السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريم وجدي: المدرسة التعبيرية تأثرت بجماليات الفن الإسلامي

ريم وجدي: المدرسة التعبيرية تأثرت بجماليات الفن الإسلامي
7 أغسطس 2011 22:17
اهتمت الدراسات المعاصرة بفنون المنمنمات الإسلامية لمعرفة منابعها الأولى، حيث ظهر اسم يحيى الواسطي، وهو يحيى بن محمود بن يحيى بن أبي الحسن الواسطي، ثم تلاه بهزاد وعبدالصمد وسيد علي، والمنمنمات هي نوع من الرسم التعبيري، الذي اقترن بفنون التصوير حين تطرقت إلى المواضيع الأدبية والعلمية، مما عكس صورة المجتمعات الإسلامية، وكذلك أظهر بعض المناسبات الدينية كالإسراء والمعراج وقصص الأنبياء، ومن تلك المنمنمات استقت الفنانة التشكيلية ريم وجدي عالمها الفني في تخصصها في رسوم النشر والكتاب تقول ريم إن الفكر الإسلامي وحدوده الجمالية والاتجاهات التجريدية التي ينطوي عليها، مثلت المصدر الأول، حينما بدأت العمل على الرسوم الوصفية للتعبير عن كتاب "قصص الأنبياء - قصة سليمان وبلقيس"، من خلال الخصائص التشكيلية والمفردات البصرية كأحد العناصر الأساسية التي يقوم عليها أسلوب التصوير الإسلامي، وفلسفته الخاصة، كما أن الخط العربي يلعب الدور الأساسي في العناصر الزخرفية، وأنها حققت من خلال التزاوج بين الخط اللين والخط الهندسي محصلة جمالية، وأن اللون أدى أيضاً وظيفة جمالية فكرية، في التعبير عن الضوء والظل من خلال درجاته النقية ومن دون أن تستخدمه في إبراز التجسيم، إضافة إلى الإيقاعات التي اعتمدت على التماثل والتناظر وتعدد المساحات والملامس والتزاوج بين الخطوط المتنوعة، والعناصر الزخرفية والكثافات اللونية ودرجات سرعاتها. التبسيط الزخرفي وأضافت أنه من خلال الفن الإسلامي نشأ مفهومها عن التبسيط الزخرفي، وما استخدمته من أسلوب ومنهج في كيفية استخدام اللون، وأن الأشكال والألوان اعتمدت على التآلف والتباين داخل النظام التصويري، وتوزيعها وفقاً للضروريات الداخلية للرسم الوصفي التعبيري، فامتلأ الفراغ في صفحات الكتاب المرسوم بمناطق من المساحات اللونية، وامتلأ فراغ آخر منها بالأشكال الزخرفية الهندسية والنباتية، محققة بذلك نوعاً من التوازن في كثافة الشكل المرسوم، وكانت الزخارف النباتية مصدر الهام يجمع بين التجريد المطلق والتكوين المتحرر من كل أثر في الطبيعة. وأوضحت أنه لذلك جاءت الرسوم الوصفية التعبيرية لهذه التجربة الفنية لتعكس تأثراً بالفكر والحضارة الإسلامية، وهو ما اتضح جلياً في أزياء الشخصيات التي حاولت أن تربطها بالجذور التاريخية بناء على مشاهدات من الدراما التاريخية، وكذلك العمارة والقصور التي ليس لها شبيه في الواقع، فهي من نسج خيالها وتصوراتها، وظهرت في هيئة إسقاطات من المخزون الثقافي والتاريخي، نتيجة للاطلاع المكثف على التصوير والمنمنمات الإسلاميـة، رغم أن تلك القصة لم تنشأ في ظل الحضارة الإسلامية، وإن كان يربطهما المنطق الديني، كما حرصت على أن تنهل من معطيات عصرها الأدائية والتكنولوجية، بما أنها جزء من ثقافة العصر الذي تعيش فيه، من خلال تنوع استخدامها للوسائط التقليدية والحديثة. الإخراج الفني وقالت إن عملية الإخراج الفني للكتاب تعتبر بلورة كاملة لمجمل الأعمال الفنية التي سيتم عرضها داخل صفحات الكتاب أو القصة، لهذا أكدت الروح الكلية لتلك التجربة الفنية، وأنها حافظت على الأعمال كطبعات فنية أصلية، وضعت في حافظة تمثل الغلاف الخارجي للكتاب، واستخدمت الطباعة البارزة للرسوم والحروف الاستهلالية، وطباعتها بالأحبار الزيتية، التي عكست بتعددها ثراء تشكيلياً على التكوينات وطابعاً تجريبياً في الملامس،. كما استخدمت طباعة الشاشة الحريرية لطباعة متن الكتابة بالألوان المائية، وإمكانات الحاسب الآلي، لتحقيق أعلى جودة ممكنة، إضافة إلى تقنية التفريغ في الورق المقوى وبعض وسائط الرسم والوسائط التصويرية، مثل القلم والحبر والفرشاة والألوان المائية في تنفيذ الحافظة التي تؤدي دور غلاف الكتاب "القصة". وأضافت أنها أرادت أن تبلور كل ما درسته من أسس نظرية، وما وضعته من تصنيفات وتعريفات لأنواع الرسوم وأساليبها من خلال رؤيتها الفنية لأحد الموضوعات الدينية، التي طالما تناولها الفنانون على مدى العصور، تلك النوعية من الموضوعات التي تقبل أشكالاً متعددة من المعالجات، حيث إنها تحتمل الأساليب الرمزية أو التعبيرية أو التجريدية، بخاصة أن ما وقع الاختيار عليه هو إحدى قصص الأنبياء، قصة سليمان وبلقيس للكاتب عبدالحميد جودة السحار، وأنها حاولت أن توضح مراحل بناء التعبير الفني فيها، فبدأت بالتعامل مع المثير الأول، وهو النص الأدبي، حيث تحوَّلت الصور التي رسمها الكاتب بخياله إلى مصدر إثارة بصرية لها، كما ظهر الدور الرئيس للموروثات والصور المخزنة من الدراما التاريخية، التي استعارتها لتنسج شكلاً مصوراً لتخيلاتها. رؤية تشكيلية وأكدت أن الهدف من ذلك هو صياغة النص الأدبي من خلال رؤية تشكيلية تعبر عن مجريات وشخصيات أحداث القصة، ليجتمع فيها مفهوم الكتاب الفني والكتاب التقليدي، فجاءت الرسوم لتعبر وتفسر النص المكتوب، مع الحفاظ على التسلسل الطبيعي للنصوص والصفحات وأحداث القصة، وقامت الرؤى التشكيلية على الاهتمام بمحتوى الرسم المصاحب للنص الأدبي، والنص نفسه، وحرصت على تصميم طراز خاص به يتوافق وروح الكتاب والرسوم المصاحبة له. وقالت إنها بعد عدة محاولات أنهت عملية تصميم الكتابات بالطراز المختار محافظة على نسب الحرف والجزء الصاعد والجزء الهابط منه، حيث تخيرت أنسب شكل وحجم للحرف، مع الامتـدادات الزخرفية في نهاية الحرف أو بين كلمتين، وتذكر أن ما صاحب الكتابة من حروف استهلالية وبعض الرسوم المصاحبة لها جاء تحديدها أثناء عملية تصميم الكتابة التي راعت فيها الطابع الشرقي تماشياً مع روح الكتاب والطابع الديني الخاص به. حوار بين الفنان والمتلقي اعتمدت ريم وجدي في معالجة المسطح - الصفحة - على خمسة عناصر رئيسية هي الرسوم الوصفية التعبيرية والحواشي الزخرفية والحروف الاستهلالية والكلمات المراد تأكيدها ومربعات الترقيم الزخرفية والنقوش الصغيرة. وأوضحت أن الهدف الأساسي من تجربة تنفيذ كتاب كعمل فني، هو التأمل في دور الكتاب كظاهرة فنية ثقافية، واستكشاف لإمكاناته الكامنة، كنوع من الأحياء لشكل فني كاد يندثر في ظل مفردات العصر التكنولوجية والآلية، واستخدام كل سمات تلك التجربة كنوع من جذب انتباه القارئ وصياغة تجربة القراءة من جديد، واكتشاف صيغ فنية جديدة، وخلق حالة حوار بين الفنان والمتلقي من خلال الرسم التعبيري.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©