيسبب مشكلة كبيرة·'' ورأت شاهدة من رويترز آلاف الرجال والنساء يتدفقون على الشوارع صائحين ''لا نريد المحاكم الإسلامية'' ويرشقون شاحنات المقاتلين بالحجارة· وأضافت أن الطرق كانت مسدودة بسبب الحجارة وإطارات السيارات المشتعلة·
وقال عبد الرحيم ابراهيم مودي المتحدث باسم المحاكم إن الحركة انتقلت الى كسمايو لمنع القوات الافريقية من استخدامها كنقطة دخول أو قاعدة في إطار قوة حفظ سلام مقترحة·وقال مودي لرويترز ''سمعنا أن قوات اوغندية واثيوبية متجهة الى كسمايو عبر الحدود الكينية الصومالية ، سندافع عن أنفسنا·
وقد دخلت القوات التابعة لاتحاد المحاكم الإسلامية الصومالية إلى مدينة كسمايو الاستراتيجية في جنوب البلاد في الساعات الأولى من صباح أمس الاول بعد أن انسحبت المليشيا الموالية لوزير دفاع الرئيس الانتقالي عبدالله يوسف، في ذات الوقت الذي طالب فيه اتحاد المحاكم دولتي أوغندا والسودان بعدم إرسال أي قوات إلى الأراضي الصومالية تحت غطاء مفوضية الاتحاد الأفريقي·
وقال حسن ضاهر عويس رئيس الهيئة التشريعية لاتحاد المحاكم في اتصال مع ''الاتحاد'' إن قوات الاتحاد المحاكم الإسلامية أصبحت تسيطر بشكل كامل على مدينة كيسمايو التي تبعد نحو 400 كيلومتر'' من العاصمة مقديشو بعد أن هربت القوات الموالية لزعيم الحرب بري آدن شير في أربعين شاحنة· وأكد عويس إن قواتهم سيطرت على المدينة التي تعتبر الثانية من حيث السكان والنشاط الاقتصادي بعد العاصمة مقديشو دون إطلاق رصاصة واحدة·
ونفى عويس أن تكون سيطرة قوات المحاكم الإسلامية على كيسمايو يمثل انتهاكا'' للاتفاقات السياسية مع الحكومة الانتقالية التي تمّ التوصل إليها في الخرطوم في وقت سابق مشيرا إلى أن القوات التي دخلت كيسمايو تمثل سكان المدينة وقد تطوعوا خلال القتال الأخير في مقديشو لمساندة ودعم قوات المحاكم الإسلامية، وعندما استقر الوضع الأمني في مقديشو قرروا العودة إلى ديارهم لتحريرها من زعماء الحرب، وأضاف عويس إن مدينة كيسمايو لا علاقة لها بالحكومة الانتقالية ونحن ملتزمون بعدم مهاجمة مدينة بيداوة التي تعتبر المقر المؤقت لحكومة الرئيس عبدالله يوسف·
وأشار عويس إلى أن سيطرتهم على مدينة كيسمايو التي تعتبر أحد اكبر الموانئ البحرية في البلاد جاء بعد أن تردد إن مفوضية الاتحاد الأفريقي ستستخدم الميناء لإنزال قواتها ونشرها في الصومال، وكشف عويس انهم أرسلوا مبعوثين إلى الحكومتين الأوغندية والسودانية لمنعهما من إرسال قوات إلى الصومال تحت غطاء الاتحاد الأفريقي مشيرا'' إلى أن الدولتين، أوغندا والسودان، يعتبران من أصدقاء الشعب الصومالي ولم يشاركا مع قربهما الجغرافي من الصومال في الحرب الأهلية الصومالية، ولكن إذا جاءت أي قوات منهما إلى الصومال فذلك يعني انهما انتقلا إلى مقام العدو وستتجه بنادقنا إلى صدورهم·
عدد اليوم
