الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

وأخيراً الموبايل يرِّن على متن الطائرات

27 سبتمبر 2006 00:24
إعداد ـ محمد عبدالرحيم: سواء رغبت في ذلك أم لم ترغب فإن إمكانية استخدام الهاتف المتحرك الموبايل داخل الطائرة أصبحت تقترب أكثر من أي وقت مضى، ففي الأسبوع الماضي أعلنت شركة ريانير الناقلة الأوروبية المنخفضة التكلفة أنها سوف تزود أسطولها من طائرات بوينج 737 بأكمله بمحطات قاعدية صغيرة تدعى ''بيكو سيلز'' على أن توفرها شركة أون إير المتخصصة في مجال التكنولوجيا بدعم من شركة إيرباص عملاقة الطيران الأوروبية· وسوف تستخدم تكنولوجيا بيكو سيلز الارتباط بالأقمار الاصطناعية بحيث تسمح بتشغيل هواتف الموبايل من دون تداخل أو تقاطع مع الشبكات الأرضية، وهو ذلك التداخل الذي ظل يمثل السبب الرئيسي في حظر ومنع استخدام الهواتف في الطائرات حتى هذه اللحظة ناهيك عن المخاوف الأمنية· وكما ورد في مجلة الايكونوميست مؤخراً فما زال من المبكر التأكد من مدى الشعبية وبالتالي الربحية التي يمكن أن تحققها المحادثات الهاتفية في الطائرة· إلا أن من المؤكد أن العوائق الفنية قد تم تجاوزها بالكامل كما أن المصادقة التنظيمية بات من المتوقع الحصول عليها في القريب العاجل في أوروبا على الأقل· وأصبح من المتوقع أيضاً أن تعمد السلطات التنظيمية إلى إصدار الموجهات التي تحدد مقدار الذبذبات التي سيتم استخدامها في خلال الأسابيع القليلة القادمة بينما ستبدأ سلطات الطيران المدني الوطنية في منح تراخيص تركيبات الأجهزة في الطائرات في أوائل العام المقبل· كما ذكرت شركة أون إير بأنها تتوقع أن تتم المصادقة في الوقت المحدد لشركة إير فرانس من أجل إطلاق المكالمات الجوية على طائراتها من نوع إيرباص ء813 في الربع الأول من عام ·2007 وعلى كل فسوف يتعين على هواتف الموبايل أن تتفادى وتتجاوز بعض العوائق والمشكلات الاجتماعية فهل سيندفع الأشخاص نحو الطائرات التي توفر المكالمات الجوية أم يفضلون تجنبها؟ وكم هو المبلغ الذي يستعد المسافر لدفعه مقابل إجراء المكالمة؟ لذا فقد عمدت شركة أون لاين مع شركات أخرى من بينها منافستها شركة إيرو موبايل إلى إجراء سلسلة من الاستبيانات لمعرفة الحقيقة· ووفقاً لآخر مسح تم إجراؤه من قبل شركة أون إير ونشر الأسبوع الماضي تبين أن 80 في المائة من المسافرين يوافقون على استخدام هواتف الموبايل داخل الطائرات حتى إذا لم تكن لديهم الرغبة الشخصية في إجراء هذه المكالمات· والغريب أن 54 في المائة من مسافري درجة رجال الأعمال و 41 في المائة من مسافري الدرجات الأكثر فخامة فقط ذكروا بأنهم سوف يعمدون إلى فتح هواتفهم بالكامل واستخدامها أثناء رحلة الطائرة· ولعل السبب في ذلك يعود إلى التكلفة الباهظة للخدمة حيث ذكر جورج كوبر رئيس شركة أون إير أن الأسعار سوف تزيد عن 3 دولارات للدقيقة الواحدة إلا أن الشركة سوف تعمد إلى تخفيض هذه التكلفة بنسبة 10 في المائة عاماً بعد عام لفترة السنوات الخمس اللاحقة في طائرات ''إير فرانس'' و ''رايناير'' و''تاب بورتفال'' للطيران· وكانت الدراسات السابقة قد خرجت بصورة أقل إشراقاً حيث خلص استبيان أجري على فئة الشباب من مستخدمي هواتف الموبايل في العام الماضي الى أن 64 في المائة يفضلون كتابة واستقبال الرسائل النصية وان 11 في المائة فقط يحبذون فكرة إجراء المكالمات أثناء الرحلة· أما 82 في المائة من الذين تم استبيانهم فقد اتفقوا فيما يبدو على عدم رغبتهم في سماع الأشخاص وهم يتحدثون بهواتف الموبايل أثناء رحلة الطائرة· دراسة أخرى أكثر مدعاة للتشاؤم تم تنفيذها في أميركا من قبل جمعية مارشالات الطائرات كشفت عن ان 63 في المائة من الأشخاص يعتقدون بوجوب استمرار الحظر على المحادثات الهاتفية داخل الطائرات· وجاءت في مقدمة قائمة الاعتراضات أسباب مثل التخوف من المسافرين المزعجين والصراخ أثناء إجراء المحادثات أما 2 في المائة فقط من الذين جرى استبيانهم فقد تعللوا بأن هذه المحادثات يمكنها أن تمثل مساعدة للإرهابيين· ويبدو أن المكالمات أثناء الرحلات الجوية أصبحت تشق طريقها وبسرعة في القارة الآسيوية فقد ذكرت شركة إيرو موبايل انها تخطط لإطلاق خدمات داخل الطائرات مع شركة كوانتاس وشركة طيران آسيوية أخرى لم تحدد اسمها· ويقول بيتر توجي في شركة ايرو موبايل المشتركة ما بين شركتي تليفور مشغلة الموبايل النرويجية وشركة أرينك المتخصصة في التكنولوجيا ''سوف نعمل على استغلال حقيقة أن أية رحلة عابرة للمحيط لا تحتاج إلى موافقة سلطة تنظيمية''· وتوفر الاتصالات إبان الرحلات الجوية سوف يؤدي إلى وجود نوع من التباين والاختلافات بين شركات الطيران نفسها من جهة تقديم الخدمة أو عدم توفيرها، كما سيمكن هذه الشركات من التخصص في مسارات بعينها، وربما تعمد بعض الشركات إلى فرض أوقات للراحة والهدوء أو تخصيص كبائن خالية من الموبايل· وأخيراً فقد تبرهن المكالمات الجوية على أنها مناسبة أكثر للرحلات القصيرة المدى وذات التكاليف المنخفضة فقد درج الأشخاص على كل حال على تفضيل الناقلات القليلة التكلفة ليس بسبب استمتاعهم بالرحلة وإنما لأسعارها المخفضة· لذا فمن غير المحتمل أن يؤدي الصراخ والإزعاج إلى تجنب السفر عليها بل على العكس من ذلك فإن هذه الخدمة ربما تساعد هذه الشركات على تعويض ودعم أسعار التذاكر المنخفضة!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©