الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سور الصين العظيم أشهر تنين سياحي

27 سبتمبر 2006 00:21
بكين - صالح الحمصي: لم يكن من الغريب أن يتجه اهتمامنا وتفكيرنا نحو سور الصين العظيم، بمجرد أن وطأت أقدامنا أرض العاصمة بكين بل بمجرد ما بدأنا في التخطيط للسفر إلى الصين، فالسور من أبرز المعالم التي خلفها بني البشر في مختلف أنحاء العالم، ولا يقل أهمية عن أي من عجائب الدنيا·· كيف لا وهو من المعالم القليلة في الأرض التي يمكن رؤيتها من الفضاء، ويبدو كما لو أنه ''تنين ضخم يربض على أراضي الصين''· وليس من الغريب أن نشعر بالرهبة أمامه، فهو أعظم سور تم تشييده في التاريخ المعماري البشري حيث يناهز طوله 6400 كلم تمتد من حدود شبه الجزيرة الكورية حتى صحراء خوبي· ويتراوح معدل سمكه من 5 إلى 7 أمتار، بينما يتراوح معدل ارتفاعه من 5 إلى 17 مترا· ويُعد سور الصين العظيم من أهم مقاصد الصين سياحيا حيث يزوره حوالي عشرة ملايين سائح سنوياً· يقع سور الصين العظيم شمال الصين وبدأ بناؤه في عهد الممالك المتحاربة قبل 2000 عام ويبدأ من ممر جيايوقوان بمقاطعة قان سو غرباً وينتهي عند ممر شان هاي قوان بمقاطعة خه بي شرقاً مروراً بجبال شاهقة ليتصوره كل من يشاهده عن بُعد أنه تنين ضخم يستلقي على أراضي الصين· وتبدأ حكاية الصرح العملاق عند ابواب مملكة ''تشو'' التي كانت تبحث عن وسائل دفاعية تقيها هجمات الأعداء وما أن شرعت ببناء سورها حتى تنبهت ممالك أخرى لبناء أسوار لنفس الغرض في أماكن متفرقة من الصين· وما أن أتمت كل مملكة سورها حتى جاء الإمبراطور ''تشينشيهوانغ'' أول إمبراطور لمملكة تشين ليوحد تلك الممالك ثم عمد إلى توصيل الأسوار التي بنتها كل مملكة ببعضها ليتشكل في النهاية سور الصين العظيم الذي شاركت في بنائه وترميمه أكثر من عشرين مملكة وأسرة في تاريخ الصين· ويبلغ الطول الإجمالي للسور الذي بنته كل الأسر الإمبراطورية 50 ألف كم لكن طول سور الصين العظيم الحالي يبلغ ثلث الأصلي القديم حيث أن الثلث الثاني أصبح أطلالاً والثلث الأخير اختفى تماماً· ويُعد قطاع ''بادالينغ'' الواقع في محافظة بانتشينغ والتي تبعد حوالي الساعتين عن وسط بكين أشهر القطاعات بين السياح وزائري السور من الصينيين أنفسهم، حيث تذكر الإحصائيات أن 140 مليون زائر منهم 14 مليون سائح أجنبي قام بزيارة قطاع ''بادالينغ'' من السور منذ افتتاحه رسمياً عام 1954 بالإضافة لحوالي 400 شخصية عامة ورئيس دولة مثل نيكسون وريغان وبوتين ومانديلا وشوارزينجر وبيليه· ويزداد عدد زائري السور يوماً بعد يوم خاصة بعد أن أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في قائمة التراث العالمي عام ·1987 وتتضح الأماكن الاستراتيجية الواقعة على خط السور حيث توجد حصون وأبراج الإنذار لنقل المعلومات والأخبار· وعندما كنا نتطلع باندهاش لمعالم السور، قالت لنا ساني، المرشدة السياحية، التي رافقتنا في جولتنا، إن نحو مليون و500 ألف صيني اشتركوا في بناء السور، وتشير ساني إلى وجود أجزاء أخرى من السور لا يعرف الكثير من السياح عنها شيئا مثل قطاع ''هوانغ هواتشنغ'' الواقع على بُعد 60 كم من مدينة بكين في شمال غرب مركز محافظة هوايرو، وبالرغم من أن هذا القطاع أقل قطاعات السور شهرة إلا أنه قطاع من السور الأصلي· مدينة محرمة وليس بعيداً عن السور، كان علينا أن نزور معلماً لم يكن أباطرة الصين القدامى يعتقدون أن بإمكانها أن تكون يوماً ما محجاً للزوار، فقد كانت قصورهم الفخمة المعروفة بالمدينة المحرمة وسط بكين محرمة على الصينيين أنفسهم إلى العام 1925 عندما فتحت أمام الجمهور لأول مرة· وعلى مساحة تبلغ نحو 720 ألف متر مربع تتربع قصور فخمة ومبان راقية تحفها التنانين من كل جانب في إشارة على أن سلطان الأباطرة لا يزول· تقول مرشدتنا السياحية ساني إن المراجع التاريخية تشير إلى أن بناء المدينة المحرمة استغرق 14 عاما وشارك في عملية البناء مليون عامل وظلت مقرا لأكثر من 24 إمبراطورا تعاقبوا على الحكم لنحو 500 عام اعتبارا من العام ·1425 ويطغى على القصور والمباني الأخرى الملحقة بها اللونان الأصفر والأحمر اللذان يحتلان مساحة كبيرة في الثقافة الصينية لأن الأول ارتبط بالأسر الحاكمة التي احتكرته لنفسها وغير مسموح للعامة باستخدامه بينما يمثل الأحمر لونا لحسن الطالع· وتنتشر في ساحات القصور فوانيس ضخمة مصنوعة من النحاس لتوفير الإضاءة بينما نصبت ساعات قديمة تعتمد على حركة الشمس لحساب التوقيت· ولم تكن القوانين الإمبراطورية تسمح للأمراء والأميرات بالخروج من المدينة والاختلاط بعامة الشعب وقطعت كل تواصل بينهم وبين بقية الشعب الصيني· معبد السماء وفي جنوب شرقي العاصمة الصينية بكين، يقع معبد السماء الذي بدأ بناؤه عام ،1420 والاسم الأصلي للمعبد هو ''مذبح قرابين السماء والأرض''، فهو المكان الذي كان أباطرة الصين في فترة أسرة مينغ (1368 - 4461م) وأسرة تشينغ (1644 - 1191م) الإمبراطوريتين، يقدمون فيه القرابين لآلهة السماء والأرض· وتقول المرشدة: في عام 1530 بني ''مذبح قرابين الأرض'' لتقديم القرابين لآلهة الأرض في الضاحية الشمالية ببكين، ولذا تحول اسم ''مذبح قرابين السماء والأرض''، إلى ''مذبح قرابين السماء'' لتقديم القرابين لآلهة السماء والدعاء من أجل الحصاد الوافر فقط، ومن هنا أخذ اسمه المعروف به، ''معبد السماء''· وتبلغ مساحة المعبد حوالي 2,7 مليون متر مربع، وهذا ما يجعله أكبر مجموعة بنايات قديمة لتقديم القرابين قائمة حاليا في الصين· وتعادل مساحته أربعة أضعاف مساحة القصر الإمبراطوري ببكين· مذبحان أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) معبد السماء في قائمة التراث العالمي عام ·1998 وقالت لجنة التراث العالمي عنه: ''مجموعة بنايات محفوظة في حالة جيدة، ويحاط معبد السماء بسورين متتابعين يقسمان المعبد إلى المذبح الداخلي والمذبح الخارجي، لكن ما يقصد بمعبد السماء عادة هو المذبح الداخلي· أما مذبح ''يوانتشيو'' فهو المكان الذي تقدم فيه القرابين لآلهة السماء· وتبلغ مساحته 66ر44 هكتارا، ويضم منصة يوانتشيو وقاعة هوانغتشيونغيوي ومقصورة الذبح· وتتكون منصة ''يوانتشيو'' من تسع طبقات من ألواح الصخور، رمزا للسماوات التسع، حسب الاعتقاد الصيني القديم بأن السماء تتكون من تسع طبقات· قاعة الزمن بنيت قاعة تشينيان الرئيسية في مذبح ''تشيقو''، بنيت عام ،1420 على شكل مستدير ذات سقف مدبب وسطح مذهب وأفاريز من ثلاث طبقات، ويبلغ ارتفاعها 33 مترا، وقطرها 2ر24 متر· تقع قاعة تشينيان على منصة من المرمر الأبيض من ثلاث طبقات بارتفاع ستة أمتار· والقاعة مشيدة من الخشب تماما، وخالية من القراميد والطوب أو العوارض الحديدية لكن بها أعمدة وأعمدة تحميل مربعة· وترمز الأعمدة الأربعة إلى الفصول الأربعة والأربعة والعشرون عمودا التي على الجانبين ترمز إلى 12 شهرا و12 وحدة زمنية (ساعتين)، وأيضا ترمز إلى 24 يوما شمسيا محددا· وفي عام ،1889 أصابت صاعقة قاعة تشينيان فأحرقتها كلها تقريبا· وبنيت القاعة الحالية من جديد بعد الحريق·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©