الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سَحَرَة المحافل

سَحَرَة المحافل
7 ديسمبر 2017 03:22
تييري زرقون* ترجمة:أحمد عثمان نشأت الماسونية التي ظهرت في إنجلترا في العقدين الأولين من القرن الثامن عشر، من تشابك النادي الإنجليزي وطائفة المهنة - التي منحتها رمزها وأساطيرها - والمجتمع المساري (1) الذي يستلهم أفكاره من الديانات السرية في العصور القديمة، والتي تم إعادة التفكير فيها خلال عصر النهضة. اندس التنظيم الماسوني مبكراً للغاية في العالم الإسلامي، عندما تأسس أول محفل في الهند عام 1728، على أيدي المحفل الأكبر الإنجليزي، الكائن في فورت - وليامز. والثاني في عكا، عصر الإمبراطورية العثمانية، عام 1732. وتوالى إنشاء المحافل في أزمير، القسطنطينية، الهند حتى باتافيا (جزيرة سومطرة) عام 1764. أندية مغلقة بيد أن الماسونية ظلت، بدءاً من القرن الثامن عشر حتى أواسط القرن التاسع عشر، نادياً مغلقاً على التجار والدبلوماسيين الأوروبيين، أي تستبعد غير المسيحيين. وفي بعض الأحيان، ولظروف استثنائية وسياسية تم قبول مسلمين من النافدين والدبلوماسيين. تلك هي حالة الأمير الوريث لعرش آركوت، في إقليم التاميل (الهند)، والسفير العثماني فروخ أفندي، عام 1796، في لندن، والدبلوماسي الفارسي عسكر خان أفشار في باريس، عام 1808. المحافل الكبرى الرئيسة النشطة في أرض الإسلام، في القرن الثامن عشر، هي محفلا إنجلترا وأسكتلندا الكبيران، محفل الشرق الأكبر لجنيف والمحفل - الأم الأكبر الأسكتلندي في مارسيليا. المحفل الذي أقامه الأخير في القسطنطينية عام 1766، ضم كبار التجار والبحارة، الجميع من أهل مارسيليا ومرتبطون بغرفتها التجارية. وفي الواقع، كان المحفل نادياً لنخبة التجار الفرنسيين في عاصمة الامبراطورية العثمانية. نحو نهاية القرن الثامن عشر، لم تعد المحافل أندية مخصصة لمواطنيها فقط. وكأندية مغلقة على اليهود والمسيحيين الشرقيين، انفتحت تدريجياً على هؤلاء الأخيرين، غير أنها لم تستقبل مسلمين البتة. المحفل الأكبر للأمم المتحدة، في أزمير، مثلا، ضم - في بداية القرن التاسع عشر - أعضاء ينتمون إلى 14 دولة مختلفة، ومن ضمنهم بعض اليهود والمسيحيين العثمانيين. في نفس العصر، كتب رحالة فارسي، خلال مروره على لندن، أن «الماسونيين لديهم قواعد صارمة تستأهل المديح. لا يستفهمون عن أديان الآخرين، ولا يبحثون عن دفعهم للتخلي عنها». من اللازم الانتظار إلى منتصف القرن التاسع عشر لكي نرى مسلمين ينضمون، بأعداد تتزايد مع الوقت، إلى المحافل الكبرى القائمة في الامبراطورية العثمانية، في القسطنطينية، وبيروت، والإسكندرية والقاهرة. مسلمون في الماسونية ينتمي المسلمون المنضمون إلى الماسونية على وجه التحديد إلى الطبقة الإدارية العليا ودوائر المثقفين، الفرنكفونيين، التي جذبتهم (أفكار) روح الأنوار والحداثة الأوروبية كما قرأوها لدى فولتير، ومونتسكيو، وروسو ولوك، والتي سيقرأونها مع نهاية القرن التاسع عشر لدى كانط ودوركهايم. انبهر بعض المسلمين، رفقة أبناء الأقليتين المسيحية واليهودية، بالميتولوجيا الثورية للماسونية وقدرتها على التنظيم السري للنضال ضد الطغيان والاستبداد. يبيّن التاريخ أن الماسونية عرفت حقاً توحيد أنصار النزعات الدستورية في المشرق الإسلامي. وهكذا، قامت بدور مهم في التحضير للثورة المصرية (1879 ـ 1882) ضد الخديوي والإمبريالية البريطانية، وفي الثورات الدستورية في فارس (1905) وتركيا (1908). وأيضاً، في محافل الهند، نشأت حركات أصلاحية تزعمها مسلمون من شبه القارة. الكثير من المفكرين اللامعين في الأمبراطورية العثمانية (نامق كمال)، وفي لبنان (الشيخ أرسلان)، في مصر (جمال الدين الأفغاني) من الأعضاء. باسم النضال ضد الجهل، قام الماسونيون بانشاء مدارس مجانية، علمانية في غالب الأحايين، في أسطنبول، وتونس، والاسكندرية وطنجة. في آخر الأمر، عدد من الحكام تم تكريمهم: السلطان العثماني مراد الخامس (1872)، خديوي مصر محمد توفيق (بين 1870 و1880)، ملك أفغانستان حبيب الله(1907)، إبراهيم سلطان (ولاية) جوهر (ماليزيا)، ومولاي حفيظ، ملك المغرب (1920). ولكن الماسونية، رغما عن انفتاحها على المسلمين، كانت إحدى أعمدة الامبريالية البريطانية، كما أنها ساعدت في شمال أفريقيا، «المهمة التمدينية» للجمهورية الفرنسية. فتح الماسونيون الفرنسيون، على الرغم من انتقادهم الإسلام كمرادف للتعصب، أبواب معابدهم لعدد قليل من مسلمي الجزائر، وهو خطأ لن يتكرر في سوريا وقت الانتداب، بعد 1920. وبينما إن معظم المحافل الماسونية التي أقيمت في الهند بريطانية، فإننا نجد أن محافل الجزائر وباقي المغرب العربي فرنسية في الأساس، مع محافل إيطالية في تونس وإسبانية في المغرب. عرفت الإمبراطورية العثمانية تنوعاً كبيراً في المحافل الأجنبية، وهذا يتمثل في وجود المحفل الأكبر النيويوركي، إلى جانب المحافل الكبرى الأوروبية. أول محفل أكبر مستقل، في العالم الإسلامي، ظهر في مصر عام 1864، ثم في الامبراطورية العثمانية. وفي منتصف القرن العشرين، كانت غالبية الدول الإسلامية تتوافر على محافلها الكبرى، باستثناء المملكة العربية السعودية، الجزائر، وأفغانستان وباكستان. إيمان أو نضال؟ في عام 1877، تفجّرت الوحدة الماسونية تبعاً لعلمنة المحافل الكبرى الفرنسية (محفل الشرق الأكبر الفرنسي)، والإيطالية والإسبانية التي لا تفرض - على خلاف القواعد القديمة للتنظيم - إيمان الرب (المعروف باسم المهندس الأكبر للكون) على أعضائها الجدد. وقامت هذه المحافل الكبرى أيضاً باستبعاد شرط الحيادية السياسية (وهي تحديداً مادة تقليدية لماسونية الأندية الإنجليزية). تبعاً لذلك، قطعت الماسونية البريطانية، التي تابعت احترام الأفكار القديمة، صلاتها بالمحافل الكبرى المعلمنة (التي رأتها غير شرعية)، وهو وضع مستمر إلى اليوم. انقسم المسلمون، كما المسيحيون واليهود، تجاه هذه القطيعة: غادر كثيرون المحافل الكبرى الفرنسية لأنهم متمسكون بالإيمان بالرب، ومع ذلك كانوا يشعرون بالضيق من عدم الاهتمام بالمسائل السياسية، وعدم الالتقاء مع أخوانهم في العملية النضالية. جرجي زيدان، ماسوني مسيحي من بلاد الشام وصف في نهاية القرن التاسع عشر، الماسونية بكونها «نموذج المجتمع غير المذهبي، ولكنها مبنية حول الاعتقادات المشتركة لجميع أعضائها من الديانات التوحيدية: المهندس الأكبر للعالم، الخلود واحترام الأخلاق». سمح التسامح الماسوني بانضمام اليهود، بدءاً من القرن الثامن عشر، في إنجلترا وهولندا في تنظيم ذي مسحة مسيحية أساسا، وقرّب بين الكاثوليك والبروتستانت اللذين تقاتلا قبل أقل من قرن سابقاً. نفس التسامح تبدى جلياً مع الانفتاح العريض على انضمام المسلمين. بدأ حلف اليمين، الذي كان يؤدى تقليديا على الإنجيل، يؤدى على القرآن أيضاً، مع انضمام عدد جديد من المسلمين. وكذا، أخذت المحافل تستقبل كذلك المسيحيين الأورثوذوكس الذين أختلطوا بالكاثوليك والبروتستانت. وأخيرا، في محافل لبنان، والهند وسنغافورة، تلاقى السنة والشيعة، الإسماعيليون والدروز والزرادشتيين معاً. ومع ذلك من اللازم التأكيد على أن الماسونية المعلمنة أحلت، بدءاً من عام 1877، التسامح المطلق بين أعضاء الجماعة والحرية المطلقة للتفكير، هؤلاء جميعاً ومن دون استثناء يفضلون عبادة نفس الرب أكثر من تشجيع النزعات الإلحادية، ولذلك كان شأن الإيمان اختياريا، وتم بناء الجماعة على قاعدة حيادية تتبدى لدى الأعضاء اختزالية وفارغة المحتوى. انضمام (الأمير) عبد القادر الجزائري، عام 1864، من قبل محفل أهرام مصر، في الإسكندرية، ولكن بناء على طلب محفل أكبر باريسي، لا يمثل أي شيء لدى الماسونية المصرية، كما لدى الماسونية على وجه العموم، بما أن الزعيم الجزائري تردد قليلاً على المحافل الكبرى بعد انضمامه، على الرغم من كونه احتفظ بتقديره للماسونيين. بيد أن هذا الانضمام كان مهماً لدى محفل الشرق الأكبر الفرنسي والماسونية الأوروبية والأميركية الذين أستثمروا الحدث والأمير بضم الشخصية الرمزية للمسلمين المستنيرين والصوفية الماسونية (ظاهرة دوما حاضرة). فيما بعد، انضم كثير من أبنائه وأحفاده، في سوريا والجزائر والمغرب، إلى المحافل الكبرى. أخذ انضمام المسلمين إلى الماسونية شكلاً راديكالياً مع تنظيمين ذي نزعتين سياسيتين، «بيت النسيان» (858 -1871)، في إيران، الذي ينتقد الشاه، وجمعية الفضيلة (1920 - 1925)، في تركيا التي تساند السلطان ضد مصطفى كمال، الذي أصبح فيما بعد آتاتورك (2). هاتان الجمعيتان غير النمطيتين تجمعان ما بين بنية المحافل الكبرى الماسونية وطقوسها مع ممارسات الطرق الصوفية. يعيد «بيت النسيان» تكوين أفكار عصر الأنوار وطقوس محفل الشرق الأكبر الفرنسي مع الفلسفة الإسلامية والصوفية. بالنسبة لجمعية الفضيلة، التي تقدم نفسها، «كالماسونية الإسلامية الوحيدة»، تستعير بنية صالات الاحتفالات، وطقس التدريب والتراتبية التلقينية من البكتاشية، كما من الماسونية. مناهضة مبكرة تطورت مناهضة الماسونية في أرض الإسلام تدريجياً بعد تأسيس أولى محافلها. الآباء الكاثوليك، القاطنون في هذه الأقاليم، بالاتفاق مع الكنائس اليونانية والأرمينية، ذكروا - عام 1745، بأزمير - الإدانة البابوية للماسونية (تجدد نفس هذا الفعل في مصر، عام 1794). الماسونيون، الذين وصفوا كسحرة تم أتهامهم بعمل السحر الأسود واستدعاء الشيطان. هذا النقد اجتاز كل تاريخ الماسونية في أرض الإسلام ولم يزل يتردد في إندونيسيا، والهند، وباكستان، وحتى يومنا الحالي. يحتل وجود معبد سليمان مكانة معتبرة في الميثولوجيا الماسونية، ما دعا المسلمين إلى الاعتقاد بأن اليهود أصل منشأ الجماعة. فضلاً عن ذلك، ظهر الأدب المناهض للماسونية في الكثير من الدول الإسلامية. كتابات ليو تاكسيل (3)، الذي يربط بين الماسونية والنزعة الشيطانية، ترجمت في أسطنبول في عام 1911. «بروتوكولات حكماء صهيون» (1903)، وهو نص أساسي عن المؤامرة اليهودية - الماسونية، ترجم إلى عدد من اللغات، مثل العربية، والتركية، والأوردية، والأندونيسية، وغيرها. وكذلك، بدأت تنتشر فتاوى إدانة الماسونية في مصر، في بداية القرن العشرين، ثم بعد عقود قليلة في الأردن وثانية في مصر. ومن ناحية أخرى، شنّ اليسوعيون، تحديداً في لبنان، حرباً على الماسونيين في القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين. لم يكن اليهود الوحيدين المتهمين بجريمة الماسونية، إذ إنها وردت على وجه التحديد في أول كتاب مناهض لها، وهو «كتاب الحلم»، الذي صدر في اسطنبول في عام 1872، مثل حصان طروادة المسيحي، حيث كان موضوعه الرئيس «تحرير القدس». مؤلف هذا الكتاب، برتو باشا، يقلل علاوة على ما سبق من شأن الأخوة العالمية للماسونيين التي لا يؤمن بها، وكما فعل آباء الكنيسة الكاثوليكية، رأى أنه من الواجب على المسلمين عدم ارتياد الجمعيات التي تنتمي لأشخاص من ديانات أخرى. تقاسم بترو أيضاً مع الكاثوليك كراهية السر وأتهم الماسونيين بكونهم ملحدين (وهو رأي متناقض تماماً مع الفكرة التي ترى الجماعة كحصان طروادة المسيحي). المنحدرات الممقوتة يتأسس النقد، الذي يتموضع بصورة دائمة وحتى يومنا الحالي، على نظرية المؤامرة اليهودية - الماسونية التي ترى أن الماسونية أصبحت أداة الانتقام اليهودي ضد الدول والأديان التي اضطهدتهم. وبالتالي، اتهم التنظيم الماسوني بخدمة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر، والعمل على إقامة أولى المستوطنات اليهودية في فلسطين، وتحقيق وعد بلفور، عام 1917، وعلى وجه الخصوص تأسيس «دولة إسرائيل» عام 1948. وربط بعض صور النقد الأخرى الماسونية بالآيديولوجيات الفلسفية والسياسية التي يرفضها غالبية المسلمين المحافظين: الشيوعية، الاشتراكية وحتى الرأسمالية. فضلاً عن ذلك، هاجمت الأحزاب السياسية القومية نزعة الماسونية الكوزموبوليتانية وعالميتها التي تعرض الوطنية للخطر. أخيراً، حينما بدأ التحقيق الكبير، تبدى لمعارضي الماسونية ومن يعتقد بإلحادها، أنها – في صورتها التقليدية – مؤمنة وتحترم دين النبي (ص)، وهذا انحراف آخر ممقوت للماسونية، وبالأخص خطير في أعينهم، مما دعاهم إلى تجريمها. في الحقيقة، لأنها تحث على قراءة سرية للقرآن حيث تبحث في متنه عن المعنى الخفي للآيات، لذا غرقت الماسونية في بحر الهرطقة المعروفة «بالباطنية»، والتي على صلة بالإسماعيلية. هذا الانحراف الديني يكفي لإثارة رجال الدين الإسلامي السني والشيعي. مترجمو طقوس الماسونية للعربية رجعوا إلى مصطلحات الطوائف صاهر بعض المسلمين سريعاً الماسونية بطرقهم الصوفية بعد اكتشافهم للتشابهات «المبلبلة» القائمة في طقوس الانضمام، البنية التراتبية والخاصية السرية لكلتا الجماعتين. فضلاً عن ذلك، فإن اللفظة العربية (طريقة) تعني (طريق، جماعة صوفية) تشير إلى التنظيم الماسوني في مصر وإندونيسيا. تنطبع فكرة أن الماسونية «طريقة» الأوروبيين في العقول وأنها سوف تسهل عملية انضمام المسلمين. في بادئ الأمر، تحققت هذه العملية، بدءاً من عام 1860 من خلال ترجمة الطقوس إلى العربية، التركية العثمانية، والفارسية والأوردو. رجع المترجمون إلى مصطلحات الطوائف المهنية في العالم الإسلامي. وهكذا، ارتداء المريول للمبتدئ قريب من الاحتفال بارتداء الفارس (الفتوة) للحزام، بما أن (تقاليد) الطوائف متوارثة. التقارب بين الماسونية والطرق الصوفية ظهر بقوة لدى الطريقة البكتاشية في تركيا، ولذلك لأنها على خلاف جميع الطرق الصوفية الأخرى، تنمي السرية وتحتفظ بثراء طقسي مرتبط بعملية التدريب حيث إن رمزيتها كلية الوجود. منذ عام 1847، أقامت تكية بكتاشية في بلغراد صلات خاصة مع محفل ماسوني في روسيا. وبدءاً من القرن العشرين، انضم عدد كبير من البكتاشيين إلى ماسونية أسطنبول وسالونيكا. عقود الانحدار أدت نشأة دول جديدة على أنقاض الدولة العثمانية، بعد عام 1919، وحتى منتصف القرن العشرين، بعد زوال الاستعمار في الشرق الأوسط، مصر والمغرب، إلى حظر الماسونية وأحيانا إعدام أعضائها. تم حظر التنظيم في العراق (1958)، في مصر (1964)، في سوريا (1965)، في الجزائر وتونس، بعد الاستقلال. وكذا في إندونيسيا (1961)، في باكستان (1972) وفي إيران (1989). وبعد سقوط الشيوعية، دخلت الماسونية تحت ظل المحافل الكبرى التركية والإيطالية والنمساوية، إلى ألبانيا وعدد من الدول الإسلامية أو الدول التي تحظى بعدد كبير من المسلمين، مثل البوسنة، وكوسوفو، ومقدونيا وبلغاريا. بالمثل، الماسونية النسوية، ظهرت في تركيا في عام 1991 ثم بطريقة أكثر خفاء في المغرب (2008)، وقبل فترة وجيزة في لبنان. لم يزل أعداء التنظيم الماسوني أقوياء. في عام 2004، تم تخريب مبنى تابع للمحفل الأكبر التركي في إسطنبول باعتداء بالقنابل، قامت به جماعة مرتبطة بالقاعدة، ما تسبب بوقوع قتيلين وستة مصابين، من ضمنهم ماسونيان. من الملاحظ، مقارنة بالعقود الأولى من القرن العشرين، أن الماسونية تم رفضها في جميع العالم الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، يتبدى عنف أعدائها أكثر فأكثر. ومع ذلك، لا تسمح نجاحاتها في بلاد البلقان ما بعد الشيوعية أو وضعها المريح في تركيا الذي يشغل الإسلام فيها مكانة معتبرة بالتفاؤل لمستقبلها. الماسونية وبروتوكولات صهيون تكثر الدراسات، الجدية منها والسطحية، حول علاقة بروتوكولات حكماء صهيون بالماسونية. وتستند تلك الدراسات، عدا عن توثيقها لطبيعة تلك العلاقة، إلى قراءة تقارن بين مضمون البروتوكولات لناحية الأهداف، وتلك التي تسعى إليها الماسونية. ولعل إطلالة على عناوين البروتوكولات الأربع والعشرين، توضح هذا المقصد: الفوضى والتحرّريّة والثورات والحروب، السيطرة على الحكم والتعليم والصحافة، إسقاط الملكيّة والأرستقراطيّة، تدمير الدين والسيطرة على التجارة، تفريغ السياسة من مضمونها، السيطرة على الصناعة والزراعة، إشعال الحروب العالميّة، تفريغ القوانين من مضامينها، تدمير الأخلاق ونشر العملاء، وضع الدساتير المهلهلة، السيطرة العالمية، السيطرة على النشر، تغييب وعي الجماهير، نشر الإلحاد والأدب المرضي، الانقلابات والخلايا السرّيّة، إفساد التعليم، تحطيم السلطة الدينيّة، إشاعة التمرّد، إغراق الدول في الديون، إغراق الدول بالقروض الداخليّة، الذهب، البطالة، سيطرة اليهود. هوامش المترجم: (*) Thierry Zarcone, La franc-maçonnerie en terre d›Islam, , Qantara, 99, avril 2016. 1 ـ مساراة، احتفالات تقام لايقاف عضو جديد على بعض أسرار الجمعيات السرية. 2 ـ أي أب الأتراك بالتركية. 3 ـ ليو تاكسيل (1854-1907)، كاتب فرنسي مشهور بعداوته للماسونية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©