الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراما الخليجية تلقي بالمرأة في دائرة الشبهات

الدراما الخليجية تلقي بالمرأة في دائرة الشبهات
7 أغسطس 2011 22:20
عبر عدد من الفتيات الخليجيات عن استيائهن من الطرح الدرامي لهذا العام، وذلك عبر المنتديات ورسائل البلاك بيري، نتيجة تسليط صناع الدراما الضوء على سلبياتهن، كما يقلن، وكأنهن بمعزل عن النصف الآخر وهو “الرجل”، وأضفن أن معظم المسلسلات الخليجية حملت أسماء نسائية مثل “بنات الثانوية” الذي أثير حوله الجدل قبل عرضه وتدور أحداثه حول سلبيات الفتاة الخليجية في المرحلة الثانوية، وما تصدر عنها من أفعال قد تؤثر على سمعتها كفتاة.. كذلك مسلسل “أبوكريم برقبته سبع حريم” وتدور أحداثه حول رجل يعاني من أجل توفير لقمة عيش لبناته، وتكون وراء مصائبه “امرأة”. وغير ذلك من الأعمال الدرامية التي تسلط الضوء على الفتاة ولم يتضح معالمها مثل “بنات سكر نبات” و”كيد النسا” و”جلسات نسائية” و”الملكة” و”صبايا” و”ليلى”. من جانبها، تقول فاتن محمد إن مسلسلات هذا العام تفتقد للواقعية ولا تلمس هموم المجتمع بالشكل الصحيح، فمعظمها إما غير واقعية وتحلق بأحداثها في الخيال والرومانسية مثل مسلسل "ليلى" بجميع أجزائه، أو تقترب قليلا من الواقع مثل مسلسل "بنات الثانوية"، الذي يلقي الضوء على فئة اجتماعية بسلبياتها وايجابياتها . أما رهام محمد فتقول رغم انتشار المسلسلات التركية على الشاشات العربية ودخولها كمنافس للدراما العربية توقعنا أن تكون محفزا لصناع الدراما، إلا أن صناع الدراما العربية لا يزالون يدورون في نفس الحلقة المفرغة فمنذ أكثر من 10 سنوات والمسلسلات العربية لم تتغير، فالقصص مكررة، والأحداث تمر من نفس الزاوية الضيقة المملة.. على عكس المسلسل التركي الذي يجمع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية والعاطفية، الأمر الذي يجذب المشاهد ويجبره على متابعة أحداثه. نماذج منحرفة وتضيف نورا رشيد: الدراما الخليجية تسلط الضوء على سلبيات الفتاة الخليجية، وتقدم نماذج منحرفة في المجتمع وتركز عليها الأمر الذي يسيء إلى سمعة البنت الخليجية المحترمة، وسط تقديم كم هائل من النماذج السيئة للفتاة والمرأة الخليجية على حد سواء.. وكأن المجتمع لا يوجد فيه سوى هذه السلبيات وهذا النوع من البنات.. فالمرأة دائما هي سبب المشاكل وخرابة البيوت والخائنة والشريرة، وهذا طرح غير منطقي لقضايا المجتمع. وتقول ياسمين عبدالله: ما يستفزني من خلال الطرح لبعض قصص الدراما أنها ليست موجودة في مجتمعنا وإن وجدت فهي حالات خاصة وليست عامة، بمعنى أنها تقتصر على أسرة في مجتمع متكامل لا تؤثر فيه تصرفات هذه الأسرة، كما أصبحت أغلب قصص المسلسلات مستمدة من مواضيع وقصص موجودة على الإنترنت لتكون في أغلب الأحيان قصصا من وحي الخيال لأحد مرتادي الإنترنت، فتبهر كاتب السيناريو ويتناولها على أنها قصة حقيقية. طريقة مبتذلة ومن جانبه يرى المنتج والممثل علاء النعيمي أنه لا يستغرب الطرح الدرامي المتعلق "بالمرأة" او بالجنس الناعم فذلك لأن صناع الدراما يستجدون المشاهد عبر معاناة المرأة واستغلال الجانب المثير فيها أيضا، رغم ان هناك رجالا يعانون ويصمدون في المجتمع، عبر قصص حقيقية ربما تكون أفضل من الطريقة المبتذلة التي يعتمدون عليها من خلال طرحهم وتركيزهم على النساء، خاصة أن المشاهد أصبح أكثر وعيا وأصبح يرى دور المرأة الحقيقي، فالمرأة لدينا أصبحت دكتورة ومهندسة ووزيرة ووكيلة وقاضية. مشكلة صناع الدراما أنهم ما زلو يرون المرأة بالصورة النمطية قبل 20 سنة تلك المغلوب على أمرها والمتحكم فيها الرجل، وهذا ينافي واقعنا الحالي فالمرأة أصبحت جزءا مهما في المجتمع، وإن وجد لها أخطاء فأخطاؤها كأخطاء الرجل بمعنى أن كلا الطرفين لديهم أخطاء يمكن تسليط الضوء عليها، بعيدا عن التركيز على المرأة وحدها. دراما تجارية أما المذيع والممثل منصور الغساني فيقول: الأساس في التركيز على العنصر النسائي هو التسويق والترويج والتجارة حيث أصبحت الدراما الخليجية دراما تجارية لا تعتمد على الذوق العام في طرحها، وأنا هنا لا أعيب على المنتجين إنما أعيب على أصحاب الفضائيات أو المسئولين عنها، فمن المفترض ان يكون هناك لجنة تقييم لما يعرض لديهم وليس الاعتماد على العلاقات الشخصية في طرح ما يعرض. وتقول الممثلة هدى صلاح: برغم وجود كم هائل من السلبيات إلا أن هناك أيضا إيجابيات ولكن ليست منطقية من خلال الطرح، ففي الفترة السابقة تم التركيز على إيجابيات الفتاة أو المرأة بشكل عام فكان من الطبيعي التركيز على سلبياتهن. توازن ومصداقية توضح بلقيس أحمد قائلة: لا شك أن الدراما الخليجية فرضت نفسها خلال السنوات الخمس الأخيرة على الساحة العربية، فبالأمس كانت الدراما المصرية والسورية سيدة الدراما، لكن اليوم للدراما الخليجية مكانة كبيرة أيضا وجماهير عريضة في كافة أرجاء الوطن العربي، لأنها تتطرق لمواضيع خاصة تركز على المجتمعات الخليجية بمختلف فئاتها، إضافة إلى مواضيع إنسانية عامة قد تحدث في أي بيئة عربية محافظة. أما بالنسبة لتسليط الضوء على سلبيات المرأة الخليجية، فهو أمر لا أراه بالضرورة شائعا، فهناك مسلسلات سلطت الضوء على شخصيات سلبية لنساء يمكن وصفهن بالظلم والقسوة، والاستبداد، وهناك نماذج كثيرة أيضا سلطت الضوء على نساء مثاليات مضحيات قائمات بأدوارهن المجتمعية على أكمل وجه، أذكر منها دور حياة الفهد في مسلسل "الجليب" وسعاد العبدالله في مسلسل "فرصة ثانية". وبالأخير في المجتمع هناك ما هو سلبي وما هو إيجابي، والدراما الخليجية تعكس ذلك بكل توازن ومصداقية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©