الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة والسندات الحكومية أكبر ضحايا الانقلاب في تايلاند

27 سبتمبر 2006 00:20
إعداد- محمد عبدالرحيم: سرعان ما بدأت عملة ''البات'' التايلاندية في التراجع الحاد بعد أن شقت الدبابات طريقها إلى داخل العاصمة بانكوك يوم الثلاثاء الماضي، وهذا الانقلاب الثامن عشر في الدولة في غضون فترة 60 عاماً ربما ينجم عنه المزيد من التعثر في التنبؤات الخاصة بالأداء الاقتصادي وبشكل يؤدي إلى تراجع وتيرة هذه التوقعات إلى أبطأ معدل لها في خمس سنوات بعد أن كان قد نشب نزاع بعد الانتخابات الماضية أدى إلى تعليق الانفاق على مشاريع كبيرة خاصة بالطرق ومحطات الطاقة، لذا فإن الانقلاب الأخير يمكن أن يعتبر الكارثة الاقتصادية الأسوأ من نوعها التي تمسك بخناق تايلاند منذ العام 1997 عندما أدى تخفيض قيمة البات إلى أزمة خانقة في اقتصادات المنطقة· وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون فبعد أن تراجع البات بنسبة 1,5 % غداة الانقلاب إلى 37,79 بات مقابل الدولار في بانكوك من مستوى 37,26 في التعاملات الأخيرة في آسيا ليوم الثلاثاء، إلا أنه مازال يعتبر مرتفعاً في هذا العام بنسبة 8,6 في المائة، ولكن مخاطر تملك سندات الحكومة التايلاندية قفزت بعد الانقلاب إلى أعلى مستوى لها في عامين وفقا لمتعاملين درجوا على المراهنة على قيمة ديون الدول في الأسواق، أما الأهم من ذلك فإن الشركات التايلاندية لن يعود باستطاعتها إصدار سندات بالدولار في كامل بقية هذا العام بسبب أن المستثمرين الدوليين سوف ينأون بأنفسهم عن السندات الحكومية بعد وقوع الانقلاب، كما يشير مصرف بي إن بي باريبا، حيث يقول لويد اونج محلل الائتمان في بي ان بي باريبا في هونج كونج· ''لا أحد سوف يصبح بامكانه بيع الأوراق التايلاندية''، ومن جهته فقد ذكر مصرف ستاندارد آند بورز ان الانقلاب ربما يؤدي إلى الإسراع في خفض تصنيف الدين الخاص بتايلاند، وكانت الحكومة في هذا الشهر قد تنبأت بأن النمو سوف يتجمد في مستوى 5,5 في المائة للنصف الأول من العام بسبب ان مشرعي القوانين لم يتمكنوا من المصادقة على انفاق مبلغ 1,7 تريليون بات أو (45 مليار دولار) في مشاريع حيوية· على أن هذا الانقلاب من شأنه أن يوجه لطمة قاسية لصناعة السياحة التي مازالت لم تسترد أنفاسها بالكامل مما لحق بها جراء زلزال تسونامي في ديسمبر من العام ،2004 ويذكر أن دول الولايات المتحدة واستراليا وبريطانيا قد وجهت تحذيرات إلى مواطنيها بضرورة تجنب زيارة الدولة التي كانت قد أطلقت حملة في الشهر الماضي تهدف لاجتذاب عدد قياسي من السياح يبلغ 15 مليون زائر في العام المقبل، علماً بأن صناعة السياحة تسهم بمعدل يبلغ 7,5 في المائة من إجمالي حجم الاقتصاد والتايلاندي، ويقول نيوشون كيات مدير الأسهم والسندات في مكتب دي بي اس لإدارة الأصول والموجودات في سنغافورة ''من الواضح أن السياح سوف يعمدون إلى تجنب زيارة الدولة، وهو الأمر الذي سيلقي أيضاً بتأثيرات سالبة على الاقتصاد لأن السياحة تمثل جزءاً مقدراً من هذا الاقتصاد، ويذكر أن زلزال تسونامي كان قد أدى إلى مقتل 5395 شخصاً في منطقة منتجع فوكيت نصفهم من السياح· وفي الشهر الماضي عمدت سلطة السياحة في تايلاند إلى رفع سقف تنبؤاتها بإعداد السياح المحتملين إلى عدد 13,80 مليون سائح من مستوى التنبؤ السابق بعدد 13,38 سائح· بيد إن منظمي الرحلات ومشغلي الفنادق أشاروا إلى أنه مازال من المبكر جداً قياس ومعرفة الأثر الذي سلقي به الانقلاب على مجمل سوق السفر في الدولة، ومن جانبهم فقد ذكر مشغلو الفنادق بأنهم لم يشهدوا الغاءات للحجوزات بأعداد كبيرة تذكر كما أنهم يواصلون فرض إجراءات أمنية صارمة والتواصل باستمرار مع ضيوفهم بشأن الأوضاع في البلاد، إلا أن المخاوف تنصب الآن على امكانية ازدياد عدد الغاءات الحجوزات ذروة موسم السفر إلى الدولة التي تمتد من نوفمبر إلى فبراير من كل عام·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©