الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زين الدين زيدان الأستاذ

27 سبتمبر 2006 00:58
وضعه بيليه ضمن أفضل خمسة لاعبين في تاريخ كرة القدم ومنحه لقب ''الأستاذ''، وصفه ميشيل بلاتيني بالرائع الذي يبتكر الجديد في كل مباراة، وأطلق عليه ميشيل دينيسو مذيع قناة كنال بلوس الفرنسية الزعيم، واختاره الاتحاد الأوروبي كأفضل لاعب في النصف قرن الأخير· زين الدين زيدان هو الأستاذ والرائع والزعيم والساحر والمبدع والفنان والمايسترو، أعاد كتابة تاريخ الكرة الفرنسية ورسم بموهبتة الاستثنائية اجمل لوحات الإبداع في ملاعب الكرة واحتلت كل أعماله مكانة بارزة في متحف التاريخ الكروي مع بيليه ومارادونا وكرويف وديستفانو وبلاتيني · ترك الملاعب وعلق الحذاء على الحائط بعد مونديال المانيا 2006 ولكن إنجازاته التي سطرها خلال 16 عاماً لن تغادر ذاكرة عشاق كرة القدم لسنوات طويلة، ومع إبداعات زيدان نتوقف في أهم المحطات من خلال أحدث كتاب صدر عن قصة حياة استاذ كرة القدم · ذهب زيدان الى بوردو تاركاً خلفه مسقط رأسه والإقليم الذي نما فيه بحثاً عن مجد جديد في كرة القدم، وكان كله أمل في أن يحقق هذا المجد على ملعب بوردو الحاصل على بطولة دوري فرنسا خمس مرات· وفي هذا النادي أتيحت الفرصة لزيدان لكي يتألق ويتقدم في مستواه ويتخطى مرحلة في مشواره الكروي·· وهنالك مع بوردو أصبح اسمه الرسمي ''زيزو'' واكتشف وقتها المنتخب الوطني، بل ولعب أول نهائي أوروبي في حياته· وكان زيدان بصحبة رولان كوربيس مدرب بوردو وابن مرسيليا والذي كان يتندر بأنه يحمل مفاجأة في حقائبه في إشارة الى هذا العبقري زيدان الذي خطفه أو قل نشله من نادي ''كان'' على مرأى ومسمع من برنار تابي رئيس نادي مرسيليا آنذاك والذي فاته تماماً التفكير في هذا اللاعب الفذ· وفي بوردو أصبح كوربيس يعتمد كثيراً على نجمه الجديد وكان يحلو له أن يناديه باسم ''زيزو'' الذي التصق بزيدان بعد ذلك· ولأن كوربيس مدرب محنك وفاهم فقد قرر الاستفادة بزيدان في مركز صانع الألعاب، وهو المركز الذي نادراً ما كان يشغله زيدان في ناديه السابق ''كان''· ومرت الشهور الستة الأولى لزيدان في بوردو صعبة للغاية فقد كان في حاجة شديدة للتأقلم على حياته الجديدة هناك، ولأنه وصل تسبقه سمعة طيبة وصيت فقد كان ذلك بمثابة عبء ثقيل على كاهله، ورغم ذلك نجح زيزو في أن يسجل عشرة أهداف في 34 مباراة لعبها وهو أفضل رقم له حيث لم يسجل في المواسم الثلاثة التالية له مع بوردو سوى ستة أهداف في كل موسم· وشيئاً فشيئاً اعتاد زيدان على الحياة في مدينة بوردو وأصبح لاعباً أساسياً ويلعب المباريات كاملة، واشتهر وقتها بتسديد الضربات الحرة المباشرة حيث كان يتدرب عليها كثيراً الى أن أصبح يتقنها تماماً· وباقي قصة زيزو في بوردو كانت عبارة عن صداقة وطيدة وعميقة مع كل من كريستوف دوجاري وبيكسنت ليزارازو سواء داخل الملعب أو خارجه·· وبفضل هذا الثلاثي الموهوب زيزو / دوجاري / ليزارازو تواصلت انتصارات بوردو وغالباً ما كان يحتل مراكز متقدمة في جدول الدوري الفرنسي كل عام، بل ونجح في الصعود للعب في كأس أوروبا· وخلال السنوات الأربع التي عاشها زيزو في بوردو عرف معنى اللعب على أعلى مستوى مع فريق اعتاد المنافسة على قمة الدوري والمشاركة في البطولات والمسابقات الأوروبية·· وقتها كان زيدان في الرابعة والعشرين من عمره، واختاروه الزملاء كأفضل لاعب في الدوري موسم 95/·1996 الصعود الأوروبي لا شك أن مجد أي لاعب كرة تصنعه المشاركة في البطولات الكبرى ومنها بطولة كأس أوروبا للأندية،، وذروة مشوار زيدان مع بورودو كانت في يوم الثلاثاء 19 مارس ··1996 ففي هذه الليلة واجه فريق بوردو فريق ميلان الإيطالي في دور الثمانية لكأس الاتحاد الأوروبي·· ولعب بوردو مباراة تألق فيها زيزو وأسهم بقوة في صنع الفوز، بل ولفت إليه الأنظار على المستوى الأوروبي وبدأ اسمه يتردد على أنه واحد من نجوم الكرة العالمية في المستقبل· ولكن كيف كان صعود بوردو أصلاً الى بطولة كزس الاتحاد الأوروبي بينما هو لم يتجاوز المركز السابع في ترتيب أندية الدوري الفرنسي موسم 94/1995؟ حقيقة الأمر أن بوردو كان حسن الحـ جداً، فقد أقر الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) بطولة جديدة تحمل اسم كأس انترتوتو والفائز بها يحصل على تذكرة المشاركة في كأس الاتحاد الأوروبي وبالفعل شارك بوردو وبعد 6 مباريات وفوز نهائي على فريق كارلسروه الألماني، نجح بوردو في التأهل لكأس الاتحاد الأوروبي، واستكمل المسابقة باللعب في دور الـ 16 مع بيتيس أشبيلية الإسباني والفوز عليه بفضل كرة ''لوب'' عبقرية لعبها زيدان من على بعد 35 متراً وذلك في مباراة العودة· وجاء يوم 19 مارس يوم المواجهة العظيمة أمام ايه سي ميلان الإيطالي·· والكل يعرف من هو ميلان الذي كان قد سيطر على مجريات اللعب في لقاء الذهاب بإيطاليا وفاز 2/صفر، ولكن زيزو ورفاقه نجحوا في الفوز بمباراة العودة 3/صفر سجل منها دوجاري هدفين من تمريرتين حاسمتين من زيدان· وانفتح طريق بوردو وأصبح ممهداً الى النهائي بعد أن أطاح الفريق الفرنسي بمنافسه التشيكي سلافيا براغ في الدور قبل النهائي·· وحانت لحظة المباراة النهائية وهذه المرة لم تكن هناك مفاجآت فقد نجح فريق بايرن ميونيخ الألماني في وضع نهاية لمغامرة بوردو الجميلة وفاز عليه ذهاباً وإياباً· إغراءات يوفنتوس لفت المشوار الرائع لفريق بوردو في كأس أوروبا الأنظار بشدة الى هذا الفريق ونجومه وخاصة زيدان الذي وضعه مسؤولو فريق يوفنتوس تورينو تحت الميكروسكوب ووجدوا فيه نعم خليفة لمواطنه ميشيل بلاتيني في قيادة ''السيدة العجوز'' نحو الانتصارات· وإزاء ضغوط وإغراءات النادي الإيطالي اضطر رئيس نادي بوردو آلان أفليلو الى الاستسلام وتنازل عن جوهرته الثمينة زيزو مقابل 25 مليون فرنك فرنسي· وهكذا ترك زيزو الدوري الفرنسي بحصيلة قوامها مائتا مباراة سجل خلالها 34 هدفاً·· وحانت لحظة غزو العالم الحقيقي لكرة القدم في يوفنتوس تورينو· صحف لا ترحم ومهما قيل عن سمعة زيدان الجيدة وكونه شهير في بلده فرنسا ومع منتخب بلاده فإنه لا يعني شيئاً بالنسبة للإيطاليين، فلا بد أن يقنعهم عملياً بأنه لا يقل كثيراً عن الساحر بلاتيني· والبداية هنا أيضاً كانت صعبة مثلما كانت كذلك في بوردو الفرنسي، وربما أكثر قسوة فالدوري الإيطالي يمتاز بالقوة ويتطلب لياقة بدنية خارقة وتدريبات أشبه بتدريبات العسكريين· وفي مباريات زيدان الأولى كان مستواه باهتاً، وبدأت على الفور الانتقادات في الصحف الإطالية التي لا ترحم· هل هذا هو النجم الذي دفعنا فيه غالياً؟ تساؤل طرحه جيوفاني أنييللي رئيس شركة فيات ورئيس النادي وقتها، ولكن مارشيللو ليبي المدير الفني للفريق كان قد حصر زيدان في دور دفاعي أكبر وكان نجمنا يضطر الى الجري في الملعب كثيراً دون حصاد جيد لدرجة جعلته يقترب من حالة اليأس، لولا أن مواطنه ديدييه ديشان الذي كان قد سبقه الى يوفنتوس بعامين وقف الى جواره يسانده ويقوم بدور الأخ الأكبر له·· وكذلك فعل بلاتيني أيضاً الذي دافع عن زيدان وطالب الطلاينة بالتوقف عن المقارنة بينه وبين زيزو· وهنا قرر مارشيللو ليبي الاستفادة بزيدان بصورة أخرى فدفع به كصانع ألعاب وليس لاعب وسط مدافعاً، وأعطاه هامشاً كبيراً في التحرك خلف المهاجمين والمناورة في كل أنحاء وسط الملعب·· وخطوة خطوة، ومباراة بعد مباراة فرض زيدان نفسه بقوة وتحسن أداؤه كثيراً وتوالت النجاحات وسجل 7 أهداف، وفي نهاية الموسم توج يوفنتوس بطلاً للدوري الإيطالي وهو أول لقب يحصل عليه زيدان مع ناد· وفي العام نفسه حصل زيدان أيضاً مع يوفنتوس على بطولة كأس الانتركونتننتال، وكأس السوبر الأوروبية، كما شارك في نهائي دوري الأبطال الأوروبي·· حقاً لقد جاء زيزو الى تورينو لكي يحفر لنفسه مكاناً ويصنع إنجازات، وهذا بالضبط ما فعله خلال مواسمه الخمسة في إيطاليا· مرارة وخيبة أمل وبعد هذه الانطلاقة القوية في إيطاليا والتي كانت أشبه بالرعد والبرق وحولت الأنظار كلها الى الموهوب زيزو بتحركاته الواعية ولمساته الساحرة وتسديداته القوية من الضربات الثابتة·· نجح في جذب المزيد من الجماهير الى الملعب والملايين من المشاهدين الى الجلوس أمام شاشات التليفزيون للاستمتاع بأسلوب السهل الممتنع في اللعب والذي أصبح أستاذه الأول في العالم بلا منازع· وظل زيدان على نهمه ورغبته الشديدة في إضافة المزيد من البطولات والألقاب، ولكنه لم يحصل على دوري الأبطال وشهد الإخفاق مرتين وكانت كل مرة في المباراة النهائية·· فماذا حدث بعد ذلك؟ كانت بداية التراجع لليوفنتوس، فالنتائج لم تعد ترضي أحداً وخرج الفريق في عام 9991 من الدور قبل النهائي لدوري الأبطال الأوروبي على يد مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي فاز بالبطولة بعد ذلك· وفي عام 0002 لم ينجح فوفنتوس أصلاً في التأهل الى هذه البطولة وتزايدت الانتقادات للفريق وكل نجومه وعلى رأسهم زيدان ولم يسلم أحد من اللاعبين من الهجمات الصحفية المتتالية للصحافة الإيطالية وظهرت نبرة جديدة في الصحف تقول إن زيدان يهتم بمنتخب بلاده أكثر من اهتمامه بالفريق، ولهذا فقد ساءت النتائج لأنه عنصر أساسي في الفريق وانخفاض مستواه ينعكس على الفريق كله· وجاء العام الأخير لزيدان في إيطاليا ·1002· موسم أخير ويرحل أو يمد عقده ولكن يبدو أن فكرة الرحيل والبحث عن تجربة أخرى في مكان آخر هي الفكرة التي سيطرت على زيدان ولاسيما أن النتائج أيضاً في هذا الموسم الأخير لم تكن مشجعة على الإطلاق إذ تجرع يوفنتوس مرارة الهزيمة وخيبة الأمل وخرج من الدور الأول لدوري الأبطال الأوروبي ولم يفز بالدوري الإيطالي وبدأ الجميع في تورينو يتحدثون عن نهاية الفريق وشيخوخته وحاجته الى التجديد·· ونجمنا زيدان نفسه بدأ يتخيل نفسه في مكان آخر غير إيطاليا·· وتساءل بينه وبين نفسه: إسبانيا مثلاً؟ وما المانع فالأندية في هذا البلد تحتكر البطولات الأوروبية· وفي هذه الآونة كان فلورينتينو بيريز الرئيس الجديد لنادي ريال مدريد الإسباني قد أعلن أنه خطط لضم ''نجم سوبر'' للفريق كل عام·· نجماً دولياً شهيراً مثلما فعل قبلها بعام وضم البرتغالي الموهوب لويس فيجو·· وسرعان ما أعلن بعد هذا التصريح أيضاً انه يرغب بشدة في ضم زين الدين زيدان للنادي الملكي الإسباني·· وتلك حكاية أخر
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©