الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القوة هي الحق

3 أغسطس 2015 22:22
متى يخرج العرب من عقدة الاضطهاد، فلا يتحول أي قرار أو إجراء أو تطور إلى مصدر للشكوك والريب والتفسيرات التي تتجاوز مرات حدود المنطق وحدود الخيال؟ ولا يتحول بالتالي كل إعلامي أو محلل أو كاتب إلى عالم في الغيب أو إلى منقب في المجهول أو إلى متنبئ يتوقع الأشياء قبل حدوثها أو يقرأ المحتوم قبل كتابته؟ صحيح أن رائحة المكائد تخرج من بعض الأحداث هنا وهناك، وصحيح أيضاً أن هناك من يترصد نقاط الضعف في مكان والثغرات في أخرى، كي تمرر بمرها ما يرومه من غايات ومصالح، لكن الصحيح أيضاً أن الأرض المكشوفة والمشارب المتباينة والتطلعات المتناقضة والحصانات الناقصة، تشكل لها مدخلاً لكثير مما يمكن أن يعاينه العرب مستقبلاً تماماً كما شكلت ممراً لما عانوه سابقاً في أكثر من مكان. والصحيح أيضاً وأيضاً أن معسكرات كبرى تقاسمت «الكعكة» في العالم العربي على المستويات الاقتصادية والسياسية والعقائدية والدينية، لكن الصحيح أيضاً وأيضاً أن أنظمة كثيرة كانت أحرص على وجودها من وجود الأمة وأكثر خوفاً على تحالفاتها من تضامن الأمة، فكان أول الغيث في فلسطين، ثم توالى سقوط العواصم العربية، فسقطت مقديشيو في يد الأميركيين وبيروت في يد الإسرائيليين وبغداد في يد الأطلسي بقيادة «العم سام» وسقطت صنعاء في يد إيران بالواسطة، وسقطت دمشق سياسياً في يد الأئمة الإيرانيين عبر عمامة حسن نصر الله، وتواجه طرابلس الغرب مستقبلاً قاتماً مع اقتراب داعش من تخومها وكذلك الأمر في تونس والقاهرة. ونعود إلى السؤال الأول عينه: متى نخرج من عقدة الاضطهاد ونظن أن سياسة النعامات لاتزال تلائم هذا العصر وهذا الجيل من العرب. الواقع أن العرب أمضوا نحو سبعين عاماً قبل أن يدركوا أن منطق القوة هو الذي يردع الآخر ويحمله على إعادة الحسابات، أليس هذا ما قامت به «عاصفة الحزم» وأليس هذا ما يحدث بعدما شمر العرب عن سواعدهم مؤمنين بأن صنعاء لا تعود عربية إلا بقوة عربية وأن طهران لا تتراجع إلا أمام كتلة عربية، وأن تل أبيب لا تهاب إلا القرار العربي الواحد وأن واشنطن لا تشارك إلا بتوافق عربي شامل، وأن أي شيء غير هذا يبقي الأنظمة رهن الحمايات الخارجية ويبقي الشعوب العربية في خانات الضرب على الصدور إما ندامة وإما دعاء إلى الرب القدير. مريم العبد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©